الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 02:18 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الصدريون في مواجهة الإطاريين.. ماذا بعد احتكام الخصمين للشارع العراقي؟

مظاهرات حاشدة في شوارع العراق
مظاهرات حاشدة في شوارع العراق

مظاهرتان متنافستان في بغداد، ففي حين يصر التيار الصدري على مطلبه بحل البرلمان، يرفض الإطار التنسيقي ويعلن اعتصاما مفتوحا قرب المنطقة الخضراء، وسط مخاوف من اندلاع اضطرابات إذا استمر الجمود السياسي في البلاد.

وفي انعكاس للأزمة السياسية الحادة التي يعيشها العراق، باشر الخصوم السياسيون لمقتدى الصدر في الإطار التنسيقي اعتصاماً مفتوحاً على أسوار المنطقة الخضراء في بغداد، مقابل اعتصامٍ آخر يقيمه مناصرو التيار الصدري داخل البرلمان.

تواصل التصعيد

ويواصل الطرفان التصعيد بينهما منذ أشهر، وسط مطالبة التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أما الإطار التنسيقي فيرى أن الأولوية هي انعقاد البرلمان وتشكيل حكومة.

ويتحكم الزعماء الدينيون والسياسيون في ولاء أعداد كبيرة من الناس والفصائل التي تعمل بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.

ويرفع الطرفان شعارات قد تستقطب كثيرين في بلد نسبة البطالة بين الشباب فيه تبلغ نحو 35% -بحسب منظمة العمل الدولية- وبينما يشكّل النفط 90% من إيراداته، يعاني العراق انقطاع الكهرباء والجفاف على وقع تغير مناخي بات مؤثراً على الحياة اليومية للسكان.

وفي حين يقول التيار الصدري إنه يريد مكافحة الفساد وتغيير النظام، يطالب مناصرو الإطار التنسيقي بحكومة تؤمن الخدمات الضرورية.

مصالح سياسية

وفي الشارع الآن، يرفع الطرفان شعارات «تتفق عليها كل القوى السياسية»، كما يرى المحلل السياسي العراقي باسل حسين، من مكافحة الفساد والانتخابات المبكرة، لكن الفرق أنهما يطرحانها كـ «شعار لاستهلاك محلي» فقط.

وقال حسين في تصريحات لموقع «الطريق»، أن «الصراع الذي يدور بين القوى السياسية الآن ليس صراعاً من أجل بناء الدولة أو المجتمع بل هو صراع سياسي بامتياز من أجل مصالحهم».

وأضاف: «حين دخلوا العملية السياسية استحوذوا على مال سياسي وعلى مناصب، وعلى نفوذ وبدأوا يكرسون كل مدخرات الدولة من أجل أحزابهم وبنوا امبراطوريات من المال والنفوذ، هم بمكان والشعب بمكان»، على حد وصفه.

هشاشة النظام

وعلى وقع الخطوات التصعيدية المستمرة، قالت الباحثة السياسية العراقية لهيب هيجل، إنّ الشارع مقابل الشارع على أسوار الخضراء، أظهر هشاشة النظام السياسي العراقي في مرحلة ما بعد العام 2003.

وترى هيجل في تصريحات لموقع «الطريق»، أن تظاهرات الطرفين «ليست ثورة شعب بقدر ما هي تناحر نخب، بين الصدر وداعميه السياسيين، ضدّ المالكي ومن يدعمونه سياسياً أيضاً».

وأضافت أن «المصلحة العميقة» للنخب «الأوليغارشية» الحاكمة في العراق، لا تزال نفسها رغم كل الشعارات التي يرفعونها، وهي «الحصول على ما يمكن من مقدّرات الدولة، من أجل توسيع شبكات المحسوبية التي يحتاجون إليها لإعادة انتخابهم».

الخلفيات والدوافع

بدأت الأزمة الحالية مع رفض التيار الصدري لمرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني، لكن الشلل السياسي متواصل منذ 10 أشهر أي منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة.

ويضمّ الإطار التنسيقي رئيس الوزراء الأسبق، الخصم التاريخي لمقتدى الصدر نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة للحشد الشعبي، تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران.

وكان الصدر هو الفائز الأكبر في الانتخابات لكنه فشل في تشكيل حكومة لا تضم الأحزاب المدعومة من إيران، وسحب نوابه من البرلمان ويمنعه الآن من انتخاب حكومة جديدة ويطالب بإجراء انتخابات مبكرة.

حل البرلمان

وفي حين يقول الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلةً ممثلة للحشد الشعبي، إنه منفتح على حل البرلمان شرط انعقاده ومناقشة النواب وتصويتهم على ذلك، طالب مقتدى الصدر القضاء بالتدخل وحل المجلس بمهلة أقصاها نهاية الأسبوع المقبل.

وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ «بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية».

خيارات صعبة

واعتبر المحلل السياسي العراقي مصطفى ناصر أن مطالبة الصدر للقضاء بالتدخل وحل البرلمان وضعت رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان «في زاوية حرجة جداً»، إذ باتت خياراته محصورة بـ«التأثير لحل البرلمان وهو ما يعد خرقاً دستورياً، أو الرفض الذي سيعتبر من قبل الصدر وجمهوره انحيازاً واضحاً للقوى الموالية لإيران ما سيجعله خصماً مباشراً».

وقال ناصر في تصريحات لموقع «الطريق»، إن تطور الأمور إلى حدود «الخصومة بين رئيس مجلس القضاء وزعيم سياسي» ستؤدي إلى «إرباك أكبر للمشهد السياسي في البلاد»، مشيرا إلى أن كل تفاعلات المشهد العراقي في المرحلة الحالية «تتجه نحو التصعيد».

وتابع المحلل السياسي العراقي أن تعدد الآراء وتقاطعها داخل الإطار التنسيقي وعدم وجود قيادة واحدة داخله تعقد إمكان التوصل إلى حلول، الأمر الذي يدفع التيار الصدري إلى المضي بخطوات التصعيد.

اقرأ أيضا: ما الذي يحرك الصراع على السلطة في العراق؟