الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 11:10 صـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسرار المقابلات الشخصية

في المقابلة الشخصية، هناك الكثير من الأسئلة الخادعة، التي لا تبحث عن إجابة محددة، قدر ما تسعى لكشف شخصيتك، ومعرفة طريقة تفكيرك، وتعاملك مع مختلف المشاكل والضغوط. وبالتالي، تحديد صلاحيتك لشغل المنصب الجديد أم لا.

وفيما يلي، سؤالان من أشهر وأكثر الأسئلة خداعا، ومع أنك غير ملزم بالإجابة بنفس الطريقة التي اتبعناها، فعلى الأقل، استرشد بها في سبيل إعداد إجابة خالصة بك، كي لا تفاجأ، أو تتلعثم، وتضيع عليك فرصة العمل التي كنت تحلم بها بمثل هذه البساطة.

السؤال الأول: ما رأيك في مديرك السابق؟

انتظر، لا تبدأ في سرد خبراتك السابقة مع مديرك القديم، مهما كانت القصة، فهذا هو أكثر الأسئلة خداعا في المقابلات الشخصية. سوف ينظر إليك مدير المقابلة نظرة متفحصة، منتظرا منك أي رد فعل منطوق أو غير منطوق، لقياس مستواك الفكري والأخلاقي.

لذا، عليك أن تأخذ نفسا عميقا، وتبدأ أولا بالاعتراف بفضل مديرك السابق على خبراتك المكتسبة، ومهاراتك، وإعطاء مثال على ذلك، ومدى تأثيره في كفاءة عملك. على سبيل المثال: "كان لمديري السابق الفضل في اكتساب مهارات إدارة المشروعات، فهو من علمني كيفية تقييم المهام، وتحديد الوقت الأمثل، والمصادر المطلوبة".

أما إذا سألك عما تأخذه على مديرك السابق، أو النقاط السلبية فيه مثلا، فيمكنك التطرق للأمر من باب الإضافة لا الذم. مثل أنك كنت ترى مديرك يهتم أكثر بإجراءات المهام عن النتائج. لكن يجب أن ينتهي كلامك دائما بالاعتراف بفضل مديرك السابق عليك، وامتنانك للعمل معه.

من الممكن أيضًا أن يتبع هذا السؤال، سؤال اختبار آخر هو: ألم تكن بينك وبين مديرك السابق أي خلافات؟

مرة أخرى، لا تتسرّع بالإجابة، ولا تخف من ذكر الخلاف بصورة موضوعية، تعرض الحدث والخبرة المكتسبة منه. مثلا: "نعم، لقد كان خلاف في الماضي، لكنه ليس خلافا كبيرا. فقد ظهرت بعض من مشاكل عدم التواصل الكفء بيننا، لانشغاله المستمر، ما أدى لعدم وصول صورة مكتملة بخصوص عملي، لذا قررت الحديث مباشرة معه، وتحديد نظام تقرير أسبوعي لإعلامه بمستجدات العمل". فقط ركز في إجابتك على موضوعيتك في حل الخلاف، واستعد للسؤال التالي.

السؤال الثاني: ما دراستك السابقة؟

من الأسئلة المعتادة في المقابلة الشخصية، أسئلة الخلفية الأكاديمية، ومقدار تأثيراها على خبرات الموظف ومستواه، ورغم أنه قد يبدو في غاية البساطة، ففي بعض الأحيان، يصبح السؤال الأصعب على الإطلاق. فكم من خريجين قرروا تغيير مسارهم الوظيفي، من أجل فرصة أفضل، أو مهارة أكبر.

فقد يعتقد البعض أنه بترك مجال تخرّجه، واختياره مجالا آخر، يقطع آخر صلاته بمؤهلاته الدراسية، لكن على العكس فإن ذلك يعطيه ميزة مختلفة عن أقرانه في ميدان العمل، فأي خبرة تضاف للإنسان، سواء كانت قريبة أو بعيدة عن مجال عمله، تخطّ خطا جديدا في مهاراته، لذا إن سُئلت عن خلفيتك الأكاديمية، فلا تتردد في إعطاء نبذة عنها، وكيف ميّزتك في مجال عملك.

يحب مديرو المقابلة الشخصية أيضًا، رؤية نظرتك المستقبلية للدراسة الأكاديمية، فهي عامل أساسي إلى جانب الخبرات المكتسبة، لتطوير المهارات، وزيادة قيمتك المهنية. لذا إن كانت مهنتك تستدعي تطويرا أكاديميا مستمرا، فعليك إعداد خطة لتحقيق ذلك، وتحديد أهداف يمكن الوصول إليها في المستقبل القريب. يمكنك عرضها على مدير المقابلة، بشكل موجز، دون إغفال أن قيمة التعلم هي ما تمكننا من نوال أهدافنا بمنتهي اليسر.

أهم نصيحة في المقابلة الشخصية بصفة عامة، أن تركز فيما تقول، ولا تتسرع، ولا تميل للتهريج، وإنما كن متزنا وقورا، كي تقنع مدير المقابلة أنك الشخص المناسب للمكان المناسب.

اقرأ أيضا: أين تجد السعادة؟