الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 10:35 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل ستتخلى روسيا عن إيران في المفاوضات النووية لكسب أوكرانيا؟.. خبراء يجيبون

الرئيس الروسي ونظيره الإيراني
الرئيس الروسي ونظيره الإيراني

تشغل الأزمة الأوكرانية مجالًا كبيرًا في السياسة الخارجية على مستوى العالم، خاصة بعد زيادة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ونتيجة لذلك يوضح المحللون السياسيون ما يربط الأزمة الأوكرانية بالمناطق المجاورة، وكيف يمكن أن تلعب الدول المجاورة كإيران دورًا هامًا في احتواء الصراع بين موسكو وواشنطن، ولاسيما مع عودة المفاوضات النووية في فيينا مرة أخرى، والتي تتزامن مع هذه الأزمة.

وفي هذا الصدد يقول الباحث في العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهي، إن العلاقات الروسية الإيرانية مدفوعة بتداخل وتضارب المصالح، وتتعاون أحيانًا وتتنافس أحيانًا أخرى، فكلا الطرفين يولي أهمية للآخر في سياسته الخارجية، حيث يوجد مشروعات مشتركة في مجالات الغاز الطبيعي، والسكك الحديدية، ومحطات الطاقة.

وتابع الباحث في العلاقات الدولية حديثه في تصريح خاص لـ« الطريق» أن روسيا تعتبر من معارضي خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وبالرغم من ذلك فروسيا تستخدم إيران وبرنامجها النووي من أجل الضغط على الغرب للحصول على بعض التنازلات في الملفات الخلافية بين البلدين، وعلى صعيد آخر فالملف النووي الإيراني يقلق الولايات المتحدة الأمريكية بصورة كبيرة خاصة في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية مع ورسيا.

ففي حال نشوب حرب تقودها روسيا ضد أوكرانيا يعني ذلك احتمالات الاتفاق بين روسيا وإيران على عرقلة إيران لحركة الملاحة في الخليج العربي بحيث تعرقل عملية مرور السفن المحملة بالنفط إلى الدول الأوروبية، وهو ما قد يعطي روسيا أفضلية في هذه الأزمة ويزيد من فرص تعزيز مكانها في أوروبا واحتياج أوروبا لها، وربما يمكن أن تتفق روسيا وإيران في ظل اتفاقية التعاون العسكري المشترك بتنفيذ عمليات عسكرية تخريبية ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج لعرقلة أو تقليل احتمالات مشاركة تلك القواعد في أي أعمال عدائية ضد روسيا في المتوسط.

وأضاف " الديهي " أن الأزمة الأوكرانية معقدة للغاية في ظل محاولات أمريكية مستمرة لجر أوروبا وروسيا في مواجهه عسكرية مباشرة تظل الولايات المتحدة الأمريكية فيها بعيدة عن هذا الصراع بحجة مواجهة النفوذ الصيني، وهو ما يعني أن العالم أمام احتمالات حرب عاليمة ثالثة، ولكن هذه الاحتمالات مازالت ضئيلة للغاية، في ظل تمسك الأطراف الأوروبية والروسية بضرورة الحوار، وهو الأمر الذي قد يسفر في نهاية المطاف عن اتفاقية مكتوبة تضمن لروسيا حماية أمنها القومي، وتضمن لأوروبا أيضا استمرار أمداد الغاز الروسي وقيام علاقات شراكة مع روسيا.

وفيما يخص الملفات المشتركة بين روسيا وإيران، قال المحلل السياسي العراقي، باسم أبو طبيخ، إن العلاقة الإيرانية الروسية مبنيًة على المصالح لكن فيها مشتركات كثيرة، وأهمها سوريا، كما أن الروس ليس من السهل عليهم التخلي عن إيران، وذلك لكثرة الملفات ولاننسى الفيتو الروسي ضد اجتياح سوريا، أما مايخص المفاعل الإيراني فهو لايخدم روسيا في حال وقوفها ضد إيران وهذا يعني عودة إيران إلى الحضن الأمريكي مجددًا.

وتابع المحلل السياسي العراقي حديثه في تصريح خاص لـ«جريدة الطريق» أن إيران لها علاقة قوية مع الصين واستثمارات كبيرة من خلال مصادر الطاقة، وهذا أيضا يكون خطأ استراتيجي لروسيا إذا تخلت عن إيران، كما أن إسرائيل حاولت كثيرًا التأثير على موقف روسيا من البرنامج النووي الإيراني لكنها لم تفلح.

وأكد " أبو طبيخ " أن مسألة أوكرانيا متشعبة وروسيا تحاول السيطرة الكاملة على نفوذها بعد احتواء القرم، لكن النفود الأمريكي والتواجد الصواريخي والناتو مع محاولة فرض الأجندات، كلها لاتسمح لروسيا بالمقايضة في علاقاتها الدولية، رغم سمعتها التاريخية السيئة عندما تخلت عن حليفها الأكبر صدام حسين.

وعن الموقف الإسرائيلي من المفاوضات النووية التي تتزامن مع الأزمة الأوكرانية، قال حسن كعبية، متحدث وزارة الخارجية الإسرائيلية للأعلام العربي، إن إيران خطر لجميع الدول في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا وليس فقط لإسرائيل، وتصرفاتها تهدد عدم استقرار المنطقة.

وتابع متحدث وزارة الخارجية الإسرائيلية للأعلام العربي، في تصريح خاص لـ«جريدة الطريق» أن إسرائيل لن تسمح لإيران أن يكون بحوزتها سلاح نووي، لأنه سيزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أن التوغل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وجنوب أفريقيا وجنوب أمريكا يهدد جميع الدول الغربية والعربية، وطموحات إيران هو التمدد الشيعي، ولذلك إسرائيل ستدافع عن نفسها وأمنها ولن تسمح لإيران أن يكون لها مواقع ومعسكرات قريبة من حدودها الشمالية.

وأضاف " كعبية " أن عودة المفاوضات مع إيران والغرب هي بمثابة جائزة لإيران، وإسرائيل لم توافق على عودة هذه المفاوضات، لأن حسب العلومات لدى إسرائيل، أن إيران لم تتوقف عن برنامجها النووي وأنها فقط تريد أن تكسب الوقت لوصولها لامتلاكها السلاح النووي، كما أن إيران تخدع الغرب بأكاذيبها، مؤكدًا على ضرورة تصعيد الغرب للعقوبات ضد إيران.

وبالذهاب إلى الملف السوري المشترك بين روسيا وإيران، يقول الباحث السوري، ومدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، إن الملف الأوكراني سوف يكون بوابة لجميع الملفات التي سيتم مناقشتها بين القوة الغربية وروسيا، والملف السوري والملف النووي الإيراني في المقدمة، وأيضًا مسألة أمن دول أوروبا الشرقية، وخاصة محاولة الدول الغربية لضم أوكرانيا إلى الدول الغربية، وجميع هذه الملفات ساخنة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والقوة الأوروبية.

وتابع الباحث السوري في تصريح خاص لـ« الطريق» قائلًا:" أن الملف النووي الإيراني إحدى الملفات الاستراتيجية التي تبحث الدول الغربية بشكل عام عن حل لوقف النشاطات الإيرانية، وسيكون على طاولة المفاوضات التي ستتم لحل الأزمة الأوكرانية، وسيصبح هناك تنازلات روسية في الملف النووي الإيراني لصالح القوة الغربية.

وأكد مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن تخلي روسيا عن إيران في المفاوضات الإيرانية مستبعد، بحكم أن التخلي عن إيران يعني التخلي عن الملف السوري، ولكن الأزمة الأوكرانية ستكون وسيلة ضغط على روسيا لتقديم تنازلات في الملف النووي، والذي قد لا يكون بشكل علني، لأن روسيا حتى هذه اللحظة تحمي الموقف الإيراني ضمن المفاوضات التي كانت تجري في الملف النووي.

وأوضح الباحث السوري، أن أي خسائر روسية في الملف الأوكراني ستعوضها موسكو في الملف السوري أو الملف الإيراني والعكس، لذلك الملف الأوكراني سُيعيد تنظيم كل المفات أما لصالح القوة الغربية في الملف الإيراني أو لصالح روسيا التي إذا خسرت كثيرًا في أوكرانيا فهي ستضغط من خلال إيران على القوة الغربية، مؤكدًا أن روسيا ستقدم بعض التنازلات في الملف الإيراني من أجل ألا تكون الخاسر في الملف الأوكراني بحكم القوة الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي صعدت من موقفها للضغط على روسيا في الملف الأوكراني.

وفيما يخص المكاسب الإيرانية من الأزمة الأوكرانية، قال الدكتورعلم صالح، أستاذ دراسات إيران والشرق الأوسط في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن الصراع الأوكراني يؤثر بشكل غير مباشر على مايحدث في المفاوضات النووية.

وتابع أستاذ دراسات إيران في تصريح خاص لـ«جريدة الطريق» أن الفائدة التي ستعود على إيران من الأزمة الأوكرانية، هي زيادة السعر النفطي والغاز وأمن الطاقة بالنسبة للقوة الغربية، والذي بدروه سيصب في مصلحة المفاوضين الإيرانيين، كما أن الأزمة الأوكرانية تخطف الأنظار عن إيران في الوقت الحالي، وهو ما يصب أيضًا في مصلحة المفاوضيين الإيرانيين.

اقرأ أيضًا| عودة التوترات إلى حي الشيخ جراح.. خبراء فلسطينيون يكشفون لـ«الطريق» تداعيات الاستفزازت الإسرائيلية