الطريق
السبت 27 أبريل 2024 02:08 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قل «قادرون باختلاف» ولا تقل «معاقين».. حكايات الأمل والإنجاز على لسان ذوي الهمم

ذوي الهمم
ذوي الهمم

حسين عرابي تحدى إعاقته البصرية وعمل بمجال التصوير

فؤاد عبد العزيز لم تمنعه إعاقته الحركية من العمل على ملف ذوي الهمم

شهاب الدين عادل حصل على 80 ميدالية ذهبية وفضية في السباحة متحديًا متلازمة داون

سلمى الحسيني تميزت في السباحة والجري وألعاب القوى رغم إصابتها بمتلازمة داون



"قادرون باختلاف".. أصبحت هذه الجملة هي الأقرب لقلوبنا عند الحديث عن ذوي الهمم أو متحدي الإعاقة، لأنهم بالفعل قادرون ومميزون ودائمًا ما تعطينا حكاياتهم أمل جديد في الحياة لمواصلتها بعدما نفقد الشغف بين الحين والآخر.

في هذا الملف ترصد جريدة الطريق حكايات عديدة يرويها ذوي الهمم لنواصل السير على خطاهم ونستلهم من حكاياتهم معاني الصبر والمثابرة حتى نتمكن من الوصول لهدفنا.

في البداية تحدثنا مع حسين عرابي الطالب بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، فحسين طالب من ذوي الهمم يبلغ من العمر 22 عامًا، ولكن لم تمنعه إعاقته البصرية من النجاح والتميز، ويقول الطالب بكلية الإعلام أنه فقد بصره منذ صغره وواجه العديد من الصعوبات ولكنه تمكن من التغلب عليها ليتميز في دراسته للإعلام بجامعة القاهرة.



يدرس حسين بكلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وفي حديثه لـ"الطريق" قال "إن أكثر شيء ساعدني في التمكن من التصوير وكتابة "الاسكربت" هو مساعدة المعيدات وجلوسهن معي عقب كل محاضرة وشرحهن كافة التفاصيل التي لم أتمكن من فهمها".

اقرأ أيضًا: كريمة يعلق على صورة أحمد سعد بـ«الوشم» أمام الكعبة

وتابع الطالب "عرابي" أنه من خلال مساعدة المعيدات استطاع معرفة إعدادات الكاميرا والعمل على الأجهزة داخل "الكونترول روم" في الاستوديو، موجها شكره للمعيدات على دعمهمن المستمر له.

شعر بمعاناتهم

أما فؤاد عبد العزيز من ذوي الإعاقة الحركية فيروي تفاصيل انشغاله بملف ذوي الهمم رغبة منه في توفير فرص وحياة جيدة لهم حيث كان دائمًا ما يفضل مساعدتهم على تجاوز صعاب الإعاقة والاندماج بسهولة داخل المجتمع، فيقول: "حرصت على الحصول على عشرات الدورات التدريبية في القيادة والتنمية المحلية والعمل العام والتطوعي وكذلك في الإعداد والتقديم الإذاعي، فضلا عن حصولي على دورات تدريبية في إعداد القادة والمدربين".

ويضيف "عبد العزيز" في حديثه لـ "الطريق"، أنه شغل خلال فترة عمله مناصب عديدة لها علاقة بملف ذوي الهمم، كما عمل كمقرر للمجلس القومي لشؤون الإعاقة عن محافظة الإسماعلية بالإضافة لعمله كرئيس رابطة متحدي الإعاقة بالمحافظة، مشيرًا إلى أنه سعى لإشهار جمعية ترعى ذوي الهمم داخل محافظة الإسماعيلية.

لم تمنعه متلازمة داون

وفي حكاية أمل جديدة، نلتقي مع شهاب الدين عادل؛ الشاب الذي يعاني من متلازمة داون ويبلغ من العمر 24 عامًا ويدرس في السنة النهائية بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما حصل شهاب على العديد من الميداليات، وشارك في العديد من البطولات وحصول على بطل الجمهورية في السباحة، بالإضافة لحصوله على 80 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في السباحة وبعض الألعاب الرياضية الأخرى.

وفي حديث لوالدة شهاب مع "الطريق" وصفت شهاب بالشاب الطموح حيث يفكر في الالتحاق بمعهد السينما ولديه أحلام كثيرة يرغب في تحقيقها، مؤكدة أنه الآن عضو في البرلمان الإفريقي في لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة ويسافر ويمكنه التعامل مع الأشخاص الطبيعيين بمفرده".



وتابعت والدة شهاب، أنها واجهت صعوبات في بداية علمها بأنه مصاب بمتلازمة داون فهي لديها 3 أبناء آخرين وقد تقبلت الأسرة اختلاف شهاب عن باقي أبنائها بكل رضا ومع الوقت قلنا الحمد لله خاصة وأن الله رزقنا بأبناء آخرين طبيعيين".

اقرأ أيضًا: قانوني يكشف عقوبة سائق تريلا السويس: «نصب نفسه القاضي والمحكمة»

وأوضحت والدة شهاب مواجهتها العديد من الصعوبات في البداية، حيث إنها عانت كثيرًا في بداية تقديمها له في المدارس فالمدارس كانت ترفض قبوله بها لدرجة أن إحدى مديرات المدارس نصحتها عند التقديم له في مدرسة حكومية أن لا يذهب معها إلا والدة شهاب رفضت ذلك حتى لا يتعرض لمشاكل فيما بعد".

"مابخدش الحالات دي.. اطلعي بره"

وتابعت أن أكثر ما كان مؤلمًا بالنسبة لها حينما قالت لها مديرة مدرسة "مابخدش الحالات دي.. اطلعي بره"، ولكن في نهاية الامر تم قبوله في مدرسة "الأورمان عربي" مع الطلاب العاديين، وحينها لم يكن بالمدرسة فصل لذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدت والدة شهاب أنه استمر في هذه المدرسة حتى المرحلة الإعدادية، والتحق بنظام الدمج التعليمي ومر بكل مراحله التعليمية، وحصل على 92% كنسبة نجاح في الثانوية العامة والتحق فيما بعد بكلية الآداب بجامعة القاهرة.

أما سلمى الحسيني، فهي فتاة تبلغ من العمر 29 عامًا ورغم معاناتها مع متلازمة داون، فهي تمارس حياتها بصورة طبيعية واستطاعت التفوق في السباحة وحصد الميداليات ومساعدة أصدقائها من ذوي القدرات الخاصة.



تصفها والدتها بالفتاة المميزة، فمتلازمة داون لم تتسبب في إحباط الأم أو شعورها بأي شيء غريب تجاه سلمى، فمثلها مثل أخيها وأختها في كل شيء ومنذ ولادتها وقد قررت والدتها ووالدها أن يكون لها كل الحق في الرعاية مثل كل الأطفال.

تحتاج رعاية خاصة

تقول غادة الجندي والدة سلمى، منذ ولادتها علمنا بأنها مصابة بمتلازمة داون، ومنذ ذلك الوقت أكد لنا الأطباء ضرورة التعامل معها بطريقة خاصة وأنها تحتاج رعاية خاصة نظرًا لحالتها، موضحة أنها كانت تتابع مع طبيبة متخصصة لمساعدتها في تنمية مهاراته سلمى جسديًا.

وتابعت "غادة" لـ"الطريق"، قائلة: سلمى تمارس رياضة السباحة منذ صغرها وحاليا تلعب مع فريق في نادي الجزيرة، كما أنها شاركت في مسابقات عديدة مؤكدة أن سلمى ليست مميزة في السباحة فقط بل تمارس رياضة ألعاب القوى مثل الجري والرمح وتمارس رياضة تنس الطاولة.

وعن دراسة سلمى فتقول والدتها، في الماضي لم تكن هناك مدارس دمج مثل الآن مشيرة إلى أن سلمى تمكنت قبل 4 سنوات من دخول فصول محو أمية وبعدها تمكنت من الالتحاق بالتعليم بنظام الدمج وهي الآن بالصف الثالث الإعدادي بنظام الدمج منازل.

اقرأ أيضًا: حوار| «لدينا اكتفاء ذاتي من الدواجن».. الدكتور محمد الشافعي يكشف تحديات التصدير...