الطريق
السبت 4 مايو 2024 09:56 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السر في الصهاريج.. ريا وسكينة حكاية 100 عام عن أكثر الجرائم مكرًا

ريا وسكينة
ريا وسكينة

على الرغم من مرور أكثر من 100 عام على أحداث سفاحتي الإسكندرية ريا وسكينة، إلا أنهما ما زلتا في أذهان الجميع، خاصة عندما تظهر على الساحة جريمة أشبه بتلك الأحداث، أو إعادة عرض مسلسل أو فيلم جسد حياتيهما.

وأصبحتا كل من ريا وسكينة مثال يحتذى به عند وقوع جرائم القتل أو التخطيط لإزهاق الأرواح دون رحمة وغياب الضمير، منذ القبض عليهما عام 1921 وحتى اليوم، وتُعيد قناة "DMC" عرض أحداث المسلسل للمخرج جمال عبدالحميد، وهو أحد أشهر المسلسلات في تاريخ الدراما المصرية.

بين شوارع إسكندرية المحروسة نجد منزل مُعدم مكون من طابق واحد يبرز حياة ريا وسكينة من فقر وجوع، إلى علامة مسجلة ورمز مدون باسم الجريمة، واحدة وراء أخرى.

كانت ريا مع شقيقتها سكينة ورجالهما الأربعة خلفهما وهم حسب الله، عبد العال، عرابي وعبد الرازق، يخططون لقتل النساء، فكانت السفاحتان يأتين بالضحايا إلى المنزل بطريقتهم الخاصة، من خلال قضاء سهرة معهن برفقة الرجال الأربعة، ثم إزهاق أرواحهن بكتم أنفاسهن ثم دفنهن أسفل بلاط المنزل، ليواروا جريمتهم.

حالات اختفاء السيدات

واحدة تلو الأخرى وزادت حالات الاختفاء وبلاغات الشرطة للبحث عن المفقودات، وعلى الرغم من طريقة السفاحتان العبقرية في إخفاء جريمتهن إلا أنه كما هو متداول "وقعة الشاطر بألف"، فلم تكن واحدة منهن تعلم أن كشف سرهن سيكون على طريقة ابنة ريا التي تدعى "بديعة".

كتاب رجال ريا وسكينة

فقد استطاعت الشرطة المصرية بشهادة الطفلة بديعة، إلقاء القبض على عصابة ريا وسكينة وتوالت الأحداث والتحقيقات حتى اعترفت العصابة بجريمتهم، وبدأت الشرطة في استخراج الجثث أسفل بلاط المنزل.

ومهما كان ذكاء المجرم، إلا أنه أحيانًا يقع في خطأ لم يكن على البال أو الخاطر، فيصبح متهمًا في أيدي الشرطة، أو يخفي عنه بعض الأمور التي كانت من الممكن أن تُبقي جريمته في الخفاء إلى الأبد، وهو ما حدث مع ريا وسكينة، حَسَبَ ما ذكره صلاح عيسى في كتابه "رجال ريا وسكينة".

الحفر للعثور على جثث أخرى

اعترفت ريا في تحقيقات النيابة العامة، بآخر ضحية للعصابة وهي "عزيزة"، وعلى الفور تحركت الشرطة لاستخراج الجثة من تحت أنفاق المنزل، وبعد العثور عليها تحمس العمال وبدأوا استكمال أعمال الحفر في المنطقة المجاورة ظنًا منهم في العثور على جثة أخرى، وبعد الوصول إلى عمق 60 سنتيمترا تحت سطح الأرض، وجد العمال أنفسهم أمام فوهة بئر بها مياه غزيرة، على عمق نحو مترين من أرض الغرفة.

صهاريج قديمة تستخدم لتخزين الأمطار

وتبين بعد ذلك أن منزل ريا وسكينة والمنازل المجاورة لها بمنطقة اللبان داخل محافظة الإسكندرية، بُنيت فوق صهاريج قديمة كانت تستخدم عند إنشاء الإسكندرية لتخزين مياه الأمطار في موسم الشتاء، ليستخدمها سكان المدينة في الشرب.

وهذه الصهاريج هي مواسير مياه كبيرة الحجم، وذكر صلاح عيسى في كتابه قائلًا: "لو أن عصابة ريا وسكينة كانوا يعرفون بأمر الصهريج، لو أنهم تعمقوا في الحفر لمسافة نصف متر أخرى حتى يصلوا إليها، لوجدوا مكانًا يدفنون فيه جثث ضحاياهم دون أن يُعثر عليها أحد ولبقيت جرائمهم مستورة عن العيون إلى الأبد".

اقرأ أيضًا.. «هتلاقي نفسك».. مصمم أول مسلسل درامي بالذكاء الاصطناعي يكشف الكواليس