الطريق
الخميس 28 مارس 2024 04:18 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل يتحول إلى جائحة طبية مثل كورونا ؟

«بين التهويل والتهوين».. حقائق ومعلومات عن الفيروس المخلوي

الفيروس المخلوي التنفسي
الفيروس المخلوي التنفسي

أثار انتشار الفيروس المخلوي التنفسي مخاوف أولياء الأمور، خاصة بعد انتشاره بين صفوف الأطفال عموما وصغار السن منهم على وجه التحديد، معربين عن خوفهم من أن يتحول الفيروس إلى جائحة طبية كما حدث مع كورونا، ومن ثم تعرض أبنائهم إلى الخطر، لاسيما في ظل استمرار عملية الدراسة.

بدورهم، رأى مراقبون أن الأمر غير مقلق بعد، وأن الفيروس لم يرق لدرجة الجائحة، لكنهم شددوا على أولياء الأمور أن ينتبهوا جيدا لصحة أطفالهم، وأن ينتبهوا للأعراض التي تظهر عليهم وعدم تجاهلها بأي حال من الأحوال، مؤكدين أن الفيروس المخلوي ليس جديدا إنما هو قديم، ويحدث أحيانا نتيجة التقلبات الجوية والتغيير بين الفصول.

من جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بالمعهد القومي للكبد، إن الفيروس المخلوي يشغل بال الكثير من الأوساط بما فيهم الطبية والإعلامية نتيجة لزيادة انتشاره في الفترة الأخيرة، خاصة بين طلبة المدارس وصغار السن، لكنه يرى أن الفيروس لم يأخذ شكل الجائحة الطبية بعد.

وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ "الطريق"، أن الجائحة الطبية يكون انتشارها أوسع ولها بصمات في أكثر من مكان، إذ إنها تأخذ شكل الوباء الذي يشمل عدة دول، موضحا أن هذا لم يحدث في الفيروس المخلوي، بل لا توجد أي توصية من قبل منظمة الصحة العالمية بخصوص الفيروس المخلوي التنفسي حتى الآن.

وأشار أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، إلى أن ذلك لا يعني تجاهل الأمر والتقليل منه، بل يجب الحذر جيدا لا سيما في ظل انتشار الحالات بين صفوف الأطفال هذه الأيام، موضحا أن الحذر يجب أن يأخذ أشكال كثيرة وفي مقدمتها توفير رعاية خاصة لصغار السن والاهتمام بجهاز المناعة بالنسبة لهم، وعدم تجاهل أي أعراض تظهر عليهم.

وبين عز العرب، أن الأعراض المصاحبة لكل فيروسات الجهاز التنفسي تكون متشابهة في أغلب الحالات، لا سيما في حالة الفيروسات المتعلقة بالجهاز التنفسي العلوي، موضحا أن بعض هذه الأعراض يكون عبارة عن حمى بسيطة، ارتفاع في درجة حرارة، سعال، أحيانا يكون هناك مخاط، سيلان من الأنف أو زكام أحيانا، موضحا أن هذه الأعراض تستمر لفترة بسيطة تتراوح ما بين 4 – 6 أيام فقط في حالة الفيروس التنفسي المخلوي.

كما أشار عز العرب، إلى أن الطفل قد يكون عرضة لحدوث مضاعفات، وهذه المضاعفات تكون مصحوبة بعلامات تلفت انتباه أولياء الأمور بأن الإصابة خطيرة، موضحا أن المضاعفات تحدث بدرجة بسيطة ويعاني منها أقل من 2% وتسبب دخول المستشفيات، وتتمثل في صعوبة التنفس وسرعة ضربات القلب، وأحيانا يعانون من وجود صوت في أثناء الشهيق، مع وجود زرقة في الشفاه أو الأطراف، وهذه الحالة تستدعي الدخول للمستشفى لاحتياجه للأكسجين، وموسعات الشعب، وفي بعض الأحيان يتم وضعهم على جهاز التنفس، وبالتالي يكون الطفل يعاني من التهاب الجهاز التنفسي السفلي "الالتهاب الرئوي".

ونوه عز العرب، إلى أن هذه المضاعفات تحدث بين الأطفال الخدج الذين تم ولادتهم قبل الميعاد الطبيعي، خاصة الأطفال الذين استمرت فترة حملهم 6 أشهر فقط، لافتا إلى أن الأشخاص الذين لديهم أمراض تنفسية وأمراض قلبية، والذين يعانون من الشدة الرئوية ومن أمراض عضلة القلب أو صدمات القلب، هم أكثر عرضة للمخاطر ولحدوث المضاعفات، وكذلك الحال بالنسبة لكبار السن الذين هم فوق 65 عاما.

ولفت إلى أن الفيروس ينتشر أكثر بين الأطفال، مشيرًا إلى أن المسح الذي أجرته وزارة الصحة كشفت عن أن إيجابية 73% من العينات، مضيفًا أن الفيروس يصيب الجهاز العلوي غالبا، وقليل ما يصيب الجهاز التنفسي السفلي، ومن الممكن أن يبدأ بالعلوي وينتهي بالسفلي، وقد يلاحظ قلة نشاط للطفل بالتوازي مع الأعراض السابقة.

ويرى عز العرب، أن الأمر لا يحتاج إلى التهويل ولا إلى التهوين، لكنه يجب الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجهاز المناعي، والحرص على التغذية السليمة، بالإضافة إلى شرب الكثير من السوائل الدافئة.

كما نصح بضرورة مراعاة الإرشادات العامة كالحرص على التهوية الجيدة، خاصة في الفصول الدراسية بالنسبة للمدارس، والعمل على تطهير الأجسام المشتركة التي هي أحد أهم أسباب العدوى إلى جانب الرذاذ وتلامس الأجسام المشتركة مع المريض، موضحا أن نفس الفيروس يظل نشطا لمدة تتراوح من 4- 7 ساعات على هذه الأجسام.

وناشد أستاذ الكبد، إدارة المدارس المختلفة بالعمل على ضرورة تهوية الفصول الدراسية خلال تواجد الأطفال في المدارس، بالإضافة إلى تعقيم الأجسام المشتركة مثل المقاعد الدراسية، ومقابض الأبواب وغيرها، علاوة على ضرورة تحذير الأطفال من استخدام أدوات الغير، وحثهم على غسيل الأيدي بصفة مستمرة، ومن الممكن ارتداء الكمامات للأطفال الأكبر من 10سنوات خلال فترة انتشار العدوى، مشددا على ضرورة تحقيق قدر من التباعد المكاني، وعزل أي طفل تظهر عليه أعراض الإصابة بحجرة منفصلة واستدعاء أولياء الأمور.

فيما قال الدكتور أحمد زناتة، زميل كلية الأطباء الملكية بإيرلندا، إن الفيروس التنفسي المخلوي متواجد من زمن بعيد ويعتبر أشهر مسببات التهاب الرئة، موضحا أن الفيروس معروف عنه أنه سريع العدوى عن طريق الهواء والرذاذ عند الأطفال الرضع بصفة خاصة، ولكنه يسبب أيضا بعض الإصابات في الأعمار الأكبر من ذلك.

وأوضح زناتة، في تصريحات لـ "الطريق"، أن الفيروس يزيد انتشاره بالطبع في فصل الخريف والشتاء، موضحا أن شدة المرض تختلف حسب سن المريض، مشيرا إلى أن الفيروس يسبب ما يسمى التهاب الشعيبات عند الأطفال، كما يسبب نزلات برد بسيطة عند الكبار، ولكنه في المقابل يسبب التهاب رئوي خطير عند كبار السن والمرضى ذوي المناعة الضعيفة جدا.

ويرى زناتة أن الوضع الحالي لا يستلزم تعطيل الدراسة، لكنه يرى أيضا أن الأمر يحتاج متابعة من أولياء الأمور وحرص منهم، مؤكدا أنه يتوجب على أولياء الأمور ملاحظة الأعراض التي تظهر على أطفالهم أولا بأول، وأنه يجب عزل الطفل الذي تظهر عليه الأعراض، كما يجب تجنب ذهابهم إلى المدرسة حال ظهور الأعراض.

اقرأ أيضًا:

حقل ”ظُهر”.. ثمرة الدبلوماسية التي غيرت معالم الاقتصاد المصري