الطريق
السبت 20 أبريل 2024 06:44 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد ارتفاع الاسعار المبالغ فيه..

ارتفاع الأسعار عائق أمام زواج الشباب.. متخصصون: العادات الخاطئة سببًا في العنوسة

هل يمكن الأستغناء عن شروط الزواج بعد ارتفاع الاسعار؟
هل يمكن الأستغناء عن شروط الزواج بعد ارتفاع الاسعار؟

بعد ارتفاع الأسعار المبالغ فيها في كل شيء أصبحت ثمن الزواج أمر صعب للغاية، فأسعار الخشب والأثاث ارتفعت وكذلك أسعار الذهب والأجهزة الكهربائية.

وتكاليف الزواج تقع على عاتق كلاً من الشباب والفتيات، كما أن هناك بعض الأسر التي تضع شروط مبالغ فيها رغم الارتفاع الجنوني في الأسعار، فهل يمكن أن يتم الاستغناء عن بعض بنود تجهيزات الزواج؟ أم ستظل العادات والتقاليد تقيد الزواج في مصر؟

العادات والتقاليد عائق أمام الزواج

تقول نهاد أبو قمصان رئيس المجلس المصري لحقوق المرأة إن هناك العديد من العادات والتقاليد البالية في مصر التي تعيق تيسير الزواج بشكل كبير وتساعد بشكل أو بأخر في ارتفاع نسبة العنوسة في مصر، مثل شراء الأجهزة الكهربائية التي ليس لا استعمالات أساسية مثل الميكرويف والديب فريزر وغسالة الأطباق وغيرها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقد وجد بعد العديد من الأبحاث أن هناك بعض القرى تلزم العروس بشراء عدد 2 من كل جهاز كهربائي أحداهما لها والآخر لأم العريس، لافتة إلي أن هناك ما يسمى بـ "النيش" والذي يحتوي على العديد من الأشياء التي لا يستطيع أحد استعمالها ولكنها تظل في هذا المكان كنوع من التظاهر أمام الضيوف وليس أكثر.

وأشارت أبو قمصان إلي أنه من الأفضل أن نضع حدود لتلك العادات والتقاليد التي تثقل الشباب والفتيات في الزواج، وتؤدي بالتبعية إلي عزوف العديد منهم عن الزواج تماماً، وهذا الأمر خطير للغاية.

العادات تتحكم في مصير الزواج

وأوضحت الدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاقات الأسرية، أنه من أهم الأشياء التي تحكم على الزواج بالنجاح أو الفشل هي تلك الأعراف والعادات والتقاليد الباليه التي نتمسك بها دون أدنى تفكير، فنجد أن أسرة الفتاة إذا وجدت أن الشاب يطلب تقليل قيمة الشبكة على سبيل المثال تعتبره بخيل ولا يريد أن يكرم ابنتهم وهذا الأمر خطأ للغاية لأن أسعار الذهب أصبحت مرتفعة حتى بعد أن انخفضت في الآونة الأخيرة.

وتؤكد أن معدلات الزواج تتراجع بسبب النيش والعفش والشبكة وكل هذه الأشياء، ومع التقدم العالميـ فالقليل يجب أن يكفينا وأن نكون شعب منتج بدلا من أن نكون مستهلكين.

وأكدت الدكتورة إيمان أن الزواج لم يبن على السعادة مادام العريس تزوج وهو مديون للغير بأموال طائلة، فالزواج يبنى على قدر الاستطاعة وخطوة خطوة، فلا نريد أن نتمسك بالماديات التي من الممكن أن تفسد عِلاقة بين شريكين مقبلين على الزواج.

وبينت أن هذه الأمور الصعبة، جعلت الرجل المصري يبحث عن الزواج بامرأة غير مصرية لأن في بعض المجتمعات ليس لديهم تلك المغالاة في مستلزمات الزواج، وكل هذه العادات والتقاليد الباليه تحجب سير الحياة.

وتقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية إن الأهالي نوعين نوع مقدر تماما للظروف التي يمر بها الشباب ونوعا آخر لا يقدر ذلك وبالطبع عدم تيسير الأهالي على الشباب سيزيد نسبة عزوف الشباب عن الزواج بنسبة كبيرة، ولا يمكن أن نخفي حق العروس في الشبكة ولا يمكن أن ننكر حق العريس في التيسير، مؤكدة أن عدم مرونة الأهالي و يجعل الشباب يصابوا بالإحباط الشديد ويعزفون عن الزواج.

أستاذ الفقه: على المجتمع أن يسير مثل النبي

كما يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه علينا أن نسترشد بالتوجيه النبوي المحمدي وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال "اقلهن مهراً أكثرهن بركة"، وفي الحياة التطبيقية العملية مهور بناته لم تزيد عن 10 دراهم، وهو مبلغ ضئيل للغاية وقتها، لذا يجب على الأهالي والأسر أن يفقهوا.

واستطرد حديثه إننا ننادي بالترشيد و الوسطية، لأنها أعراف متأصلة في الوجدان العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة فلا نريد المنع ولا نريد المغالاة في متطلبات الزواج فكل شيء إذا زاد عن الحد فقد بركته.