الطريق
السبت 27 أبريل 2024 09:52 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

المدن الجديدة.. وسيلة الحكومة لتغيير خريطة العمران للأفضل في مصر

تطوير المدن الجديدة
تطوير المدن الجديدة

شهدت الدولة المصرية مزيدا من التطور العمراني، إذ تعمل على تدشين سلسلة من المدن الجديدة التي ستكون ممتدة في جميع أنحاء الجمهورية، والمجهودات في هذا القطاع لا تتوقف عند المدن التي تم إنجازها أو إفتتاحها مؤخرا، بل إن الدولة تعمل على القضاء على العشوائيات.

خطة حكومية لبناء 30 مدينة كاملة


بدوره، أوضح صبري الجندي، مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، أن هناك خطة حكومية لبناء 30 مدينة كاملة، موضحا أن الحكومة انتهت فعليا من 12 مدينة، بينما جاري العمل في 8 مدن جديدة في الوقت الحالي، لافتا إلى مدينة العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، كانوا من ضمن الـ 12 مدينة التي تم إنجازها.


وأشار الجندي في تصريحات لـ "الطريق" أن الدولة تعمل على إنشاء مدن أخرى كثيرة؛ ففي الصعيد توجد مدينة جديدة في الوادي الجديد، كما توجد مدن أخرى في المنيا وسمالوط، وكذلك توجد مدنا في بني سويف وأسيوط الجديدة وفي سوهاج وفي قنا ونجع حمادي، علاوة على المدن الموجودة في أسوان وفي الأقصر.


وبين مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق أن الحكومة لديها بعض الأهداف التي تسعى لتحقيقها من بناء هذه المدن، وأول هذه الأهداف هو خلخلة الكثافة السكانية المرتفعة الموجودة في الوادي، وكذلك إقامة مجتمعات جديدة تساعد في توسعة العمران وتصل به من 7% - التي هي نفس النسبة من أيام الفراعنة وحتى الآن – ليصل إلى 14% عند الانتهاء من هذه المدن وافتتاحها، لافتا إلى أن هذا يعني أن الدولة تريد أن تصل لضعف نسبة العمران.


وواصل الجندي حديثه عن أهمية المدن الجديدة ونتائجها، موضحا أن من فوائد هذه المدن هو خلق مجتمعات عمرانية متجانسة، بالإضافة إلى تقديم حياة أفضل للمواطنين، خاصة أن هذه المدن هي من مدن الجيل الرابع والمدن الذكية، علاوة على أنها تتمتع بتوافر المساحات الخضراء، والحرص على نظافة البيئة حيث تحرص هذه المدن على عدم وجود الضوضاء وعدم التلوث السمعي والبصري.


ونوه الجندي إلى أن هذه المدن الجديدة حرصت على توفير مجالات عمل لمن يقيمون بها لأن هذه المدن كلها مدن دائمة، أي أنها ليست مدن مصيفية أو مدن مؤقتة بل هي مدن للحياة الدائمة أو المستمرة، وبالتالي فإن هذه المدن هي امتداد للعمران وتطوير له بطريقة تجعل الناس يعيشون في بيئة أفضل، موضحا أن هذه المدن حرصت على الأنشطة التي تجلب الرزق، لذلك فهي تضم أنشطة تجارية وصناعية وحياتية جديدة، كما أنها تستطيع أن تستوعب أيدي عاملة جديدة وتستوعب الأنشطة التي تقلل من حجم البطالة، وتقلل من حجم التكدس في الوادي القديم.


فيما أكد الدكتور محمد غيث، رئيس الجمعية المصرية للتخطيط، أن إنشاء المدن الجديدة أمر هام ومطلوب، موضحا أن هناك عدة أسباب وفوائد تدفع الدولة لبناء المدن الجديدة، موضحا أن بعض المدن القائمة بالفعل قد تكون وصلت إلى الطاقة الإستيعابية القصوى؛ وأصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات والسكن وفرص العمل، ومن ثم تكون هناك حاجة لإنشاء مدن جديدة تخفف الضغط علي المدن القائمة.


وأوضح غيث في تصريحات لـ "الطريق" أن بناء المدن الجديدة قد يكون بسبب وجود مقومات اقتصادية لها تباعد عن العمران القائم، موضحا أن ذلك يدفع الدولة لإنشاء مجتمعات جديدة تكون قائمة على استغلال القاعدة الاقتصادية لصالح السكان، علاوة على مساهمة هذه المدن في مواجهة الزيادة السكانية والفائض السكاني.


كما أوضح رئيس الجمعية المصرية للتخطيط أن بناء المدن الجديدة قد يكون ضروريا؛ لأن المدن القديمة لاتستطيع أن تستوعب المستجدات والتطبيقات الحديثة في مجملها، موضحا أن هذا الأمر يجعل الدولة بحاجة لمجال حيوي جديد من خلال مواقع جديدة لمدن جديده تعطينا فرصة لكل مانطمح إليه من تطبيقات المدن الذكيه المستدامة الخضراء، حتى تتمكن الدولة من تحقيق جودة الحياة.


وأكد غيث أن كل هذه الاعتبارات تجعل الدولة تنشر المدن الجديدة لإعادة رسم الخريطة العمرانية الشاملة؛ لتضييق الفجوات والتفاوت في التنمية الاقليمية بين الأقاليم، خاصة في ظل وجود خلل تنموي ناتج عن المركزية الشديدة وتركيز التنمية علي المدن الكبري، موضحا أن المدن الجديدة تساعد في نشر التنمية لدعم التجمعات الصغري والمتوسطة الطاردة للسكان؛ فتصبح هذه المجتمعات مثبتة لسكانها في إطار تنمية متوازنة، مشيرا إلى أن هذه هي أهداف التنمية المستدامة الشاملة لخريطة مصر العمرانية.

اقرأ أيضًا: تطوير القديم وبناء الجديد.. كيف توفق الدولة بين تأهيل العشوائيات وإقامة المجتمعات العمرانية؟