الطريق
السبت 20 أبريل 2024 04:01 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

وليد شعيب يكتب.. جعفر العمدة يعيد محمد رمضان للدراما

وليد شعيب
وليد شعيب

آخر عَهدي بمحمّد رمضان كان أشهر شِجار في الدراما آخر عشر سنوات ما بين رفاعي الدسوقي وعصام النمر، أتذكّر وقتها أنّ المقاهي كانت حافلة بالناس لمُشاهدته وكأنّ على رؤوسهم الطير.

سنوات مرّت، كُنت قد قاطعت فيها مُعظم المُسلسلات، في أسوأ الظروف أُتابع مُسلسل واحد فقط بشكل مُتقطِّع على مدار الشهر الكريم.

حتى شخصية محمد رمضان كفنان لا تروق لي، ما دام انتقدته كسلوك وكثقافة خاصةً حينما يرتجِل في اللقاءات التليفزيونيّة أو يتعمّد إثارة الجدل عبر الأنا المَرَضيّة التي يتمتّع بها، لكن إحقاقًا للحَق، هذا السباق الدرامي في رمضان أبرَز ما فيه حتى الآن هو "جعفَر العُمدة"

المُسلسل وكأنه تصحيح مسار لمحمّد سامي بعد كوميديا "نسل الأغراب" وكأنه انتصار لموهبة محمد رمضان بعد سنوات عجاف قتله فيها الغرور وشبَح التكرار وركاكة المُحتوى.

محمد سامي يُجيد صناعة الشخصيّة التي يتعلّق بها المُشاهِد، يُحيطها بهالة منَ القوّة، وعدد من اللوازم الحركيّة لتلازم مع مُخيلتك أطول مدّة، تجِد جعفر الأربعيني، يُرمم شعره بشكل مُستمِر، يقلب ملعَقَة الشاي في أثناء تقليبه، لكنته جَديدة، درامي يعيش قصة مؤلمة ويُجبرك أن تعيش معه فيها.

بينما يتواصل الأداء الهزيل في الكتيبة 101 والسخافة المُفرطة في الكبير الجزء السابع وضعف المصادر التاريخيّة لرسالة الإمام خالد النبوي، والنجاسة الدراميّة التي يقدمها ياسر جلال مع مي عُمر ومُراد مكرم، أكثر شخص تعرّض للخيانة بالعصرِ الحديث.

لا أرى الحبكة إلا في "جعفر العُمدة" وفي الخانة الأُخرى لا تزال نيللي كريم الأناقة في مظهرها أنيقة أيضًا في اختياراتها الدرامية.

منهما لله محمد سامي ومحمد رمضان، صنعا شخصيّة تستحِق المُتابعة والانجراف نحوها بالمشاعر والتعاطُف والترقُّب.