الطريق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 03:45 صـ 21 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أودى بحياة 50 مليون شخص في القرن 14

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية عن مرض الموت الأسود بعد ظهوره في الصين؟

 مرض الموت الأسود
مرض الموت الأسود

ماذا يحدث للبشر! لماذا نسمع كل حين عن أمراض جديدة أشد فتكًا!، هل ستكون نهاية البشرية بسبب هذه الفيروسات؟، سؤال يطرحه صديق على صديقه وهو يضع قدمًا على أخرى ويدخن النارجيلة بإحدى المقاهي الشعبية بعد أن يجرى جولة سريعة على عناوين الأخبار باستخدام هاتفه المحمول، ليجد أخبار صادمة عن ظهور مرض الموت الأسود في الصين الذي أودى بحياة حوالي 50 مليون شخص في القرن 14.

والإجابة على سؤال صديقنا هي أن الفيروسات والأمراض لن تكون نهاية العالم، فمرض الطاعون الدبلي المعروف بـ«الموت الأسود» الذي أعلنت الصين تسجيل إصابة به في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا هوي، شمال غرب البلاد، كان في يوم من الأيام أكثر الأمراض إثارة للخوف في العالم، لكن الآن يمكن معالجته بسهولة.

أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ البشري

والموت الأسود واحد من أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ البشري، وحصد ملايين الأرواح في إفريقيا وآسيا وأوروبا خلال القرن الرابع عشر.

والطاعون أو الموت الأسود من الأمراض المعدية التي قد تفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى «يرسينية» تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث، وتسبب في قتل خُمس سكان لندن خلال فترة «الطاعون العظيم» خلال عام 1665، بينما مات أكثر 12 مليون شخص في عمليات انتشار للمرض في الصين والهند خلال القرن التاسع عشر.

وسبب تسمية الطاعون بهذا الاسم، نتيجة الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو دّبْل في الفخذ أو الإبط، وتشمل الأعراض أيضًا الحمى القوية، القشعريرة، الغثيان، الضعف وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، كما يشعر المصاب بإعياء بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة.

يمكن علاجه

ويمكن علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية، وإذا ترك بلا علاج، فإن المرض الذي ينتقل عادة من الحيوان إلى الإنسان من خلال البراغيث قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30 إلى 60 في المئة من الحالات المصابة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الطاعون مرض تسببه بكتيريا حيوانية المنشأ تدعى اليرسنية الطاعونية وتوجد عادة لدى صغار الثدييات والبراغيث المعتمدة عليها، وتظهر غالبا على الأشخاص المصابين بعدوى اليرسنية الطاعونية أعراض المرض بعد فترة حضانة تتراوح بين يوم واحد وسبعة أيام.

وأوضحت أن الطاعون يُنقل بين الحيوانات وإلى الإنسان عن طريق لدغة البراغيث المصابة بعدوى المرض، وبالملامسة المباشرة للأنسجة الملوثة بعدواه، وباستنشاق الرذاذ المنبعث من الجهاز التنفسي الحامل لعدواه، ويمكن أن يكون الطاعون مرضا وخيما جدا لدى الإنسان إذ يتراوح معدل إماتة شكله المرض بين 30 و60٪، ويكون مميتا على الدوام في شكله الرئوي عند تركه من دون علاج.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن العلاج بالمضادات الحيوية فعال ضد بكتيريا الطاعون، لذا يمكن إنقاذ الأرواح منه بفضل التشخيص والعلاج المبكرين.

وأشارت إلى أن طرق انتقال المرض للإنسان تكون من خلال لدغة البراغيث المصابة بعدوى المرض والناقلة له، والملامسة غير المحمية لسوائل الجسم المعدية أو المواد الملوثة، واستنشاق الرذاذ المنبعث من الجهاز التنفسي- الجزيئات الصغيرة المنبعثة من فم المريض المصاب بالطاعون الرئوي.

العلامات والأعراض

وكشفت الصحة العالمية أنه ظهر عادة على الأشخاص المصابين بعدوى الطاعون أعراض الإصابة بحمى حادة مصحوبة بأعراض أخرى غير محددة تصيب أجهزة الجسم عقب فترة حضانة تتراوح بين يوم واحد وسبعة أيام، مثل الإصابة بالحمى فجأة وبنوبات قشعريرة وآلام في الرأس والجسم وبالضعف والتقيؤ والغثيان.

أين يُوجد الطاعون؟

وقالت المنظمة إن الطاعون يُوجد بوصفه مرضا حيواني المنشأ في جميع القارات باستثناء أوقيانوسيا، ويحيق بالإنسان خطر الإصابة به حيثما وُجِدت بؤر الطاعون الطبيعية (البكتيريا والمستودعات الحيوانية والنواقل) وتعايشت فئات السكان البشرية.

تشخيص الطاعون

وبينت أنه يتطلب تأكيد الإصابة بالطاعون إجراء فحص مختبري، ومن أفضل الممارسات المتبعة في هذا المضمار تحديد اليرسنية الطاعونية في عينة صديد مأخوذة من الدبل أو الدم أو البلغم. ويمكن الكشف عن مستضد محدد لهذه اليرسنية باستخدام تقنيات مختلفة، من بينها اختبار الغميسة السريع المُتثبت من صلاحيته ميدانياً المُستخدم الآن على نطاق واسع في أفريقيا وأمريكا الجنوبية بدعم من المنظمة.

العلاج

ولفتت إلى أنه يمكن أن يسبب الطاعون غير المعالج الموت بسرعة مما يجعل الإبكار في تشخيصه وعلاجه أمرين أساسيين للبقاء على قيد الحياة والحد من المضاعفات. وتكون المضادات الحيوية والعلاجات الداعمة ناجعة في حال تشخيص المرضى في الوقت المناسب.

ويمكن أن يقضي الطاعون الرئوي على المريض في غضون فترة تتراوح بين 18 و24 ساعة من بداية ظهور المرض إذا ما تُرِك من دون علاج، ولكن المضادات الحيوية الشائعة للبكتيريا المعوية (عصيات البكتيريا السلبية لصبغة غرام) يمكن أن تعالج المرض بفعالية إذا ما أُعطِيت في وقت مبكر، وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية.

الوقاية

ونوهت منظمة الصحة العالمية إلى أنه تشمل التدابير الوقائية إخطار الناس في حال وجود الطاعون الحيواني المنشأ في بيئتهم وتوصيتهم باتخاذ التحوطات اللازمة ضد لدغات البراغيث وعدم مناولة جثث الحيوانات، مشيرة إلى أنه ينبغي عموما إسداء النصح إلى الناس بتجنب الملامسة المباشرة لسوائل وأنسجة الجسم المُصابة بعدوى المرض، كما ينبغي تطبيق التحوطات القياسية عند مناولة المرضى الذين يُحتمل أنهم مصابون بالعدوى وعند أخذ العينات.

التطعيم

لا توصي المنظمة بالتطعيم إلا للفئات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالعدوى (مثل موظفي المختبرات المعرضين باستمرار لخطر التلوث، وعاملي الرعاية الصحية).

اقرأ أيضًا: تفاصيل إطلاق دراجات كايرو بايك: «الساعة بجنيه ولو باظت ملكش دعوة»