الطريق
الخميس 2 مايو 2024 03:32 صـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مهمة مستحيلة.. سمير فرج يتحدث لـ «الطريق» عن بطولات نساء مصر في حرب أكتوبر

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

أيام قليلة وتحل ذكرى أعظم نصر، خمسون عامًا مرت على نصر حرب أكتوبر المجيدة، حيث تضافر الشعب بكافة أطيافه فتمكنت الدولة المصرية من الانتصار، فلم تكن المرأة المصرية في معزل عن المشاركة ضد إسرائيل في حرب أكتوبر 1973وما قبلها، إذ شاركت بصورة أو بأخرى، سواء بالدور التطوعي في المستشفيات أو خلف الجبهة من خلال الدور الحربي والعسكري.

ومن خلال هذا التقرير يستعرض لكم مواقع"الطريق"، دور البطل المجهول في حرب أكتوبر1973، القصص المثير التي قدمتها المرأة المصرية في حرب أكتوبر.

دور المرأة المصرية في الحرب

أشاد اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكري والمدير الأسبق لإدارة الشئون المعنوية، بدور المرأة المصرية في حرب 1973، مشيرا إلى أن أثناء الحرب كان كل أبناء القوات المسلحة يمكثون قرابة من 6 إلى 7 سنوات مثل حرب الاستنزاف على الجبهة، هنا أصبح على المرأة المشاركة بنوع من الجهاد والمؤازرة في تحملها المسئولية كاملة تجاه أسرتها، وبذلك تحملت مسئولية كل ضابط وجندي يوجد على الجبهة خلال هذه الفترة.

وتابع الخبير العسكري والمدير الأسبق لإدارة الشئون المعنوية، خلال حديثه لـ"الطريق"، أن المشير طنطاوي أكد دور المرأة المصرية، في أحد الحوارات الإعلامية له، قائلا:" الضابظ أثناء نزوله الإجازة كان لا يعلم ما هي المرحلة التعليمية التي وصل لها أبناؤه لأن زوجته هي التي تتحمل كل شيء.. مع العلم أن الإجازة كانت 3أيام فقط خلال الشهر".

المرأة تنقذ أطفال مدرسة بحر البقر

وأشار اللواء سمير فرج، إلى أن لم يقتصر دور المرأة على المشاركة في حرب أكتوبر لكنها شاركت في حرب الاستنزاف أيضا، فعندما ضربت إسرائيل مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية كان أول من دخل المدرسة لإنقاذ الأطفال هم السيدات في المنطقة وقاموا بعلاج الأطفال وإنقاذهم وأخرجوا الجرحى، وذلك قبل حضور الإسعاف.

نساء سيناء الأبطال

ويشيد الخبير العسكري والمدير الأسبق لإدارة الشئون المعنوية، بدور نساء سيناء العظيم، لأنهن منتقبات، وكان يتم إعطاؤها الأجهزة اللاسلكية والبطاريات والطعام لتوصيلها للمقاتلين، لأن أي رجل كان يقوم بهذه المهمة كان يتم القبض عليه فكان يفضل أن تقوم المرأة بهذا الدور خلال فترة الحروب.

تبرع بدمائها للجرحى

وأوضح الخبير العسكري والمدير الأسبق لإدارة الشئون المعنوية، أن المرأة كانت في بعض الظروف تتبرع بدمائها للجرحى، وظهر ذلك من خلال أطباء وهيئة تمريض مستشفى السويس الأميري، متابعا أنها كانت أيضا تطوع في مستشفى الهلال الأحمر، حيث تكونت العديد من اللجان النسوية للتبرع للجيش المصري، وقد وشاركن برواتبهن في التبرع للجيش بالمال والدم والعمل في المستشفيات لرعاية جرحى حرب أكتوبر، وهذا مايؤكد دور المرأة الذي برز بشكل كبير على مر العصور خلال الحروب المختلفة التي مرت على مصر

مصريات في كتاب "بطولات حرب أكتوبر"

سرد المشير حسين طنطاوي، القائد العام الأسبق للقوات المسلحة، خلال مادونه التاريخ، عن كثير من السيدات بأسمائهن ومواقفهم، ليؤرخ لأحد أدوار المرأة خلال الحرب مع إسرائيل وفي المشاركة في حرب أكتوبر المجيدة.

و ذكر القائد العام الأسبق للقوات المسلحة، في مذكراته التي نشرها بعنوان "بطولات حرب رمضان"، ليؤرخ لأحد أدوار المرأة خلال الحرب مع إسرائيل، حيث واصف ما جرى وقتها، كاتبا: "أطباء وهيئة تمريض مستشفى السويس الأميري الذين بقوا يذودون عن مدينتهم ويقاومون محاولات العدو الإسرائيلي لاقتحام المدينة.. رغم وجود حوالي 200 سرير في المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبًا و78 ممرضة، فقد ظلوا يعملون 24 ساعة يوميًا أثناء المعارك وما بعدها".ومن القصص المثيرة التي رواها المشير الراحل حسين طنطاوي القائد العام الأسبق للقوات المسلحة في كتابه "بطولات حرب أكتوبر"، عن هذه السيدة، أنها لم تكفها المخاطرة بروحها، بل أخذت ابنها معها لأماكن تمركز العدو وحملته على كتفها للتمويه، والأغرب أنها قامت بعملية الاستطلاع وطلبت قنابل أو أي سلاح يدمر دبابات العدو.

فرحانة.. شيخة مجاهدي سيناء

شيخة المجاهدين، أو فرحانة، هي السيدة السيناوية التي لقبت بـ شيخة المجاهدين في سيناء، لدورها ضد إسرائيل، من قبيلة الرياشات، ولها 4 أبناء، تعيش بمنزل في الشيخ زويد بشمال سيناء، والتي انضمت إلى منظمة سيناء العربية التي أنشأتها الحكومة المصرية وقامت بتدريبها العسكري، فكانت تستغل عملها في تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء في زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة.

نجحت شيخة المجتهدين، في نقل معلومات حول العدو الإسرائيلي، حيث نقلت صور ووثائق معسكرات بمنطقة ياميت وخريطة مطار الجورة، وبحسب المجموعة "73 مؤرخين"، فإن دورها كان مهمًا ومكملًا لمحاربة العدو واستنزافه قبل بداية حرب أكتوبر، لما قامت به من أعمال متميزة نالت بسببها نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتهاء الحرب.

الست فاطوم.. بنت السويس

ولم تختلف قصة "شيخة المجتهدين"، عن قصة الست "فاطوم" بنت محافظة السويس، التي لم تكن تملك أي إمدادات غذائية في ظل القصف والأوضاع الصعبة في مدن القناة خلال فترة حرب الاستنزاف، ولكن لم تمتنع عن تقديم يد المعونة إلى رجال المقاومة بالسويس، فقررت ذبح 10 دجاجات لرجال المقاومة المصرية، وذلك حسبما ذكر الكاتب الصحفي مصطفى عبيد في كتابه "هوامش التاريخ.. حكايات منسية".

وكانت السيدة فاطوم تضمد جراح المقاتلين وتنقل الذخائر رغم القصف المستعر والظروف الصعبة في مدن القناة وخلال فترة ما قبل حرب أكتوبر.

فلاحة فايد.. بنت الإسماعيلية

ومن القصص المثيرة التي رواها المشير الراحل حسين طنطاوي في كتابه "بطولات حرب أكتوبر" قصة السيدة المعروفة باسم "فلاحة فايد" التي كانت تقيم كذلك بمدينة فايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية، إحدى مدن قناة السويس، إلا أنها كانت بمثابة جاسوسة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تنقل أماكن تمركز الآليات والمجنزرات في منطقة فايد وسرابيوم قبيل حرب أكتوبر، كما أنها لم تكفها المخاطرة بروحها، بل أخذت ابنها معها لأماكن تمركز العدو وحملته على كتفها للتمويه، والأغرب أنها قامت بعملية الاستطلاع وطلبت قنابل أو أي سلاح يدمر دبابات العدو.

اقرأ أيضا: 180 يوم خلف خطوط العدو.. اللواء نصر سالم يكشف كواليس نصر أكتوبر المجيد