”الطريق” في سجن النبي يوسف.. معجزات السراديب المقدسة والبقرات السمان

ظاهرة غريبة فى سجن النبى يوسف بـ«أبوصير»
حجرة الزنزانة لا تقبل السقف الخرسانى.. والأهالى: فهمنا الرسالة
الأهالى: وضعنا سقفًا خشبيًا «مثقوبًا» ليهبط الضوء كل ليلة على سرير النبى يوسف بالسجن
زائر يكشف لـ«الطريق» كيفية الحج بسجن يوسف.. والدعاء المبروك
الأهالى: سجن يوسف أوقف «حرامية مواشى» وطارد منقبى الآثار فى منامهم
لأول مرة «الطريق» تكشف سر البقرات الـ٧ العجاف والتوابيت المجهولة
مشهد مهيب، يجمع كل زوجات كبار الرجال المسؤولين فى مصر بمكان واحد، ارتصت النساء حول مائدة طولية بها أطباق من الفاكهة أمامهن، وبحانب كل طبق سكين لإحداهن، تخرج عليهن امرأة جميلة تدعى زليخة، زوجة عزيز مصر، وتطلب من كل واحدة أن تمسك فى إحدى يديها السكين، وفى اليد الأخرى ثمرة من الفاكهة الموضوعة أمامهن.
طلبت منهن فى وقت واحد أن يقطعن الثمرة بالسكين، وفى تلك اللحظة نادت على شخص من الداخل ليخرج حاملًا طبقا من الفاكهة، ليمشى بينهن، ويبدأن فى تقطيع الفاكهة حتى يصل السكين إلى أيديهن ولم تشعر أى منهن بالألم إلا بعد خروج ذلك الشاب الوسيم من الغرفة.
لتستفيق كل واحدة على ألم يديها، وتترك السكين بسرعة محاولة أن توقف النزيف الغزير، وهنا تتحدث زوجة العزيز قائلة: « قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ».
وعلى الجانب الآخر، جلس الشاب الوسيم وهو يتضرع ويدعو الله قائلًا: «رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين»، فاستجاب له ربه ودخل السجن بأوامر عزيز مصر، خوفا على سمعته من كلام الناس عن علاقة زوجته بالغلام الذى رباه بين جدران قصره.
سجن يوسف
وضع يوسف عليه السلام نبى الله فى السجن، وذاق ألوانا من العذاب داخل سجن منف «البدرشين حاليًا»، لكنه لم يستسلم على الرغم من محاولات امرأة العزيز أن تراوده عن نفسه وأن ترجعه عن قراره، لكنه استعان بذكر الله على مكائدها.
كان يجلس كل يوم على «مصطبة» السجن ليدعو الله أن يلهمه الصبر، ويصلى، لينتبه له كل من حوله ولما يفعله، ويبدأوا بالتجمع حوله ليتحول سلوكهم بشكل كبير، ويصبحوا أكثر تقوى وورعًا.
فى قرية أبوصير التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، بالقرب من الهرم المدرج، توجد غرفة من الطوب الأحمر موضوع عليها لوحة من الخارج، كتب عليها جملة «سجن يوسف» باللون الأزرق، بداخلها كتلة حجرية تحتها سرداب سرى، سقفها خشبى، بسيط التكوين، يحرسها باب حديدى صغير أسود اللون.
تتغير أحجار الغرفة وتهدم كل فترة ليقام مكانها غرفة أخرى جديدة، حتى لا يضل موقع سجن أجمل الخلق أجمعين سيدنا يوسف عليه السلام، لم يكن المكان تحت حراسة وزارة الآثار قبل ذلك، لكنه الآن محمى بحراسة تابعة لها.
معجزات السجن
يؤكد أهالى قرية أبوصير على معجزات المكان، وعلى أنه بركة قريتهم بأكملها، والدعاء فيه مستجاب، لم يخيب الله لأحد منهم رجاءه طالما يدعو داخل السجن، وكأن عبق يوسف باقٍ فيه حتى الآن.
يقول محمد علاء، صاحب الـ40 عاما، من عرب أبوصير، إنه لطالما سمع من أجداده عن بركة سجن «زويرا» الذى سجن فيه سيدنا يوسف عليه السلام، ودعا ربه أنه مهزوم فانتصر، وأصبح عزيز مصر بعد أن ذاق المرار فى سجونها.
وأضاف «علاء» فى تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أن المكان لا يحتمل وجود سقف فوقه، وكلما وضعوا سقفا وجدوه ينهار من تلقاء نفسه بعد مدة ليست بالكبيرة، ففهم الأهالى أن المكان يحب دخول الضوء إليه، فاعتمدوا سقفا خشبيا مفرغا من بعض الأماكن فى الأعلى حتى يدخل منه الضوء للسجن.
ومن جانبه قال ملاك فاضل، مدير مدرسة زوسر لصناعة السجاد، إن السجن مبارك، والدعوات فيه مستجابة، وبهذا أصبح سجن يوسف قبلة المحتاجين للدعم والملحين فى الدعاء، ليستقر به الأهالى ليلا ونهارا، كما يدخلون بالدور حتى يقضى لكل منهم حاجته.
وأضاف فاضل فى تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أن كل من تظن أن ولدها أصيب بمس أو سحر تأتى بـ«أطره»، وتضعه داخل السجن لمدة سبعة أيام كعدد البقرات الثمانى والعجاف لتفاجأ بعودة ولدها إلى حالته الطبيعية.
حكايات الأجداد
حكى محمد اللمعى، أحد أبناء قرية أبوصير، عما قاله له جده وهو كفل صغير، من حكاوى حول سجن يوسف، وسرد له قصة عن لصوص سرقوا بهائم من حظيرة بالقرب من السجن، وعند مرورهم به لم يستطيعوا أن يخطوا خطوة أخرى، وعقدت أرجلهم حتى الصباح، إلى أن اكتشف الأهالى الأمر، ومن وقتها لا يقترب اللصوص من المنازل الموجودة بمحاذاة السجن.
وأكمل اللمعى قائلًا: «الجبل عندنا معروف بالآثار المدفونة فيه، قبل الحكومة ما تيجى وتعمل سور حوالين السجن كان فيه ناس كتير بينقبوا عن الآثار، وكل ما كانوا بيقربوا من السجن كانت بتحصل معجزة، وهى إن الرملة بتدفن المكان تانى لوحدها، وبيجيلهم تحذيرات أثناء النوم حتى لا يقتربوا من السجن لأنه مكان مقدس».
مقابر عجول السرابيوم
يوجد بالقرب من سجن يوسف والهرم المدرج مقابر السرابيوم، والسرابيوم يعنى (ضريح الإله سرابيس)، وهو مسمى يونانى يطلق على (سرابيس) الإله المصرى القديم الذى يرمز للحب، أى (الثور أبيس)، وكلمة «سرابيس» كلمة مركبة تجمع بين الإله «أوزير»، والإله «حب».
و«سرابيوم سقارة» هو مجموعة من الممرات الموجودة تحت الأرض، التى خصصت لدفن مومياوات «العجل أبيس» فى توابيت كبيرة من الجرانيت، بعد أن تحنط، لتدفن بكاملها ومعها أفخم المجوهرات.
وممرات السرابيوم منحوتة فى باطن الأرض لمسافة 380 مترا، تتفرع منها حجرات جانبية بها 24 تابوتا للعجل أبيس وزن الواحد منها حوالى 65 طنًا، ولم يعد يبقى منه سوى «الدهاليز السفلية» التى تضم مقابر «العجل أبيس المقدس»، وترجع بداية تاريخها إلى الأسرة 18 والعصر المتأخر.
لكن يظن أهالى البلدة أن تلك المقابر هى للسبع بقرات العجاف والسبع بقرات السمان التى رآها حاكم مصر فى منامه، وكانت السبب فى خروج يوسف عليه السلام من السجن، بعد تأويله لرؤيا الحاكم.