الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 06:46 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير أثري يكشف لـ «الطريق» أقدم تقويم على وجه الأرض

التقويم المصري القديم
التقويم المصري القديم

دائمًا ما كان المصريون القدماء يبدعون في حياتهم وفي مماتهم، فقد برعوا في علم الفلك، بل وتفوقوا فيه، حيث نجدهم إخترعوا أقدم تقويم فلكيًا دقيقًا على وجه الأرض، و كان ذلك عام 4236 ق.م.

التقويم المصري هو الأول في تاريخ البشرية والأكثر دقة حتى الآن

وقال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن القدماء المصريين قسموا السنه الى ثلاثة فصول هي فصل الفيضان والذي يُعرف بإسم «آخت»، وفصل التحاريق والذي يُعرف بإسم «بريت» ، وفصل الحصاد والذي يُعرف بإسم «شمو»، ونجحوا في تقسيم السنه إلي 360 يوم، ووزعوها علي 12 شهر كل شهر 30 يومًا يُضاف إليها خمسة أيام في آخر العام عُرفت بأيام «النسئ»، وذلك لإستكمال عدد أيام السنه وهي 365 يوماً، وكان كل فصل من فصول السنه يتكون من أربعة شهور، و كل شهر من ثلاثة أسابيع و كل أسبوع عشرة أيام، أما عن الأيام الخمسه التى تختم بها السنه فكانت أيام أعياد، ويقال أنها الأيام التى ولد فيها كل من «ايزيس»، و«أوزوريس»، و«ست»، و«نفتيس»، و«حورس».

وتابع عامر، لـ«الطريق»، أننا نجد التقويم المصرى «القبطى» هو تقويم شمسى يعتمد على دورة الشمس وهو من أوائل التقاويم التى عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، ويعتمد عليه المزارع المصرى فى مواسم الزراعه والمحاصيل التى يقوم بزراعتها خلال العام منذ آلاف السنين و حتى وقتنا هذا، وكانت السنة تبدأ بفصل الفيضان، حيث يبدأ من شهر يوليو حتى شهر أكتوبر، وثانيها فصل بذر البذور والذى يبدأ من نوفمبر حتي شهر مارس، وثالثها فصل الحصاد ويبدأ من شهر مارس حتي شهر يوليو، وهكذا تكونت السنة من إثنا عشر شهرًا.

وأكد الخبير الأثري، أن بداية العمل بهذا التقويم كان فى العام الأول من حكم الملك «حور_عا» ابن وخليفة الملك «مينا» عام 557 ق م، طبقًا لما أرخ له المؤرخ المصرى «مانيتون»، وقد إتخذ الإحتفال برأس السنة مظهراً دينياً يبدأ بنحر الذبائح كقرابين للإلهة، وتوزع لحومها على الفقراء، وكان جزء منها يوهب للمعابد يوزع بمعرفة الكهنة.

وأشار إلى سعف النخيل الأخضر الذى يرمز لبداية العام ويعبر عن الحياة المتجددة فى خروجه من قلب الشجرة، حيث يتبركون به ويصنعون منه ضفائر للزينة يعلقونها على الأبواب ويحملون باقات السعف لتوضع على المقابر فى عيد رأس السنة، بالإضافة إلي أنهم كانوا يوزعون ثمار النخيل الجافة «البلح» صدقة على أرواح موتاهم، بل وكانوا يصنعون من سعف النخيل أنواعًا مختلفة من التمائم والمعلقات التى يضعها الناس على صدورهم وحول أعناقهم رمزًا لتجدد الحياة فى العام الجديد، والحفظ من الأرواح الشريرة.

واختتم حديثه بأنه كان من تقاليد الاحتفال برأس السنة، صناعة الكعك والفطائر، وإنتقل التقليد ليلازم كل إحتفالات الأعياد المسيحية والإسلامية، كما كان الأوز والبط من أكلاتهم المفضلة فى رأس السنه، كما كانوا يشربون عصير العنب أو النبيذ الطازج، بل كانوا ينتهزون فرصة عيد الميلاد لعقد زيجاتهم والتصالح بين الخصوم، ويرجع الى الملكة كليوباترا إبتداع إستعراضات ومواكب الزهور عندما توافق عيد جلوسها مع عيد الميلاد.

اقرأ أيضًا: بعد مقبرة عين شمس.. خبير آثار يكشف لـ «الطريق» أسرار العصر الصاوي