بعد ارتفاع نسبة وفاتهم المبكرة.. مطالب بتوفير عالم منصف لذوي الهمم

في تقرير صادم، حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع معدل الوفاة المبكرة بين صفوف ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن ارتفاع معدل إصابتهم بالمرض مقارنة بالآخرين.

وأوضحت منظمة الصحة أن هناك العديد من الأمراض التي بدأت تنتشر في صفوف هؤلاء الأشخاص، وفي مقدمتها السكتة الدماغية، السكري، أمراض الفم، وكذلك الاكتئاب.
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى العالم إلى 1.3 مليار شخص، مشددة على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوفير حياة أفضل لهؤلاء الأشخاص.

بدورها، وجهت داليا عاطف، خبيرة ومتخصصة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، نداء لكل مسؤولي الدولة ومؤسساتها وهيئاتها وكل منظمات المجتمع المدني، تطالبهم بالسعي لخلق عالم منصف وشامل ومناصر لقضايا ذوي القدرات الخاصة تتيسر فيه سبل الوصول بكافة أنواعها المكانية والمعلوماتية والتكنولوجية، خاصة في الوقت الذي يواجه فيه عالمنا سلسلة من الأزمات التي تؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة تأثيرا أكبر من غيرهم.

وقالت عاطف في تصريحات لـ "الطريق" إننا نسعى لتضامن وشراكة الجميع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعدم ترك أحد خلف الركب، موضحة أن هذا يتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص لوضع استراتيجيات لصالح لأشخاص ذوي الإعاقة يشاركون فيها.
وأضافت الخبيرة والمتخصصة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أن ذوي الهمم شريك أساسي في الإنتاج والتنمية، ويطمحون في المشاركة النشطة لضمان استقلاليتهم وحصولهم على تكافؤ الفرص، علاوة على إدماجهم بشكل كامل في جميع عمليات اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن الابتكار والتكنولوجيا أداتين قويتين للإدماج، ويمكنهما تعزيز سبل الوصول إلى المعلومات والتعليم والتعلُّم مدى الحياة، ويمكنهما أن يفتحا آفاقا جديدة أمامنا للمشاركة في القوى العاملة والمجتمع ككل على قدم المساواة.
وترى عاطف أنه لكي يتحقَّق التقدم والوصول التكنولوجي للأشخاص ذوي الإعاقة، يجب العمل على سد الفجوة الرقمية والوصول للتحول الرقمي، وحماية حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي وإدماج منظور الإعاقة في استراتيجيات وخطط الجهات المعنية، وتقييم ومعالجة وتعزيز إمكانية الوصول الرقمي.
وأشادت عاطف بمجهودات الدولة على صعيد الملف الحقوقي لذوي القدرات الخاصة، مؤكدا أن الجميع يعي ويلاحظ طفرة الوعي التي حدثت خلال السنوات الماضية والمنطلقة، من توجه القيادة السياسية للدولة واهتمام الوزارات المعنية ومساندة المجتمع المدني، ومن خلال كل هذا أصبح لدينا قانون به أغلب الحقوق وعلى الأشخاص ذوي الإعاقة السعي لنيل حقوقهم وعلى المسؤولين تحدي الزمن لتنفيذ هذه الحقوق.
وراهنت الخبيرة والمتخصصة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على وعي المجتمع المصري ووعي أسر الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدا أن هناك العديد من التحديات ومنها الجمع بين المعاش والمرتب للزوجة ذات الإعاقة، علاوة على تمكين أصحاب إعاقة العين الواحدة من الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة، مشيرة إلى أن قضايا فرص العمل والتمكين الاقتصادي كلها ملفات مفتوحة ولن نترك بابا لنيل هذه الحقوق والأهم من كل ذلك تغيير الوعي ولكن بالإرادة والسعي سنصل لكافة حقوقنا.
وطالبت عاطف الجميع بالعمل من أجل الدمج ذوي الإعاقة في المجتمع بصورة أفضل، مطالبة بالعمل معا لإيجاد حلول مبتكرة لبناء عالم تتيسّر فيه سبل الوصول ويكون منصفا ومتسع للجميع.

اقرأ أيضا: سفينة ”الأمل” على حدود مصر.. رحلة ثقافية على سفينة الكتب الأكبر في العالم