الطريق
السبت 11 مايو 2024 10:54 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خوفا من تجربة بعض كليات الطب.. تساؤلات عن مستقبل التعليم الصحي بمصر

التعليم الطبي في مصر
التعليم الطبي في مصر

أثارت نسب الرسوب العالية في بعض كليات الطب في مصر، خاصة في أسيوط وسوهاج، مخاوف وتساؤلات بين الناس حول مستقبل التعليم الطبي وجودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى؛ لذلك يتساءل الكثيرون عن السبب الحقيقي وراء تلك النتائج المتردية، وكيف يمكن أن تؤثر على العلاقة بين الطبيب والمريض، خاصة مع وصول نسبة الرسوب في بعض الكليات إلى 70%.

تلك الظاهرة تجعلنا نتساءل عن مستوى التعليم الطبي وعن مدى جاهزية الطلاب لممارسة المهنة الطبية بشكل صحيح وآمن لا يؤثر على المرضى، حيث يبدو أن هناك حاجة ماسة إلى إجراء تقييم شامل لمناهج الدراسة وأساليب التدريس في هذه الكليات، بالإضافة إلى توفير التحفيز والدعم اللازم للطلاب ليحققوا أداءًا أفضل.

وبحسب متخصصون، فإن ضعف جودة التعليم في مجال الطب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في المستقبل؛ لذا، يجب أن يكون هناك اهتمام جاد من الجهات المختصة لحل هذه المشكلة وتحسين مستوى التعليم الطبي في الجامعات المصرية.

وفي هذا السياق، يشير الدكتور علاء رمضان، اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى أن النتائج المتدنية في بعض كليات الطب في مصر تحتاج إلى دراسة دقيقة قبل التسرع في إصدار أحكام نهائية، خاصة أن هذه النتائج لا تمثل جميع الكليات الطبية في البلاد.

ويطالب رمضان في تصريحات لـ "الطريق" بإجراء بحث شامل لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذه النتائج واستخلاص الدروس المناسبة، مشددا على ضرورة نشر النتائج النهائية بشكل عام وذلك للتعرف عما إذا هذه النتائج السلبية جاءت بسبب حدوث صعوبة في الاختبارات، أو مستوى الطلاب، أو عوامل أخرى هي التي أثرت على هذه النتائج المتدنية، موضحًا هذا البحث المستقبلي سيساعد في فهم القضايا الجذرية واتخاذ الإجراءات الصحيحة لتحسين مستوى التعليم الطبي في الجامعات المصرية.

فيما أكد الدكتور عز العرب أن التعليم الطبي في البلاد يظل في أمان، مشيرًا إلى أن مثل هذه النتائج المثارة لن تؤثر على مستقبل التعليم الطبي في مصر.

وأوضح عز العرب في تصريحات لـ "الطريق" أن فترة الدراسة في الكليات الطبية تمتد لسبع سنوات كاملة، مما يجعل من الصعب جدًا اجتيازها بالغش، مؤكدا أنه من غير الممكن تمامًا للطلاب أن يحصلوا على درجة البكالوريوس في الطب عن طريق الغش، مشيرًا إلى أن نظام الدراسة في هذه الكليات يختلف تمامًا عن الثانوية العامة، وأن التقييم لا يتم فقط على الأداء الشفهي أو الكتابي.

وحذر عز العرب من الترويج لأفكار ومخاوف تؤثر سلبًا على الأطباء المصريين في الخارج، داعيًا إلى ضرورة إبراز الصورة الإيجابية للطبيب أمام المرضى المصريين وأمام العالم، مشددًا على أن مصر تمتلك كوادر طبية مميزة بالكفاءة في الداخل والخارج.

وأشار عز العرب إلى جهود مصر المستمرة في تطوير التعليم الطبي ورفع مستوى الطبيب المصري، مؤكدًا أن هناك تقييمًا مستمرًا وتعديلًا في مناهج الدراسة في الكليات الطبية المختلفة لمواكبة النظم العالمية، بما في ذلك زيادة عدد ساعات التدريب والأسر الطبية بالمستشفيات الجامعية، مع توفير الأجهزة الطبية والمعامل والمستلزمات اللازمة لخدمة الطلاب والمرضى.

من جهته، أكد الدكتور أحمد رشوان، مسؤول الرعاية المركزة بمستشفى الفيوم، أن النتائج التي تم الكشف عنها فيما يتعلق بمسألة الغش في بعض كليات الطب لا يمكن تفسيرها بالكامل من خلال مسألة الغش وحدها، موضحا أن هناك جوانب أخرى قد تكون لها دور في هذه النتائج.

وأشار رشوان في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن السنة الدراسية الأولى في كليات الطب قد تكون غير واضحة أمام الكثير من الطلاب، وأن البعض لا يزال غير مستوعب لما هو عليه داخل الكلية وكيفية العمل فيها، مؤكدًا أن هذه النقطة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التناقش في هذه القضية.

وأوضح مسؤول الرعاية المركزة أن هناك مشكلة أكبر من مجرد قضية الغش، وهي اختيار الكلية الجامعية، مشددًا على أهمية أن يختار الطالب الكلية التي يراها مناسبة لقدراته واهتماماته، بدلاً من الضغوط الاجتماعية أو رغبة أولياء الأمور.

وسأل الدكتور رشوان عن السبب في دفع أبنائنا لدراسة كليات معينة بدلًا من اختيار مجالات يرون فيها إمكانات لهم، مشيرا إلى أن هذه النقطة تعد أهم بكثير من مسألة الغش، وأنها في كثير من الأحيان تكون السبب الرئيسي وراء الغش، كما أشار إلى قضية تسريب الامتحانات المتكررة وأثرها على نسب الرسوب في بعض الكليات الطبية، موضحا أن هذا يمكن أن يكون السبب الرئيسي وراء الأزمة الحالية.

وفيما يتعلق بمستقبل التعليم الطبي وخدمات الرعاية الصحية، أشار الدكتور رشوان إلى أنه لا يجب القلق بشأن تأثير هذه النتائج على الخدمات الصحية، مؤكدًا أن هناك مراحل عدة يجب أن يمر بها الطالب قبل أن يصبح طبيبًا مؤهلاً لممارسة المهنة، وأن التعليم الطبي يتطلب تفرغاً واجتهاداً كبيرين من الطلاب.

اقرأ أيضا:

إنجاز تاريخي.. مصر تبدأ عصر الطاقة النووية بتركيب مصيدة قلب المفاعل في محطة الضبعة

موضوعات متعلقة