الطريق
الخميس 16 مايو 2024 09:59 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الإدارة الأمريكية تعتزم فرض عقوبات صارمة على روسيا.. أبرزها الفضاء الإلكتروني

جو بايدن
جو بايدن

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بدراسة العقوبات التي من المحتمل أن تفرضها على روسيا إذا قامت بغزو أوكرانيا، وذلك قبل الاجتماع المقرر انعقاده يوم الإثنين 10 يناير بين الدبلوماسيين الأمريكيين ومسؤولي الكرملين.

الأضرار الاقتصادية

وفي هذا الصدد، حذر بعض المسؤولين في إدارة "بايدن" من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية وخطر الهجمات الإلكترونية الروسية، حيث كشفت بعض التقارير من قبل وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكية أن العقوبات التي فرضتها الحكومة الأمريكية على شركة "غازبروم" الروسية أو على البنك المركزي الروسي ألحقت أضرارا بالاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضا: قيود ألمانية جديدة على المطاعم وسط انتشار ”أوميكرون”

وتأتي تلك العقوبات ربما تؤدي إلى احتمالية رفع أسعارالغاز، أو تعيق الاستثمار الأوروبي مع روسيا، في وقت يرتفع فيه التضخم في جميع أنحاء وتعاني معظم البلاد من مشكلات اقتصادية؛ بسبب تفشي "أوميكرون"، خاصة في أوروبا.

وتلك الآثار السلبية يمكن أن يعود أثرها على الولايات المتحدة، بينما يرى بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن العقوبات التي يتم تقييمها الآن سيكون من الطبيعي وجود تأثير لها على "واشنطن"، ولكن يمكن تداركه؛ نظرا لأن من شأن تلك العقوبات الصارمة الحد من التدخلات الروسية في دول، مثل أوكرانيا وكازاخستان وغيرهما.

وفي هذا الإطار، صرح "جيف شوت"، الزميل البارز في معهد "بيترسون" الأمريكي للاقتصاد الدولي الذي يركز على سياسة التجارة الدولية والعقوبات الاقتصادية، بأن مدى رد الفعل السلبي سيعتمد إلى حد كبير على معايير العقوبات ومدى الآثار السلبية على أوروبا.

استهداف البنوك التجارية الروسية

وتدرس الإدارة الأمريكية خيارات تشمل استهداف البنوك التجارية الروسية الكبرى، وفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، ومنع وصول روسيا إلى أسواق السندات، وقطع روسيا عن نظام الدفع الدولي "SWIFT"، وتشديد إجراءات الرقابة على الصادرات.

وأضاف التقرير أنه من بين أكثر العقوبات الاقتصادية التي يمكن أن تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا تعطيل استكمال مشروع خط أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا "نورد ستريم2"؛ حيث إنه من المتوقع عند تشغيله أن يمثل نحو 10-15% من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي.

خطوات لتعطيل خط الأنانيب

ومن الجدير بالذكر أن المسؤولين الأمريكيين قد حاولوا الضغط على ألمانيا لتعطيل خط الأنانيب إذا غزت روسيا أوكرانيا، وفي ذات السياق، وافقت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك" الشهرَ الماضي على أنه في حالة حدوث تصعيد ضد أوكرانيا، فإنها ستوجه بوقف تشغيل الخط.

كما يدرس المسؤولون الأمريكيون إمكانية فرض عقوبات على روسيا في الفضاء الإلكتروني، حيث يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تستغل بنيتها الحيوية في وقف التوغل السيبراني الروسي؛ لذلك تعمل إدارة "بايدن" على تنسيق الرد لتحقيق أقصى قدر من التأثيرعلى روسيا.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أمريكي: أيا كان ما ستقرره الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع الحلفاء في أوروبا، فهو المسار الصحيح لحماية مصالح وأمن البلاد، مضيفا أن الولايات المتحدة على استعداد لتحمل تلك التكلفة الباهظة في سبيل ردع روسيا.

مناقشات حول النشاط السيبراني الروسي المحتمل

وعلى صعيد آخر، أوضح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن اجتماعات مجلس الأمن القومي الأخيرة تضمنت مناقشات حول النشاط السيبراني الروسي المحتمل في حالة تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، وفي غضون ذلك، أشرف البيت الأبيض على تواصل الوكالات الفيدرالية مع الشركات الأمريكية، وشجعها على الحفاظ على حماية قوية للأمن السيبراني.

وقال مسؤول آخر: إنه رغم عدم وجود أي تهديدات محددة حاليا للأمن الأمريكي، لكن "واشنطن" تدرك مدى إمكانية قيام "موسكو" بالتفكير في تصعيد إجراءاتها المزعزعة للاستقرار بطرق قد تؤثر على الآخرين خارج أوكرانيا.

ويجدر الانتباه إلى أن وزارة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية عقدت إحاطة مع كبرى شركات المرافق الكهربائية والغاز الطبيعي والنفط في أمريكا خلال الشهر الماضي؛ لمراجعة تاريخ روسيا في العمليات السيبرانية التخريبية في أوكرانيا وأجزاء أخرى من العالم.

اقرأ ايضا :بيان «أمريكي بريطاني سعودي إماراتي»: ندعم المبادرة الأممية للحوار في السودان

وأظهرت تلك الإحاطة تفاصيل فنية للهجمات الإلكترونية التي شنتها روسيا في أجزاء من أوكرانيا، وأدت إلى انقطاع الكهرباء في عامي 2015 و2016، إلى جانب الأنشطة الإلكترونية الروسية الحديثة، مثل حملة التجسس لعام 2020 التي استغلت برنامج "سولار ويندز".

مراقبة الأنشطة الروسية في الفضاء الإلكتروني

وبالإضافة إلى ذلك، وجه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" رسالة إلى المسؤولين في قطاع المرافق الكهربائية ومشغلي الطاقة بضرورة اليقظة و"زيادة الوعي" أثناء مراقبة بشأن الأنشطة الروسية التي ربما تنعكس تداعياتها في الفضاء الإلكتروني.

وقال "جيم لين"، المدير التنفيذي لـ"DNG-ISAC" وهو مركز لتبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات السيبرانية بشأن الغاز الطبيعي في أوروبا: إن التوترات المتصاعدة في الخارج، لا سيما في أوروبا الشرقية، من شأنها تغيير مشهد الأمن السيبراني.

وفي سياق منفصل، يناقش "البيت الأبيض" وكبار المسؤولين أيضًا تدابير مراقبة الصادرات المحتملة التي يمكن أن توقف قدرة روسيا على استيراد الهواتف الذكية والطائرات الرئيسة ومكونات السيارات وكثيرا من المواد في العديد من القطاعات الأخرى؛ مما يهدد بآثار كبيرة على المستهلكين الروس والعمليات الصناعية والتوظيف.

وفي هذا السياق، كرر وزير الخارجية الأمريكي "أنطوني بلينكن"، يوم الأربعاء 5 يناير 2022، أنه إذا لم تلتزم روسيا بـ"الدبلوماسية ووقف التصعيد" خلال المحادثات الأسبوع المقبل، وبدلا من ذلك، جددت عدوانها على أوكرانيا، فإن الكرملين ستناله "عواقب وخيمة" من قِبل الولايات المتحدة وحلفائها.