في عيد الأم.. رسائل مصابي كورونا لأمهاتهم من حجر مرسى مطروح
انضم عيد الأم هذه العام إلى مناسبات عديدة، أفقدها "فيروس كورونا" متعتها الإنسانية، وفرض مرارته على سائر الأسر بدون سابق معرفة لفقدانه ثقافة الاستئذان، ليجبر أمهات مصابيه بغلق أبواب القلب أمام أي فرحة، واستبدالها بباب الاشتياق للابن الغائب إجباريا لعزله صحيا.
تواصل "الطريق" مع أبناء محافظة الأقصر ممن متواجدين في العزل الصحي بمرسى مطروح، لكشف تفاصيل مكالمات تليفونية البديل للتواصل المباشر، مع ذويهم من الأمهات في عيد الأم.
قال محمد خيري، أحد المصابين بفيروس كورونا، من الأقصر بكوفيد "١٩"، إنه يحرص في ٢١ مارس" عيد الأم"، على مباركة والدته بعيدها السنوي، متمنيا لها دوام الصحة والسعادة والسلامة.
وحول الظروف الاستثنائية ذات الأصول الصحية، والتي تسبب فيروس كورونا في فرض حصار إجباري على تواصله المباشر بأسرته وحرمانه من التواجد بين عائلته لمشاركة أمه هذه اللحظات والمشاعر الطيبة، عبر "خيري" عن حزنه واستياءه الشديدين لعدم مشاركتها عيدها وشراء هدايا لها كما كان يفعل، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا من مستشفى النجيلة بمرسى مطروح على اشقاءه وذلك لشراء هدية لها استشعارا منه بالواجب الأسري والقدسي تجاه والدته.
فيما حرص محمد كامل تم احتجازه هو الآخر، على ذمة العزل الصحي، بالحجر الصحي في مرسى مطروح، على والدته لمباركاتها وتهنئتها بعيد الأم، ولا يختلف "كامل" عن "خيري" في طريقة التعبير عن مشاركة والدته في شراء الهدية عن طريق وسيط حتى لا يكون هناك عازل يحول بينه وبين عادته السنوية التي لطالما حرص على رسم الابتسامة على وجه والدته، فكلف أحد اشقاءة بإعطاء والدته "نقودا" لشراء ما تهواه لنفسها، مشيرا إلى إنه لا يجيد فن اختيار الهدايا.
وأضاف أنه يعلم تماما بأن والدته لن تفرح بعيدها هذا العام بسبب عزلي صحيا، فهذه طبيعة الأمومة وأعلم جيدا طباع أمي الإنسانية.
وينطبق الحال على محمد محمود، طباخ الباخرة المصابة بفيروس كورونا، حول طريقة التواصل مع والدته ومباركتها لوجود حائل صحي يمنع تواصله بشكل مباشر، مشيرا إلى أنه أخبر زوجته بشراء عباية لوالدته واهداءها لها تقديرا منه على حبه لها وإخلاصه لوالدته على ماقدمته له ولاشقاءه طوال الفترة السابقة.
