الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 01:32 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| لبنان يعلن إفلاسه.. من المسؤول وكيف سيواجه المواطن الأيام المقبلة؟.. خبراء يوضحون

لبنان يعلن إفلاسه
لبنان يعلن إفلاسه

خيبة أمل جديدة تلحق بالشعب اللبناني الذي يعاني منذ سنوات، من تردٍ في المعيشة، وصل مداه اليوم بإعلان الدولة إفلاسها، هذا القرار الذي كان متوقعا من المواطن الذي لم يتبق في حزامه شيء ليشد به على بطنه، حسبما أكد خبراء في تصريحات خاصة لـ الطريق، نرصدها في السطور القادمة.

ماذا يعني الإفلاس؟

قبل التطرق إلى الأسباب، يتساءل الجميع، ماذا يعني إفلاس الدولة، الأمر الذي أجاب عليه الدكتور أحمد الإمام الخبير الاقتصادي، مؤكدًا أنه يعني فشل أو العجز عن السداد أو رفض حكومة دولة سيادية في سداد دينها بالكامل، وقد يرافقه إعلان رسمي من قبل الحكومة بعدم السداد (الرفض) أو السداد الجزئي لديونها (المبالغ المستحقة)، أو الوقف الفعلي للدفعات المستحقة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أنه يترتب على ذلك العديد من الأمور، منها عدم القدرة على الاقتراض مجددا، كما أن تصنيف وكالات التصنيف الدولية يحول تصنيف الاستثمار والإقراض إلى عالي المخاطر، أو الاقتراض بشروط قاسية وفوائد عالية جدا.

كما تفقد العملة درجة الثقة بها وقيمتها ويجتاح التضخم البلاد وتصبح الدولة غير قادرة على توفير العملة الصعبة لاستيراد احتياجاتها من الخارج ويتأثر المواطنين بفقد جزء رئيسي لثرواته بفقد قيمة العملة، وتعثر البنوك المحلية في دفع جميع حقوق المواطنين لديها، حسبما أكد الدكتور أحمد الإمام الخبير الاقتصادي.

وتابع: خلال الـ 100 عام الماضية أعلنت عشرات الدول إفلاسها وأحيانا اكثر من مرة، أخرها البرازيل، وقبلها اليونان عام 2012، مشيرا إلى أن المصرف المركزي اللبناني اتخذ عددًا من القرارات التي تتعلق بتحرير سعر الصرف في مواجهة الدولار، وكذلك رفع جانب من الدعم عن البنزين بهدف مواجهة السوق السوداء وكذلك تقيد حركة السحب من حسابات البنوك للمواطنين، لافتًا إلى أن مصرف لبنان يتولى حاليًا عمليات جرد لكميات الذهب التي بحوزته.

لبنان في الأساس مُفلس!

من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية الصحية اللبنانية والبرلماني السابق إسماعيل سكرية، إن لبنان في الأساس مفلس، ومنهوبة أمواله، مؤكدًا أن إعلان إفلاسه اليوم سيكون تأثيره بالسلب على المواطن نفسيا ومعنويا.

نتائج كارثية

وأضاف "سكرية" في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن المستوى المعيشي في لبنان الآن صار تحت تأثير واقع مفلس، عدا الشريحة التي يصل إليها العملة الصعبة من الخارج، ومن الصعب أن نتخيل الآن الوضع ونتائجه، لكنها حتمًا ستكون كارثية.

حول الوضع الصحي في البلاد، أكد البرلماني اللبناني السابق، أن لبنان يعيش أزمة غير مسبوقة على المستوى الصحي "وهو على حافة الانهيار"، وغير قادر على الاستمرار في تلبية الحاجات المطلوبة من شراء أدوية ومستلزمات طبية، وتكليفات مريض وأطباء ذات مستوى.

وبين في تصريحاته لـ "الطريق" أن الاستشفاء أصبح للقادرين ماديا؛ لأن المؤسسات الضامنة أصبحت موجودة على الورق فقط، حتى التأمين الخاص أصبح مكلفا على المواطن "يدفع من جيبه".

كيفية المواجهة

وأشار إلى أن المواطن اللبناني سيواجه المرحلة المقبلة، كما واجه من قبل، بتقليل النفقات يوما بعد يوم، وبشد الحزام أكثر وأكثر حول وسطة، وسيظل ينتظر مساعدة من هنا ومكرمة من هناك، "وربما تتفلت الأمور أمنيا على الأرض".

مصر الشقيق الأكبر

وعن عرض مصر خلال لقاء القائم بأعمال وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار، مع السفير اللبناني في القاهرة، قدرتها على تقديم خدمات طبية لـ لبنان، واستقبال الحالات الحرجة، وجه رئيس الهيئة الوطنية الصحية اللبنانية الشكر للقاهرة على هذا التحرك، مؤكدًا أن مصر هي الشقيق الأكبر لبنان وستظل.

سبب الإفلاس

وتابع أن الحرب الروسية الأوكرانية ليس لها دخل في إفلاس البلاد كما يروج البعض، مشيرا إلى أن البنك الدولي أقرض لبنان نحو 150 مليون دولار لشراء ما يكفي لـ 6 أشهر قمح.

وشدد البرلماني اللبناني السابق، في تصريحاته لـ "الطريق" على أن السبب وراء إفلاس الدولة هم القائمين على السلطة، والمشاركين فيها منذ 30 عامًا وحتى اليوم، متابعًا: "دمروا مؤسسات الدولة، وعملوا على الاستدانة الخارجية، وتركيب الديون، وعندما صارت الأزمة هربوا أموالهم للخارج، وجوعوا الناس وأفقروهم، وألغوا مستقبل الأجيال المقبلة"، ومع الأسف الشديد المواطن اللبناني ليس لديه ثقافة "المواطنة" يعيش صامتًا، أو متخاذلًا، أو متواطئًا، الأمر الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه حاليا.

سياسات الحكومة دمرت الدولة

فيما قال هادي منلا، عضو الهيئة التأسيسية في المرصد الشعبي اللبناني، إن المواطن اللبناني كان يتوقع إفلاس الدولة، لكنه فوجئ اليوم بتصريح رسمي بذلك.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن إفلاس الدولة كان معلومًا؛ بسبب ممارسات وسياسيات المنظومة الحاكمة، التي تمكنت من لبنان منذ ما يقرب من 30 عامًا.

وأوضح "هادي منلا" أن السياسات المالية والاقتصادية التي اعتمدتها الدولة في حقيقة الأمر رجعية، وصلت بنا إلى "المصيبة" الحالية.

وأشار إلى أنه أمام المواطن اللبناني فرصة لأن يحاكم الفاسدين في الدولة، وتلقينهم درسًا قاسيا، ولابد من وضع البلاد على الطريق الصحيح؛ لأن الوحيد الذي سيتحمل تباعيات الإفلاس هو المواطن البسيط، وبكل تأكيد الفترة المقبلة ستشهد أزمات متعددة في كافة قطاعات الدولة.

وبين عضو الهيئة التأسيسية في المرصد الشعبي اللبناني، في تصريحاته لـ "الطريق" أن حزب الله، هو جزء من السلطة، ومسؤول بشكل كبير عن الأزمة الكارثية التي وصلت إليها الدولة، مؤكدًا أنه منذ العام 2005 لم يقدم أي شيء ينهض بالبلاد، بل تعاون مع الفاسدين لنهب أموال المواطنين.

إعلان الإفلاس

وفي وقت سابق من اليوم أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة اللبنانية سعادة الشامي إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، مشيرا إلى أن الخسائر ستوزع على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين.

وقال "الشامي": "الخسائر ستوزع على الدولة ومصرف لبنان والبنوك والمودعين، ولا توجد نسبة محددة للأسف الدولة مفلسة كما هو مصرف لبنان ونريد الخروج بنتيجة، والخسارة حدثت بسبب السياسات على مدى عقود، ولو لم نفعل شيئا لكانت الخسارة أكبر بكثير".

اقرأ أيضا| روسيا: نقدر جهود مصر بالجامعة العربية من أجل توحيد الصف الفلسطيني