الطريق
السبت 20 أبريل 2024 12:56 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

فص كبد و300 كيس دم.. شهامة قرية بالجيزة أنقذت حياة أم صالح

صالح محمد- فيسبوك
صالح محمد- فيسبوك

سطر الشاب صالح محمد ملحمة في الوفاء والكرم غير المشروط، بتبرعه بفص من كبده لإنقاذ حياة والدته المريضة، وقوبل تصرفه باحتفاء بالغ في قرية العطف مسقط رأسه بمحافظة الجيزة.

ضحى بكبده

سارع الأهالي إلى مساندة الشاب الصالح، الّذي برّ بوالدته المريضة وضحى بكبده لأجل إنقاذ حياتها، بشتى الطرق الممكنة أملًا في إتمام شفائها.

كان «صالح» على وشك إجراء عملية جراحية لنقل فص كبده إلى والدته، لكته فوجئ بعائق آخر يحول دون إتمام شفائها، فقد طلب معهد الكبد تسديد 300 كيس من الدم مقابل خضوع والدته المريضة بالكبد إلى العملية.

صدمة

تصلب الشاب صالح في مكانه بعد سماع طلب معهد الكبد، لكنه سرعان ما استفاق، وفكر في طريقة يستطيع من خلالها إتمام المهمة، فعرض على أحد أصدقائه بالقرية نقل مشكلته إلى الأهالي علهم يقدمون العون.

من المعروف في القرى المصرية، أن الأهالي يتسابقون بالتبرع بالدم لنجدة أي شخص يحتاج إلى مساعدة، ويفعلون ذلك بحب ورضا دون أي مقابل، لأنهم يعتبرونه عملا نبيلا.

ملحمة إنسانية

انطلاقا من ذلك التقليد، نشر شاب يدعى أحمد كمال قصة صالح عبر صفحة القرية على موقع «فيس بوك»، لم تمر دقائق حتى تسابق الأهالي في ملحمة إنسانية لجمع أكياس الدم.

نظم الأهالي فيما بينهم أماكن محددة وأعلنوا عنها على موقع «فيس بوك» لجمع التبرعات بينما أرسل معهد الكبد قوافل لسحب الدم، وبشكل عفوي تجمع العشرات في طوابير للتبرع بدمائهم من أجل إنقاذ أم صالح.

وعقب صلاة الجمعة الماضية، خرج المصلون من المساجد ليجدوا القوافل في انتظارهم، وبدون تفكير أسرع الرجال والنساء نحو الأطقم الطبية للتبرع بالدم في مشهد يعكس نبل أخلاق المصريين، ساعات قليلة كانت كافية لجمع 300 كيس أخذتهم القافلة وغادرت القرية.

أجرى الشاب صالح الذي يبلغ من العمر 21 عاما ويدرس بكلية التمريض، عملة لنقل فص الدم قبل يومين من وصول القافلة إلى القرية، وبعدها خضعت والدته للعملية.

انتظار

استغرقت عملية نقل فص الكبد لأم صالح، نحو 8 ساعات، ظل خلالها الشاب ينظر إلى والدته ويدعو الله أن يتم شفائها على خير.

يعيش صالح رفقة أسرته في ظروف مادية متواضعة، فوالده يعمل في محل صغير لبيع المستلزمات المدرسية، لكنه استطاع التغلب على ظروفه بنبل شخصيته وتضحيته لإنقاذ حياة والدته.

اقرأ أيضًا: هل يعاني الطلاب من آثار نفسية بسبب قمع الشرطة المدرسية؟