الطريق
السبت 27 أبريل 2024 04:27 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”الصيادلة الأطباء”.. حيلة جديدة لسد العجز في المنظومة الطبية

الاستعانة بالصيادلة للعمل مساعد طبيب
الاستعانة بالصيادلة للعمل مساعد طبيب

اقترح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، الاستعانة بالصيادلة للعمل كمساعدي أطباء بمنظومة التأمين الصحي الشامل، موضحا أن ذلك المقترح جاء كمحاولة لسد العجز الموجود في المنظومة الطبية وفي الكوادر البشرية المتعلقة بها.
وبحسب المقترح، فإن الهيئة سوف تستعين بالصيادلة في إطار ما يسمى "التدريب التحويلي" للعمل كمساعدين لأطباء التخدير والسكرتارية الطبية، موضحا أن ذلك سيكون بعد حصول الصيادلة على دورات تدريبية معينة تؤهل الصيدلي للعمل كمساعد طبيب.
وتعقيبا منه على الأمر، يرى الدكتور أحمد رشوان، متخصص الرعاية المركزة، إن الاستعانة بالصيادلة في التأمين الصحي الشامل هو بمثابة الهروب من حل مشكلة نقص الأطباء والكوادر البشرية، موضحا أن أزمة العجز لا تتوقف على هيئة التأمين الصحي وحدها، بل إن وزارة الصحة كلها والممنظومة الطبية عموما تعاني من نقص الكوادر البشرية، ومع ذلك لم يفكر أحد في تغيير التخصص.
وأشار رشوان في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن فكرة الاستعانة بالصيادلة للعمل كمساعدين لأطباء التخدير أو غيرهم من الفنيين، لن تلقى رواجا أو قبولا لدى الصيادلة، بل قد يعتبرونها إهانة موجهة إليهم، لافتا إلى أن بعض الصيادلة أعربوا عن رفضهم بالفعل للفكرة موضحين أن منهم من حصل على مجموع كليات الطب لكنهم رفضوا دخولها، واختاروا أن يدخلوا صيدلة لأنها كلية قمة مثلها مثل كلية الطب، ومن ثم هم لن يتركوا مجالهم ولن يتركوا الصيدلة لكي يعملوا كمساعدين لأطباء التخدير أو غيرهم.
ويرى رشوان أن الأولى بوزارة الصحة هو العمل على حل أزمة عجز الاطباء ومعرفة سبب هذه الأزمة من الأساس، مشيرا إلى أن مصر لديها عدد كبير جدا من الأطباء الذين يتخرجوا سنويا، وفي نفس الوقت لدينا عدد كبير من الأطباء يخرجوا خارج مصر بسبب بعض المشاكل التي تواجه سير المنظومة الطبية.
وشدد متخصص الرعاية المركزة، على ضرورة إصلاح المنظومة الطبية من خلال البحث عن الأسباب وعن جذر المشكلة التي أدت لهجرة الأطباء وخروجهم خارج مصر، ومن ثم العمل على حلها وعلى إصلاح المنظومة، معربا عن رفضه لحل مشكلة بمشكلة أكبر، موضحا أن الصيدلي لن يستطيع القيام بدور الفني ولن يرضى به لأنه يرى أن فيه إهانة له أن يعمل كمساعد طبيب.
وقال رشوان إن الاستعانة بالصيادلة لن يكون حلا بل هو أمر عجيب أن يتم التفكير في هذا الفكرة من الأساس، مطالبا بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي كانت تعاني من نقص الأطباء، حيث تمكنت هذه الدول من حل المشكلة عن طريق تزويد عدد الأطباء ومن خلال تحسين بيئة العمل.
وجدد رشوان تعجبه من المقترح خاصة أنه يأتي في وقت تعاني فيه المنظومة الطبية من مشاكل حقيقية، مؤكدا أن بيئة العمل في المجال الطبي تشهد أمورا تنفر الأطباء من البقاء في مصر وتدفعهم للخروج إلى خارج البلاد، موضحا أن الاستعانة بالصيادلة لن يكون حلا، خاصة إذا حدث عجز أو نقص في باقي التخصصات الأخرى، موضحا أن الفكرة المطروحة حاليا هي هدف سد العجز في أطباء التخدير، فكيف سيكون الوضع بالنسبة للنقص الموجود في أطباء العناية المركزة، والنقص الموجود في الجراحات التخصصية الدقيقة ؟، مؤكدا أن الأفضل هو العمل على إيجاد حل واحد يصلح كل مشكلة العجز الموجود في كثير من التخصصات.
بينما يرى الدكتور هنادي الشافعي، صيدلى و أخصائى تغذية علاجية، أن مقترح الاستعانة بالصيادلة للعمل كمساعد طبيب غير واضح المعالم ولا التفاصيل، مشيرا إلى أن هذا المقترح يثير العديد من التساؤلات، وفي مقدمتها: ما المقصود بمساعد طبيب؟ وما التوصيف الوظيفى؟ وما هو محتوى الدورات التدريبية؟، وهل يمكن استبدال ذلك بمقررات دراسية مكثفة لمدة سنتين لخريجى كلية الصيدلة ليكون طبيبا وليس مساعد طبيب؟
وقال الشافعي في تصريحات لـ "الطريق" إن كل هذه الأسئلة لابد وأن يتم الإجابة عنها بوضوح قبل إبداء الرأى عن عنوان نجهل تفاصيله؛ فتأخذنا التوقعات يمنة ويسرة وندخل فى جدال على غير بصيرة، موضحا أن حل مشكلة نقص الأطباء عن طريق تأهيل وإعداد الصيادلة يحتاج إلى كثير من التفصيل والتوضيح.
ويرى الشافعي أنه يجب على المسؤولين وأصحاب هذا المقترح أن يبحثوا عن الأسباب التي أدت لحدوث نقص في الأطباء، وأن يكون حل أصيل لهذه المشكلة بعيدا عن الحلول البديلة، متسائلا: لماذا لا يتم حل مشكلة نقص الأطباء فى مصر والتى هى بسبب هجرة الأطباء، وقس على ذلك هجرة من يتمكن من الهجرة من العمود الفقرى لعقول الوطن؟.
وطالب الصيدلى وأخصائى التغذية العلاجية، المسؤولين عن المنظومة الصحية في مصر بمعالجة الأسباب المادية والاجتماعية لهذه الهجرة، مؤكدا أن البحث عن رافد جديد وإهمال معالجة المشاكل التى نتج عنها انسداد الرافد الأصلى ليس حلا، وأن الأمثل معالجة مشاكل الرافد الموجود والبحث بالتوازى مع ذلك عن روافد جديدة.

اقرأ أيضًا: «بين التهويل والتهوين».. حقائق ومعلومات عن الفيروس المخلوي