الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 09:04 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مدير مركز ريالست الروسي: موسكو حققت أهدافًا استراتيجية في أوكرانيا واستسلام جيش زيلينسكي «تحدٍ حقيقي»

د. عمرو الديب
د. عمرو الديب

تجاوزت الحرب العسكرية الروسية-الأوكرانية شهرها السادس، فيما يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكتفي بنصف انتصار، ويصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المستند إلى دعم غربي على استعادة "السيطرة الكاملة" على الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، في ظل إصرار دولي على استخدام لغة العقوبات، التي انعكست حتمًا على الاقتصاد الروسي، بينما لم يُرى لها تأثيرًا على السياسة الروسية.

-

سيطرة روسية على النقاط الاستراتيجية

حول الأهداف التي حققتها روسيا من العملية العسكرية في أوكرانيا، يقول الدكتور عمرو الديب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوباتشيفسكي الروسية، إنه بعد مرور ستة أشهر من بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، نرى أن النسبة الأكبر من الأهداف الروسية تحققت، بشكل خاص فيما يتعلق بالوضع داخل شرق أوكرانيا، حيث تمت السيطرة الروسية بشكل كامل على المدن الاستراتيجية وكذلك ميناء ماريوبول الاستراتيجي، والأهم تأمين ممر بري يربط الأراضي الروسية مع شبه جزيرة القرم. ولكن في نفس الوقت هناك تحديات أمام القيادة الروسية تتمثل في عدم استسلام الجيش الأوكراني والكتائب النازية خصوصًا مع استمرار إمداد الغرب لهم بالأسلحة النوعية الحديثة.

عقوبات فارغة

وفيما يخص نتائج محاولة ردع روسيا، بالعقوبات الاقتصادية الغربية، يقول الدكتور عمرو الديب لـ "الطريق" إن العقوبات الغربية بالرغم من حجمها وتعددها إلا أنها لم تستطع حتى الآن التأثير على طبيعة القرار السياسي الروسي.

ويرى أن: انعدام هذا التأثير يعني باختصار انعدام أي نتائج لهذه العقوبات بشكل خاص مع وجود تأثير سلبي بالغ على اقتصاديات الدول الغربية بسبب هذه العقوبات.

يضيف الديب: أي أننا أمام تأثير معاكس لهذه العقوبات على من وضعوها مع عدم وجود تأثير على صانع القرار السياسي الروسي. و هنا لا ننسى أن نقول إن هناك تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد الروسي، ولكن دون تأثير حقيقي على السياسة الروسية الأمر الذي يجعلها عقوبات فارغة.

ثقافة انحلالية

أكثر الأسلحة الروسية فاعلية في مواجهة الغرب حاليًا، وفق وجهة نظر "الديب" هو الوقوف ضد الثقافة الغربية الانحلالية، وقال "هذا السلاح مهم و بالرغم من أن معظم المحللين لا يعلمون ذلك إلا أن الوقوف ضد الثقافة الغربية هو أساس كل ما يحدث حاليا في العالم، فنحن أمام حرب إمبراطوريات و ثقافات و هذه الحرب بدأت فقط في أوكرانيا ولا يعلم أحد أين ستنتهي".

وفيما يتعلق بإشعال فتيل أزمة بين تايوان والصين مثل الأزمة الأوكرانية الروسية، يرى الدكتور عمرو الديب مدير مركز خبراء "ريالست" الروسي للأبحاث والاستشارات السياسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها تحقيق ذلك، فمن مصلحتها ومصلحة الانجلوسكسونية بشكل عام إثارة نقاط ساخنة عديدة في العالم حول روسيا والصين، وهما الخطرين الحقيقين أمام الغرب في الوقت الراهن. الأهم هنا قدرة الصين الحقيقية على تحقيق مصالحها دون خسارة داخلية.

علاقة روسية مصرية ممتدة

تعليقا على أهمية دخول مصر المجال النووي بالشراكة مع روسيا، يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوباتشيفسكي لـ "الطريق"، إن دخول مصر إلى النادي النووي السلمي، هو أمر بالغ الأهمية من الناحية الاقتصادية البحتة. أما استراتيجيا، فبشكل عام الأمر المهم هو أن ذلك يضمن علاقة روسية مصرية طويلة الأمد، وهذه مسالة ضرورية في ظل الوضع الدولي الراهن.

حول توقعاته بشأن قدرة بوتين على التأثير في علاقة الرئيس التركي رجب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد بعد 11 سنة من القطيعة، يقول الدكتور عمرو الديب: لا أحد يستطيع التأثير على أردوغان و لكن السياسة التركية تتحرك وفق مبدأ براجماتي حقيقي، وهذه البراجماتية هي التي دفعت أردوغان لتغيير سياسته تجاه الدول العربية وإسرائيل وكذلك الأمر يمكن أن تتغير علاقة أردوغان مع الأسد وفق نفس المبدأ.

اقرأ أيضا: محلل كردي: «المنطقة الآمنة في سوريا ستتحول إلى بؤرة للإخوان والتركمان»