الطريق
السبت 4 مايو 2024 10:55 صـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مشوار سناء يونس من محطة مصر إلي النجومية

سناء يونس
سناء يونس

لم يكن مشوار سناء يونس مفروشا بالورود وعانت في بداياتها حتى باتت الأبرز بين فنانات جيلها، لم تدع الفرصة للمنتجين في حصرها داخل الأدوار الكوميدية وأثبتت أنها صاحبة كل الأدوار.

سنوات الشقاء والتعب رافقتها في البدايات، وهي طالبة في مدرسة الزقازيق الثانوية بنات ولشدة موهبتها تولت النشاط المدرسي من تربية رياضية إلي موسيقى وحتى "شاويش" في الشرطة المدرسية، بجانب منصب رئيس فريق التمثيل، ساق لها القدر المخرج أحمد طنطاوي إلي مدرستها ولفتت انتباهه ليقرر منحها أول بطولة لها وهي مسرحية "زعيمة النساء" وحصلت على المركز الأول وتفوقت على مدرسة شبين الكوم ووعد من "طنطاوي" بتقديم في أول فرصة لها كممثلة حقيقية.

مرت الشهور دون رد من أحمد طنطاوي وفي أول زيارة لها في القاهرة في رحلة مدرسية، وكانت المرة الأولى التي تشاهد فيها محطة مصر وهي منبهرة، تقول في حوار لها مع محمد أبو الحسن "كنت هموت واشوف محطة مصر كنت بشوفها في أفلام فاتن حمامة وعماد حمدي" تركت زميلاتها في الجيزة وأخبرت مشرف المدرسة أنها تحمل "جواب" لأقاربها ولابد أن تسلمه لهم، واتجهت من محطة مصر إلي مسرح الأزبكية وهي لا تملك في حقيبتها سوى "ربع جنيه".

وصلت المسرح في السابعة مساءا بعد مشوار مضني في انتظار "طنطاوي" كادت تفقد الوعي من الجوع واشترت "سميط" من بائع يقف أمام المسرح، وصل أحمد طنطاوي وذكرته بنفسها وأخبرته أنها كانت في زيارة لأقاربها حتى تكتمل الكذبة قابلها بترحيب شديد ودعاها لمشاهدة إحدى مسرحياته، وأحضر لها كوب شاي لم تشربه بتحذير من والدتها بان لا تشرب سيء من يد أحد لا تعرفه، تقول "كنت بتفرج منبهرة كأن الممثلين بيمثلوا لي أنا" السعادة جعلتها تنسى آلم قدميها المتورمتين بسبب المسافة التي قطعتها سيرا على الأقدام، وخرجت من مسرح الأزبكية دون أن يكرر "طنطاوي" وعده لتجد نفسه بعد منتصف الليل في محطة القطار لتقرر العودة إلي الزقازيق لتجد جمع من البشر يبحث عنها وخروج شائعات عن اختطافها تقول "امي لما شافتني طلعتلي السكينة لأننا فلاحين وإزاي أبات برة كانت بتهوشني بالسكينة والظاهر انها كانت تلمة شوية بس عورتني في مناخيري".

قررت أن تنسى حلمها في التمثيل واعتقدت أنه ضاع في زحام القاهرة التي تأتي منها الشهرة والتحقت بكلية الآداب قسم علم اجتماع في جامعة عين شمس، وفي كل يوم تعود منهمكة من التعب وتنظر من شباك القطار في رحلة تقطعها من القاهرة إلي الزقازيق وتتخيل نفسها وهي على خشبة المسرح بينما تصج الصالة من كثرة التصفيق لها، كان لا يسعدها سوى الوقوف على خشبة مسرح الجامعة ويخرج لها مسرحياتها محمد توفيق ومحمود السباع المأخوذة من الأدب العالمي منها "ثورة الموتى" و"الأب" وكان التمثيل هو الوحيد الذي يخفف عنها وطأة التعب وعناء المشوار من بلدتها للقاهرة.

اقرأ أيضًا: سمير صبري.. «متعدد المواهب» خدع العندليب ودخل الفن بـ«كذبة»

اقرأ أيضًا:سناء يونس.. تلميذة «المهندس» التي صنعت أسطورتها «فوزية رأفت»

ابتسم لها الحظ عندما جاءتها فرصة الانضمام لفرقة مسرح التليفزيون التي يديرها السيد بدير مقابل 20 جنيها، وكانت البداية من مسرحية "احترس من البوية" وفي في أثناء البروفات شاهدها فؤاد المهندس في مسرح "الهوسابير" الذي اقترب منها لخبرها باسناد دور لها في مسرحية "حالة حب"، كاد قلبها يتوقف من شدة الفرح، وحققت المسرحية نجاح كبير تقول "حسيت إني مشهورة وحققت حاجات كتير وقولت أرجع الزقازيق لأني قولت لهم هرجع ممثلة".

كان من جيران سناء يونس الفنان أحمد زكي "كان لسه متخرج من المدرسة وكان عايز يدخل معهد التمثيل وأنا طبعا عاملة حالة حب مع فؤاد المهندس ومشهورة وكان هو والطلبة اللي غاويين تمثيل يستتنوني على محطة الزقازيق كأنهم بيستقبلوا فاتن حمامة وكنت مثله الأعلى في التمثيل وقالي ما تيجي تشتغلي معانا محترفة في مدرسة الصنايع وعملت معاهم رواية".

بالرغم من عملها في المسرح مع "المهندس" كان تعب المشوار لا يهدأ عندما حصلت على ترشيح لدور في فيلم "الزوجة الثانية" ورفضها منتج الفيلم رمسيس نجيب يبنما زميلها محمد نوح حصل على دور في الفيلم، كان "نوح" يقف بجانبها حتى أنه والمخرج كمال ياسين عرضا عليها دور بطولة في رواية "المشاغب" التي وصل صيتها من دمنهور للقاهرة وعرض عليها محمد غنيم مدير الفرقة عدة روايات مقابل 150 جنيها في الشهر أبرزها "ملاك في خدمتي" وتعاونت مع كبار مخرجي مسرح التليفزيون عبد الرحيم الزرقاني وفتوح نشاطي، وبرغم قسوة المشوار كان التحدي والإصرار هو صمة شخصية "سناء" لدرجة أنها في إحدى المرات ذهب زميلها محمد نوح ليصطحبها للعمل معه في رواية فاضطرت لبيع "دبلة دهب" لكي توفر ثمن المواصلات.

كانت نهاية المشوار مرضية لـ سناء يونس التي صنعت نجوميتها مع فؤاد المهندس في "هالة حبيبتي" و"سك على بناتك" التي صنعت منها ضحك حقيقي وأثبتت أنها حالة خاصة وومثلة بالفطرة، ربما وهي على خشبة المسرح وبينما تقول للمهندس "مالي ومال الجواز كنت قاعدة هنومة متستتة على الآخر وقاعدة قدام التليفزيون وبسمع كوكو واوا" والقاعة تصج بالضحك تذكرت أنها ذات يوم سمعت نفس التصفيق وهي تتخيل نفسها فوق المسرح في طيف مر سريعا وهي تنظر من شباك القطار أثناء عودتها إلي الزقازيق في أول مرة شاهدت فيها محطة مصر.