الطريق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 01:32 مـ 21 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حصاد «الطريق».. ماذا يحمل عام 2022 من أزمات؟

القمة
القمة

شهد العام الجاري تفاقما للعديد من الأزمات جاء في طليعتها "تعثر المفاوضات بين لندن وبروكسل بشأن خروج الأولى من الاتحاد الأوروبي-بريكست"، وكذا "تأجج الخلافات بين بريطانيا وأيرلندا بشأن الترتيبات الحدودية" بطريقة قد تؤدي لتقويض اتفاق سلام دام لعقود، وهو "اتفاق الجمعة البيضاء".

وفي هذا الصدد هناك عدة أزمات شهدها عام 2021، مرجحا أن تستمر تلك الأزمات في التفاقم خلال عام 2022، من أبرزها توقيع اتفاق "أوكوس" بين كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا، والذي يسمح للأخيرة ببناء غواصات نووية لأول مرة، فضلًا عن تعزيز النفوذ الأمريكي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، واحتواء النفوذ الصيني.

اقرأ أيضا : الكمامة إلزامية في شوارع باريس بداية من الليلة

وفي المقابل ألغت أستراليا عقدا بمليارات الدولارات مع فرنسا للغواصات غير النووية، الأمر الذي أثار غضب فرنسا، وأفضى إلى شقاق كبير بين الحلفاء الغربيين؛ إذ استدعت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا في سابقة هي الأولى من نوعها، مما يُنبئ بمزيد من التوترات عبر الأطلسي.

فضلا عن الخلافات التي أثارتها ليتوانيا هذا العام مع الصين؛ إذ وافقت ليتوانيا على تبادل التمثيل الدبلوماسي مع تايوان، وسمحت لها باستخدام اسم "تايوان" في سفارتها في ليتوانيا، وهناك العديد من الدول التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع تايوان تستخدم اسم العاصمة "تايبيه" بدلا من "تايوان" تجنبا لإثارة حفيظة بكين.

وردا على ذلك، استدعت الصين سفيرها من ليتوانيا، وأوقفت الشحن بالسكك الحديدية إلى ليتوانيا، كما علقت الواردات من دول الاتحاد الأوروبي المتضمنة مكونات من ليتوانيا، وفي ضوء ذلك يرجح أن يشهد النزاع الدبلوماسي بين الجانبيْن توترات جديدة عام 2022، لا سيما في ضوء تصريح وزير خارجية ليتوانيا، بأن بلاده تمثِّل نموذجا للوقوف في وجه الضغوط التي تمارسها بكين على الدول الصغيرة.

وختاما، النزاع بين كلٍ من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية، والذي اعتبره حرب "استنزاف دبلوماسي"، و تعثر مفاوضات بريكست، فضلًا عن اندلاع الخلافات بين كلٍ من بريطانيا وأيرلندا الشمالية بشأن الترتيبات الحدودية التالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتصاعد مخاوف الساسة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من عدم تمكن لندن وبروكسل من تسوية خلافاتهما، الأمر الذي يلقي بتداعياته على تقويض اتفاق سلام "الجمعة البيضاء" لعام 1998، والذي أنهى عقودًا من الصراع الطائفي في أيرلندا الشمالية، مما يُنذر بتداعيات بالغة الخطورة على الأمن الأوروبي.

اقرأ أيضا: هل تقود واشنطن سباقا عالميا للتسلح النووي؟