إنسانية القائد.. الرئيس يخاطب جنوده «جنبًا سلاح»

يظل الرئيس عبد الفتاح السيسي، حريصًا على مد حبال الود إلى كل فرد من أفراد الشعب، بعيدًا عن امتيازاته الاجتماعية أو نوع وظيفته أو انتمائه الديني، أقول هذا عندما أتابع بتركيز سلوك الرئيس السيسي الذي قد لا يلتفت إليه البعض لشدة بساطته وفرط عفويته، فربما لم يلاحظ البعض ما فعله الرئيس السيسي، أمس، في أثناء وجوده في المنطقة العسكرية الغربية، خلال تفقده الاصطفاف الخاص بالقوات المسلحة في المنطقة الغربية العسكرية، في سيدي براني، بمحافظة مرسى مطروح، عندما ذهب لإلقاء خطابه، وقبل أن يبدأ يأمر قائد طابور: «جنبًا سلاح»، بعد ما كانوا في وضعية «كتفًا سلاح»، أي ضع السلاح جانبك ولا تظل شاهرًا إياه.
ماذا يعني هذا؟
يعني ببساطة شديدة شعور الرئيس بأن هؤلاء الجنود، يُلزم وقوفهم منتصبين بسلاحهم على أكتافهم لفترة قد تطول إلى ساعات، إلا أن الرئيس شعر نحوهم بالشفقة وأراد أن يخفف عنهم من بعض هذه المراسم العسكرية الشرفية، وأن يرفع من روحهم المعنوية، فأمرهم أن يضعوا السلاح جانبهم دون تكليف أو شعور بالحرج، في سلوك إن دل فإنما يدل على ما يحمله الرئيس من مودة صادقة ومحبة خالصة لكل ابن من أبناء القوات المسلحة، وما يعمر به قلبه من عاطفة جياشة بالحب تجاه كل ما هو مصري، وكيف لا وهو من يبكي بمجرد أن يضع يده في يد أرملة شهيد أو أم مصرية؟!
الواقعة الثانية التي تدل على إنسانية الرئيس السيسي هي ما حدث أثناء زيارته منطقة التجمع الخامس، عندما فوجئ باصطدام دراجة بخارية يستقلها شابان عاملان، بإحدى سيارات الأجرة، ما أدى إلى وقوع الشابين أرضًا وإصابتهما بكدمات متفرقة، وعلى الفور أمر الرئيس حرسه الشخصي بإحضارهما، وبمجرد أن عرف أنهما يعملان في طائفة البناء والمعمار، داعبهما بقوله: «عمر الشقي بقي، والحمد لله إنها جت على قد كده»، وأمر لهما بخوذتين من أجل حمايتهما.
أما الواقعة الثالثة فكانت في حي الأسمرات، عندما تصادف مرور الرئيس مع سيدتين في الحي، لم تتمالكا نفسيهما من الدهشة بمجرد أن رأتا الرئيس أمامهما، فأصرتا عليه أن تضايفاه بكوب شاي مصري بالنعناع، وجالسهما بمنتهى الود والمحبة يأخذ معهما ويعطي من أطراف الحديث عن معيشتهما وكفاحهما من أجل مواجهة الحياة، وبعد أن مشى بسيارته أمر بتوقفها وعاد إلى السيدتين وأعطى لكل سيدة من جيبه الخاص ما قدره الله عليه، وهو بينه وبين ربه.
هذا إنسان يحرص على أن يلملم شمل الجميع حول مائدة الوطن، مسخرًا حكمته وباذلًا عطاءه لكل مصري سواء كان عاملًا أو جنديًّا أو أمًّا أو أختًا أو ربة منزل أو موظفة، ويصر على معايشتهم ومجالستهم ليختلط عرقه بعرق أبناء هذا البلد وترابها الزعفران.