الطريق
السبت 11 مايو 2024 11:42 مـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إنجاز تاريخي.. مصر تبدأ عصر الطاقة النووية بتركيب مصيدة قلب المفاعل في محطة الضبعة

محطة الضبعة
محطة الضبعة

بفخر واعتزاز، تشهد مصر خطوات مهمة نحو تحقيق الحلم النووي المصري السلمي. تزامنًا مع الاحتفالات باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة، حيث بدأت مصر بشكل رسمي عملية تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، إذ تمثل هذه الخطوة الكبيرة إحدى الإنجازات البارزة التي تشكل جزءًا من مشروع الطاقة النووية الضخم الذي تنفذه مصر بهدف تلبية احتياجاتها المتزايدة للكهرباء بشكل مستدام وفعّال.
وتعتبر مصيدة قلب المفاعل واحدة من المعدات الرئيسية في مشروع المفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتقدم 3+، وتمثل هذه المعدة أحد أهم العناصر في نظام الأمان لمحطة الضبعة النووية، حيث تهدف إلى ضمان التشغيل الآمن والمستمر للمحطة. تم تركيب مصيدة قلب المفاعل في مبنى الوحدة النووية الأولى، وهذا يعكس التقدم الكبير الذي تحقق في تنفيذ المشروع.
وقد استغرق تصنيع مصيدة قلب المفاعل حوالي 14 شهرًا في روسيا الاتحادية، حيث تم تصميمها على شكل نظام حماية فريد يتم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل، علما بأن هذا النظام يساهم بشكل كبير في رفع معايير الأمان النووي، ويضمن الحفاظ على سلامة واستقرار محطة الضبعة النووية.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار جهود مصر الرامية إلى تحقيق استدامة إمدادات الكهرباء وتلبية احتياجاتها المتزايدة للطاقة. تمثل مصيدة قلب المفاعل نموذجًا للتعاون الدولي والتكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة النووية، إذ أن وصول مصيدة قلب المفاعل إلى مصر يعكس التزام البلاد بتعزيز الأمان النووي وتطوير قدراتها في مجال الطاقة النووية، ويشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية في هذا القطاع المهم.
هذا ويأتي تركيب مصيدة قلب المفاعل في إطار استمرار تنفيذ مشروع الطاقة النووية الضخم بمحطة الضبعة النووية، الذي يهدف إلى توفير إمدادات مستدامة من الكهرباء لتلبية احتياجات مصر المتزايدة للطاقة.
بدوره، أعطى الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إشارة البدء الرسمية لعملية تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، حيث يأتي هذا الحدث الكبير تزامنًا مع الاحتفالات باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة.
وأثناء فعاليات تركيب المصيدة، أكد الدكتور أمجد الوكيل أن هذه اللحظة تعتبر بادرة عظيمة ومعبرة عن التزام مصر بتطوير الطاقة النووية واستخدامها لتوليد الكهرباء، مشيرا إلى أهمية تزامن هذا الحدث مع اليوم الوطني لانتصارات أكتوبر، الذي يجسد فيه المصريون عزيمتهم الصلبة والعزيمة الوطنية القوية.
وأوضح الوكيل أنه خلال فترة قصيرة نسبيًا، تم تحقيق خمسة إنجازات رئيسية على موقع المحطة النووية بالضبعة، بدءًا من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى في يوليو 2022، ومرورًا ببدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية في نوفمبر من نفس العام، ووصولا أولى أجزاء مصيدة قلب المفاعل في مارس من العام الحالي، كما تم تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في مايو، وها هو يتم تركيب أول معدة نووية طويلة الأجل بمحطة الضبعة النووية، كما تم التخطيط أيضًا لبدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة خلال العام الجاري.
وأكد الوكيل أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء تحقق إنجازات متتالية تعكس التزامها وتفانيها في تنفيذ مشروع الطاقة النووية بمصر، موضحا أن هذا الحدث يبرز جهود هيئة المحطات النووية والمقاول العام الروسي في تنفيذ مشروع الضبعة النووي بموجب الجدول الزمني المتفق عليه، مشددا على أهمية الصبر والتفاني والعمل الجاد في تجاوز التحديات التي تواجههما.
ومن جهته، قال الدكتور رجب محمد، أستاذ الفيزياء النووية، إن هناك اهتماماً رئاسياً بالطاقة النووية في مصر، موضحا أن هذا الاهتمام يظهر بوضوح في مشروع الضبعة النووية الذي حقق تقدماً ملحوظاً." مشيرا إلى وجود مفاعلات صغيرة وبحثية أخرى في مصر، ولكنه يرى أن مشروع الضبعة بعد إكماله سيكون نقلة نوعية لمستقبل الطاقة النووية في بلادنا.
وحول أهمية الطاقة النووية لمصر ومدى الاستفادة منها، أشار محمد في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن الاستفادة من الطاقة النووية ذات أهمية كبيرة وتعددية، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى دخول هذا المجال بقوة، فلا يمكننا تحقيق التقدم الصناعي إلا بامتلاكنا للطاقة النووية.
وفيما يخص مشروع الضبعة، أكد محمد أن هذا المشروع له أهمية كبيرة لمصر، ونسأل الله أن تستطيع مصر استكماله على خير، مؤكدا أن هذا المشروع سيكون نقلة نوعية كبيرة لبلادنا، ومؤكدا أن رؤية الإنشاءات الجديدة في المشروع تؤكد حرص مصر على دخول عالم الطاقة النووية بقوة واستمرارية.

اقرأ أيضا:

رياح أكتوبر من مصر إلى غزة.. المقاومة الفلسطينية تضرب إسرائيل بـ«طوفان الأقصى»

موضوعات متعلقة