الطريق
السبت 27 أبريل 2024 04:08 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الدول الكبرى تسعى لتقويض التهديدات النووية الروسية في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة

أرشيفية
أرشيفية

يناقش مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالمراجعة العاشرة لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في "نيويورك" المستمر حتى 26 أغسطس الجاري، مراجعة عمل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بعد أن أثار التهديد النووي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية مخاوف الدول الغربية.

وهناك العديد من الباحثين، من بينهم "داريل كيمبال" من جمعية الحد من التسلح الأمريكية، ذكر أن خطر الحرب النووية أو على الأقل العودة إلى سباق التسلح النووي، أصبح حدوثه أكثر احتمالية من أي وقت مضى.

إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية

اتصالًا، إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية، خاصة في ظل فشل المفاوضات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي الإيراني، كما أن كوريا الشمالية قد طورت من قدراتها النووية واستأنفت اختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وتوسع بريطانيا أيضًا من ترسانتها النووية.

وذكرت بعض وسائل الإعلام الفرنسية أن فرنسا قد بدأت في إرسال ثلاث غواصات مسلحة بصواريخ نووية إلى البحر، بدلًا من الغواصات المعتادة، فيما تسعى الصين حسبما أفاد "البنتاجون" لامتلاك أكثر من ألف رأس نووي بحلول 2030، وهذا ما يزال أصغر من ترسانات الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلك كل منهما أكثر من 5 الآف رأس نووي، وعلى عكس "موسكو" و"واشنطن"، فإن "بكين" لا تخضع لأي معاهدة للحد من التسلح رغم المحاولات الأمريكية لجرها إلى محادثات للحد من الأسلحة.

اقرأ أيضا: عاجل | تصاعد التوتر.. الجيش الصيني ينشر أعدادا كبيرة من الآليات العسكرية قبالة سواحل تايوان

روسيا بدأت في تطوير أسلحة نووية جديدة

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن روسيا ملتزمة بمعاهدة "ستارت الجديدة" وهي معاهدة لتخفيض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، والتي تقصر كل جانب على استخدام 1550 رأسًا نوويًّا من الصواريخ العابرة للقارات والقاذفات الثقيلة والغواصات، لكن روسيا قد بدأت في تطوير أسلحة نووية جديدة.

كما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير أسلحة نووية بعد الانسحاب من مجموعة اتفاقيات للحد من الأسلحة من بينها معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية لعام 1972، ومعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى عام 1987، بموجب اتفاق "أوكوس" العام الماضي، اتفقت "واشنطن" وبريطانيا على إمداد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.

وفي هذا السياق، بدأت دول العالم تتوسع في امتلاك الأسلحة النووية بعدما تراجع المخزون الحالي من 703 آلاف سلاح في عام 1986 إلى 12 ألفًا و700 سلاح هذا العام، وما يثير القلق بالنسبة لعديد من الخبراء أن معاهدة "ستارت الجديدة" بين "واشنطن" و"موسكو" ستنتهي في فبراير 2026، كما أن الولايات المتحدة قد أوقفت المحادثات بشأن الحد من التسلح مع روسيا منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في فبراير الماضي.

ومن جانبه، قال "ستيفن لوفجروف" مستشار الأمن القومي البريطاني، إن العالم دخل عصرًا جديدًا خطيرًا تنتشر فيه الأسلحة بمختلف أنواعها، بما في الجينية والنووية، وحذر "لوفجروف" من صراع خارج عن السيطرة، ما لم تبتكر أساليب لردع الأعمال العدائية، وفرض ضوابط على انتشار الأسلحة الفتاكة التي بات سهلًا الحصول عليها على نحو متزايد.

معاهدة "ستارت الجديدة"

ويجادل بعض الخبراء، مثل: "فرانكلين ميلر" مسؤول سابق في جمعية الحد من التسلح، بأن معاهدة "ستارت الجديدة" لم تعد مناسبة للغرض الذي أنشأت من أجله؛ نظرًا لأن سقفها البالغ 1550 رأسًا حربيًا لا يسمح لأمريكا بردع كل من روسيا والصين، وذكر في صحيفة "وول ستريت" أن الحد من التسلح يقوض قدرة الولايات المتحدة على الردع، موضحًا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعدل من بعض شروط المعاهدة بحيث تمتلك حوالي 3 آلاف رأس نووي في الخارج.

وذكرت "روز جوتمولر" وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للحد من التسلح والأمن الدولي سابقًا، أن أحد العوائق أمام فرض قيود على الصواريخ النووية القصيرة ومتوسطة المدى، أن الولايات المتحدة تخطط لنشر هذه الفئات من الصواريخ في المحيط الهادئ لتأمين حلفائها في آسيا ضد التحركات الصينية التي تتمتع بميزة تنافسية في تصنيع الصواريخ متوسطة المدى.

الخلافات بين الدول الغربية وروسيا

الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كان قد دعا إلى ضرورة أن تتناقش "واشنطن" و"موسكو" بشأن الحد من الأسلحة النووية، وفي هذا الصدد، ويري الكثير من الخبراء أن على الولايات المتحدة وروسيا أن تستأنفا عمليات التفتيش النووي المتبادل في ظل معاهدة "ستارت الجديدة" التي تأتي كل خمس سنوات وكان من المقرر إجراء الجولة الأخيرة في عام 2020 ولكن تم تأجيلها؛ بسبب جائحة "كورونا".

ختامًا، من المتوقع أن تحتدم الخلافات بين الدول الغربية وروسيا في ذلك المؤتمر بسبب الأزمة الأوكرانية، كما أصدر الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانًا مشتركًا وأكدوا كلمات "رونالد ريجان" و"ميخائيل جورباتشوف": نؤكد أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية ويجب عدم خوضها أبدًا.

اقرأ أيضا: ”دفاع تايون” تحذر الصين من اختراق مجالها الأقليمي.. الخارجية: لا ننتمي للصين الشعبية