الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 04:04 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

شارك في غزوات الرسول برغم العرج.. تعرف على قصة الصحابي عمرو بن الجموح

أرشيفية
أرشيفية

صحابي جليل، أخر الأنصار إسلاما، خرج للحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من ما يعانيه من عرج في قدمه، من سادة بني سلمة في يثرب، إنه عمرو بن الجموح.

نسب عمرو بن الجموح

عرف عمرو بن الجموح أنه سيد بني سلمة، فهو ابن الجموح بن زيد بن حَرَامِ بنِ كَعْبِ بن غَنْمِ بن كَعْبِ بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن سَارِدَةَ بن تزيد بنِ جُشَمَ بن الخزرج الأنصاريُّ السَّلَمِيَ الغَنْمِيُّ من سادات بني سَلِمَةَ وأشرافهم، أمه رُهْمُ بنت القين بن كعب بن سواد، من بني سَلِمَةَ. وقد أسلمت وبايعت النبي محمد.


إسلام عمرو بن الجموح

ذهب سيدنا مصعب بن عمير إلى عمرو بن جموح في يثرب، وكان سيد بني سلمة قبل الإسلام، وكانت مهمة مصعب هي تعليم أهل يثرب الإسلام، فذهب إليه عمرو بن جموح وسأله "ما هذا الذي جئتمونا؟" فقال مصعب: "إن شئت جئناك، فأسمعناك القرآن"، فقال: "نعم"،  فقرأ مصعب أول سورة يوسف، فقال عمرو: "إن لنا مؤامرة في قومنا"، وأسلم معه عدد من الصحابة الذين تعود أصولهم ليثرب.

جعله الرسول صلى الله عليه وسلم سيدا على قومه، فقد روى البخاري في كتابه الأدب المفرد عن جابر أن النبي محمد سئل: "سيدكم يا بني سلمة؟ قلنا: "جد بن قيس، على أنا نبخله"، فقال "وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن الجموح".

مشاركة عمرو بن الجموح في بدر

لما حان وقت للخروج إلى غزوة بدر، ودعا الرسول أصحابه وجدوا عمرو بن الجموح يهم بالذهاب معهم، فمنعوه لوجود "عرجة" في قدمه، وقال له أبناءه: "أنت رجل أعرج، ولا حرج عليك، وقد ذهب بنوك مع النبي"، فقال: "بخ! يذهبون إلى الجنة وأجلس أنا عندكم!".

وقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأة عمرو بن الجموح: "كأني أنظر إليه موليا، قد أخذ درقته، يقول: اللهم لا تردني إلى أهلي خزيا فأسرع للخارج وذهب للرسول وقال له "يا رسول الله، إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة"، فقال النبي محمد: "أما أنت، فقد عذرك الله تعالى ولا جهاد عليك"، فرفض وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنيه: "لا عليكم أن لا تمنعوه؛ لعل الله يرزقه الشهادة".

استشهاد عمرو بن الجموح

وعندما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد وقال "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، فقام عمرو وهو أعرج، فقال "والله لأقحزن عليها في الجنة"، فظل يقاتل هو وابنه في المعركة حتى استشهدا.

 ودفن عمرو بن الجموح مع عبد الله بن عمرو بن حرام في قبر واحد، وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم الشهداء، قال: "انظروا إلى عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا، فاجعلوهما في قبر واحد"، وكان يعرف قبرهما بقبر الأخوين.

اقرأ أيضاً: أمر فيصل مكافحة الإرهاب بحرب تحرير الدرنة: ”عشماوي نظم العمليات لمدة ثلاث سنوات وأحببت شخصية منسي”.

وفي عام 49 هجريا، حدث سيل أصاب موضع قبر الصحابي الجليل عمرو بن الجموح، وعندما أخذ الصحابة الجسدان وجدوا أن حالتهما كأنهما دفنا بالأمس.