الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 08:56 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الخبراء: الأدوية مجهولة المصدر منعدمة الفعالية ونتائجها كارثية على الصحة العامة وتسبب الوفاة

«مش مستوردة دي مغشوشة».. احذر الأدوية مجهولة المصدر تهدد حياتك

الأدوية المغشوشة
الأدوية المغشوشة

انتشار كبير للأدوية مجهولة المصدر والغير مسجلة بوزارة الصحة في كافة ربوع محافظات مصر، فيومياً نطالع خبر القبض على أحد المروجين لهذه الأدوية أو ضبط كميات كبيرة منها في الصيدليات العامة، فهذه الأدوية يشكل انتشارها خطورة كبيرة على الصحة العامة خاصة بعد رصد عدد من حالات الوفاة نتيجة تناول أحد هذه العقاقير، لعل أشهرهم ما حدث مع الفنان هيثم أحمد زكي إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية نتيجة تناول مكمل غذائي خاص بالرياضيين مجهول المصدر، فمن المسئول عن انتشار هذه الأدوية بين المرضى؟ وكيف وصل انتشارها إلى هذا الحد؟! وكيف تباع في الصيدليات العامة بكل سهولة رغم حظر تداولها؟!..

الإدارة العامة للصيدلة في محاظفة دمياط أعلنت عن ضبط كمية كبيرة من الأدوية مجهولة المصدر والمهربة والمصنف بعضها ضمن جدول أول مخدرات، بينما في الشرقية شمعت مديرية الصحة أحد الصيدليات غير المرخصة بعد ضبط 23 ألف و251 عبوة دوائية مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية.

وفي بدر تم القبض على صاحب مصنع لتصنيع الأدوية المغشوشة، بينما في مدينة نصر تم القبض على عاطل بتهمة بيع أدوية مجهولة المصدر ومقلدة يقوم بالترويج لها عبر صفحته على الفيسبوك.

اقرأ أيضا | الحكومة تكشف حقيقة اقتصار تنفيذ مشروعات العاصمة الإدارية على نسبة 25% فقط

وفي القليوبية تم ضبط كمية كبيرة من الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية والعصبية –مجهولة المصدر والتركيب- والممنوع تداولها بالصيدليات العامة، وفي البحيرة تم العثور على عدد كبير من عبوات المنشطات الجنسية مجهولة المصدر والغير مسجلة بوزارة الصحة فضلاً عن أدوية مؤثرة على الصحة النفسية منتهية الصلاحية ومحظور تداولها بالصدليات العامة.

وعن أسباب كثرة انتشار الأدوية مجهولة المصدر أكد الدكتور أحمد طلعت أبو دومة، المتحدث الرسمى لنقابة الصيادلة، أن المصدر الوحيد لشراء الدواء هو الصيدلية المرخصة بترخيص من وزارة الصحة، والدواء الوحيد الموثوق في فعاليته وآدائه هو الدواء الذي تم تسجيله بوزارة الصحة والموجود رقم تسجيله مطبوع على العبوة، موضحاً أن هذا النوع من الأدوية يتم دراستها جيداً والتعرف على موادها الفعالة وتأثيراتها الجانبية ونتائجها على المرضى قبل إصدار التراخيص الخاصة بها ، ليس هذا فقط بل يتم أيضاً مراقبة الشركات المصنعة والموزعة له، والصيدليات التي يباع فيها، موضحاً أن أي دواء غير خاضع لترخيص من وزارة الصحة يسمى دواء مجهول المصدر.

اقرأ أيضا | «أبو حجي»: مصر رمانة ميزان الشرق الأوسط وأكثر الدول جذبا للاستثمار

وأكد أن الأدوية مجهولة المصدر تؤدي إلى نتائج كارثية خطيرة على الصحة العامة ولذلك فممنوع منعاً باتاً بيعها فى الصيدليات، لأن أغلب هذا الأدوية غير معروف مكوناتها وتركيبها وآثارها الجانبية، وبالتالي ففي حالة حدوث أي مضاعفات جانبية لمتعاطيها لن يكون هناك وقتها ما يمكن تقديمه أو التدخل فيه، مؤكداً على وجود العديد من الحالات التي تم رصدها بالفعل والتي تعرضت لمضاعفات طبية خطيرة أدت للوفاة نتيجة استخدام أحد هذه الأدوية مجهولة المصدر.

وعن كيفية انتشار هذه الأدوية أشار "أبو دومة" إلى أن أغلب الأدوية مجهولة المصدر تباع عبر إعلانات أو برامج تبث على القنوات الفضائية نتيجة غياب الرقابة عليها، فضلاً عن بيعها بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأخيراً من خلال بعض الصيدليات إما لأطباء معدومي الضمير ويرغبون فى تحقيق مكاسب مادية، أو صيدليات غير مرخصة أو في بعض المستوصفات والمراكز الطبية وصالات الجيم.

وعن طرق القضاء على هذه الأدوية، أكد أن ذلك يعتمد على وعي المواطنين في عدم شراء هذه الأدوية فضلاً عن تكثيف حملات التفتيش الصيدلي لضبط هذه الأدوية ومصادرتها أول بأول.

اقرأ أيضا | بعد جمع 45 مليون لعلاج «رقية».. ما هو مرض ضمور العضلات الشوكي؟

وناشد "أبو دومة" المرضى بضرورة تجنب شراء أي أدوية إلا من خلال الصيدليات الرسمية المرخصة المتواجد بها صيدلي، وأن يكون دواء مدون على عبوته رقم التسجيل الخاص به في وزارة الصحة، مشدداً على أهمية دور وسائل الإعلام فى إطلاق حملات توعية إعلامية للمواطنين بخطورة هذا النوع من الأدوية.

وأوضح الدكتور هاني سامح، الخبير الصيدلي، والذي أكد على خطورة انتشار الأدوية مجهولة المصدر على الصحة العامة خاصة بعد رصد عدد من حالات الوفاة المرتبطة باستخدامها، كما أن أغلب هذه الأدوية يتم الترويج لها بشدة فى صالات الجيم الرياضية وفى إعلانات الأدوية على القنوات الفضائية ، فضلاً عن أنها تباع بكثرة على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً على أن أغلبها يباع تحت اسم "الأدوية المستوردة" في حين إنها عبارة عن أدوية مغشوشة ومقلدة أو مصنعة فى مصانع "بير السلم" المنتشرة في محافظات الدلتا أو مجهولة الهوية.

وأشار "سامح" إلى أن عقدة الخواجة مع قلة الوعي لدي الناس أدى إلى تسابقهم للحصول على مثل هذه الأدوية -المستوردة في وجهة نظرهم- ولكونها أفضل من الأدوية محلية الصنع، موضحاً أن الأمر لا ينطبق على الأدوية المستوردة في إطار شرعي وتحت رعاية وزارة الصحة بل فقط الأدوية المهربة التي تفقد فعاليتها أثناء عملية التهريب حيث يتم الاحتفاظ بها في درجات حرارة تصل إلى -50 وتؤدي إلى حدوث خلل بها وأقل ضرر يمكن أن يحدث نتيجة هذا الخلل هو فقدان الفعالية.