بعد حديث خيرت الشاطر عنها.. كيف أعاد سيد قطب بلورة الجهادية السلفية لخدمة الجماعة الإرهابية؟
كشفت الحلقة العاشرة من مسلسل "الاختيار 3"، تسجيلا خطيرا بالصوت والصورة للقيادي الإخواني خيرت الشاطر، يتحدث فيه عن مخطط تفجيرات حازم وجماعته تتبناه ما وصفها بـ"السلفية الشعبية"، التي تتكون من مئات الألوف على مستوى الجمهورية في المحافظات، حسب قوله.
وبالرجوع إلى عقيدة تلك التنظيمات المسلحة تبين أنها تعتنق فكر السلفية الجهادية المتشدد لفرض نظام "حكم إسلامي" من خلال محاربة الأنظمة الحاكمة في البلدان ذات الغالبية المسلمة.
من أين جاءت السلفية الجهادية؟
وتعليقا على ذلك، قال العقيد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن سيد قطب هو الذي ابتدع الفكر السلفي الجهادي وبلور فكرته من خلال كتابه "معالم في الطريق"، الذي ينبثق من أدبيات أبو الأعلى المودودي، أمير الجماعة الإسلامية في الهند ذو الأصول الهندية الباكستانية، وطرح فكرة السلفية الجهادية دفاعا عن الأرض والدين ضد المحتل الهندوسي، الذي كان يحتل باكستان ويعذب المدنيين والمسلمين.
وبيّن «صابر»، خلال تصريحات خاصة لـ«الطريق» أن المودودي جاء بالنصوص من فتاوى ابن تيمية الخاصة بالجهاد على أنها فكر سلفي يتبع السلف الصالح من أجل دفاع المسلمين عن أنفسهم ضد الهندوس، لكن سيد قطب استعان بهذه الفكرة وطبقها على جماعة الإخوان الإرهابية- بعد تحريفها- ضد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبرر أعمال العنف التي استهدفت حرق منشآت الدولة وتفجير القناطر بأنها تأتي دفاعا عن المظلومين.
تنظيم القطبيين
وأكد خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن أول من بدأ فكرة السلفية الجهادية في مصر ما يعرف بـ"تنظيم القطبيين" الذين يتبعون أفكار سيد قطب، مشيرا إلى أن الفكر السلفي الجهادي اختفى خلال فترة التجهيز لحرب أكتوبر بداية من 1967 حتى مايو 1974 أي بعد نصر أكتوبر بأشهر قليلة.
عودة السلفية الجهادية المحرّفة
وكشف «صابر» أن السلفية الجهادية ظهرت مرة أخرى بعد نصر أكتوبر 73 عن طريق تنظيم يقوده شخص يدعى صالح سرية من أصول فلسطينية عراقية وجاء مصر في ظروف غامضة وعين أستاذا في جامعة القاهرة، وعمل على تشكيل تنظيم مسلح لقلب نظام الحكم تحت مظلة السلفية الجهادية، واستند في فكرته إلى أن المصريون انتهوا من تحرير أراضيهم وجاء وقت إقامة الخلافة الإسلامية.
الشرق الأوسط الجديد
وأوضح خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أنه خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي كان هناك تخطيطا للاصطدام مع الجيش، بدعم من أمريكا، عن طريق توريط جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ أعمال عنف بعد دعمها بعناصر مسلحة تعتنق أفكارا متشددة، ومن ثم إزاحة الجماعة المحظورة من على الساحة، وخلق حرب أهلية من شأنها تحقيق أهداف فكرة "الشرق الأوسط الجديد" التي تهدف إلى تقسيم الدول العربية واسقاطها، لكن الأجهزة الأمنية كانت على دراية بكل هذه المخططات وعملت على منع حدوثها حفظا على أمن وسلامة البلاد.
اقرا أيضًا.. القوات المسلحة تحتفل بذكرى انتصارات العاشر من رمضان
