الطريق
الأحد 19 مايو 2024 01:43 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ملك الإفيهات وعازب السينما.. حكايات وأسرار في حياة عبد السلام النابلسي (صور)

عبد السلام النابلسي
عبد السلام النابلسي

"الكونت دي نابلوز"، أو "ملك الإفيهات"، ألقاب حملها أحد أهم نجوم الكوميديا وصناع الضحك في تاريخ السينما المصرية، إنه الفنان عبد السلام النابلسي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته في مثل هذ اليوم عام 1968.

 

في شهر أغسطس من عام 1899، ولد صانع الضحكة لأسرة من أصل فلسطيني عاشت في لبنان، وببلوغه العشرين من عمره، أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، إضافة إلى إتقانه للفرنسية والإنجليزية.

 

عبد السلام النابلسي أديب وكاتب

في عام 1925، عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة، ومنها مجلة مصر الجديدة والصباح، فلمع ككاتب وأديب قبل أن يقتحم عالم التمثيل، حيث كتب العديد من مقالات ذات طابع فني في المجلات الأدبية والصحف.

 

عبد السلام النابلسي على المسرح

كانت بداية مسيرته الفنية نحو عالم الفن من على خشبة المسرح، حيث عمل النابلسي مع فرقة "جورج أبيض"، وكان أول عرض يقدمه بعنوان "يوليوس قيصر"، كان الدور تراجيدياً بامتياز.

 

عبد السلام النابلسي والتراجيديا

في بدايته بعالم الفن لم يكن أبدا عبد السلام النابلسي الذي لطالما عرفناه بأدواره الكوميدية لكنه كان ميالاً أكثر للأعمال التراجيدية، لتكن بدايته بعدما رشحته المنتجة الكبيرة آسيا داغر، ولأول مرة لدورٍ تراجيدي صغير، من خلال فيلم "غادة الصحراء"، عام 1929، لتكون بداية سجل أعماله في عالم السينما.

بعد نجاح النابلسي في غادة الصحراء استكمل مشوراه التراجيدي وفي الفترة من 1932 إلى 1936، شارك في عدد من الأفلام التراجيدية، منها "الضحايا"، و"شبح الماضي"، و"الهارب"، و"عندما تحب امرأة"، "العزيمة"، و"وراء الستار"، و"ليالي القاهرة"، و"بائعة التفاح"، و"انتصار الشباب"، و"الجنس اللطيف"، و"الفنان العظيم".

 

من التراجيديا إلى الكوميديا 


بحلول عام 1938 كانت النقلة المهمة في مشواره الفني، بعدما رشحه المؤلف بديع خيري والمخرج كمال سليم لشخصية الشاب الأرستقراطي الذي يميل الى حياة اللهو والمجون في فيلم "فريحة"، أمام حسين صدقي وفاطمة رشدي وأنور وجدي، ومن هنا بدأت شخصية عبد السلام النابلسي التي عرفاه الجمهور.


ومن التراجيديا إلى الكوميديا، شق النابلسي طريقه في عالم الفن ليكون من أهم صانعي الضحكة في تاريخ السينما منافسًا أهم نجوم جيله من الكوميديانات مثل إسماعيل يس،  وعبد الفتاح القصري ونجيب الريحاني صاحب شخصية "كشكش بيه"، وعلي الكسار.

 

واستكمالا لشخصيته في فيلم فريحة مع إصافة بعض العناصر الخاصة به كون وصفته الفنية المركبة التي ميزته عن الجميع، ليصبح من أهم نجوم الكوميديا على الشاشة الفضية.

 

عام 1956، ومن خلال فيلم "أرض السلام"، برع النابلسي، وحقق نجاحًا كبيرًا في شتى أنحاء الدول العربية، من خلال تجسيده دور الرجل الفلسطيني الذى يعيش مع عشيرته تحت الاحتلال الإسرائيلي، ما جعله بعدها يخوض أول بطولة من خلال فيلم "حب وإنسانية"، أمام الفنانة برلنتي عبد الحميد، في نفس العام.

بعدها أنتج فيلم "حبيب حياتي" في سنة 1958، وقدم فيه شخصية الناصح الأمين للصديقه المتهور، ثم قدم "حلاق السيدات" عام 1960، والفه بتسفه واستعان فيه بالفنان إسماعيل ياسين في دور ثان، كنوع من الدعم لعبد السلام النابلسي في أول بطولة له.

رحيله من مصر إلى لبنان

عام 1960 رحل النابلسي إلى لبنان بعدما ازدات مشاكله مع الضرائب، وعام 1963 أصبح مديرًا للشركة المتحدة للأفلام، وشارك في أفلام مثل "فاتنة الجماهير"، "أفراح الشباب"، وأهلاً بالحب".

زواجه بعد لقب عازب السينما وإفلاسه


تزوج هناك بعدما وصل عمره إلى الستين من عمره من إحدى معجباته جورجيت سبات، بعدها كانت الصدمة بعد أن أعلن بنك "انترا" في بيروت إفلاسه وكان يضع كل أمواله في هذا البنك.

 

أخفى مرضه من أجل الفن

كان يشعر بقرب موته، حتى أنه كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وفي مثل هذا اليوم عام 1968 لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، وبعد وفاته بأيام قليلة، كشفت زوجته أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أُشيع ولكنه كان مريضًا بالقلب منذ 10 سنوات، وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم.