الطريق
الخميس 9 مايو 2024 11:16 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هشام علام مغتصب أم بريء؟.. جريمة هزت الوسط الصحفي: شهادات مرعبة من صحفيات عن التحرش والابتزاز (القصة الكاملة)

هشام علام
هشام علام

"ه.ع" رمزٌ مختصرٌ انتشر في البداية لشهادة ضد أحد الصحفيين المصريين متهمًا إياه بالاغتصاب والتحرش، وهو الاتهام الذي تبعه اتهامات وشهادات أخرى من صحفيات ضد "ه.ع" الذي اتضح أنه صحفي الاستقصاءات المشهور هشام علام، الذي خرج مدافعًا عن نفسه ومهددًا من يتهمونه بالملاحقة القضائية.

الأمر كله بدأ مع شهادة نشرتها مجهولة لم ترد الإفصاح عن اسمها، عبر موقع "المدونة" يوم 17 أغسطس الجاري، تتهم شخصاً رمزت له باسم "هـ.ع." ووصفته بأنه "صحافي استقصائي معروف يقدم تدريبات في مؤسسة صحافية مصرية مستقلة شهيرة"، باستدراجها إلى مكان مجهول ومحاولة الاعتداء قبل تسع سنوات.

شهادة فتاة مجهولة ضد ه.ع تشعل الوسط الصحفي

الفتاة أكدت أنها كانت تعاني "خضة بنت من أسرة منغلقة على نفسها ولازم تتعلم إزاي تواجه عشان بتدرس صحافة، وده كان حلمي"، لتستمع لترشيح إحدى صديقاتها لهذا الشخص كونه متفتح ويساعدها، والذي أخبرها أنه درس علم النفس مبررًا أسئلته الجنسية لها، كما أنه لم يظهر بعد اللقاء الأول إعجابًا بها، إلا أنه في اللقاء الثاني صحبها إلى منطقة سكنية جديدة بحجة أنها مقر اجتماعاته.

الفتاة أضافت أنها فور دخولها الشقة تحول الشخص إلى وحش، أمسك حزام وضربها به وطلب منها نزع ملابسها، وازداد ضربه لها وأغلق فمها، وبسبب التشنجات التي أصابتها يأس منها ولم يستطع اغتصابها بشكل كامل، وبسبب ذهولها اضطرت للركوب معه في سيارته لأنه لم يكن أمامها خيار آخر في هذا المكان المعزول ليتركها في بداية أحد الجسور وأعطاها 20 جنيهًا وشتمها ورحل.

الشهادة المجهولة سببت صدمةً كبيرة، وبحثًا عن هوية الشخص، لتظهر بعدها بساعات شهادة عن طريق الصحفية إيمان عوف، التي نشرت مجموعة من الـ"سكرين شوتس" لمحادثات بين "هـ.ع." ومتدربة أخرى، حاول المدعو استدراجها بالإدعاء أنه يتبع أساليب "فرويد" النفسية، ليطرح عليها أسئلة جنسية.

هشام علام يظهر هويته ويدافع عن نفسه.. والشهادات ضده تتوالى من مصر وخارجها: اغتصاب وتحرش وابتزاز جنسي

قبل أن تظهر شهادات أخرى، خرج هشام علام معلنًا عن نفسه وأنه المقصود بالأمر، مؤكدًا أن الموقع الذي نشر الشهادة ضده وصاحبة هذه الشهادة خصم مجهول، وأن الاتهامات الموجهة إليه حملة ممنهجة، لافتًا إلى أنه يرفض التساهل مع هذه الجرائم ويدعو صاحبة الشهادة لإبلاغ السلطات، مهدداً بمقاضاة كل من ينشر أو يعيد مشاركة أي منشور يحمل هذه الاتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الرد جاء على علام بشهادات أخرى، نشرها موقع "المدونة"، حيث وصل عدد تلك الشهادات التي نشرت إلى 5 تتهم الصحافي الاستقصائي بالابتزاز لإقامة علاقة والتحرش والاغتصاب، ومن بين تلك الشهادات اثنتان لصحفيات سوريات، إلا أن أحدًا منهن لم تتقدم ببلاغ إلى السلطات المسؤولة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. تجديد حبس طالب الإعدادي مغتصب طفلة الدقهلية

المؤسسات التي يعمل بها ويتعامل معها هشام علام تباينت مواقفها بعد انتشاره وتصدر هاشتاج "هشام علام مغتصب" مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن موقع "درج" تعليق التعامل مع هشام علام في بيان قال فيه: "انطلاقا من التزامنا قولا وفعلا بقضايا النساء والعدالة الجندرية، وإيماناً بضرورة المساهمة في مكافحة العنف الجنسي، وذلك إلى حين جلاء الحقيقة كاملة".

درج تنهي التعامل مع هشام علام والجباية ببساطة تحذف فيديوهاته.. وأريج تدافع عن نفسها

برنامج "الجباية ببساطة"، وهو بودكاست تصدره شبكة العدالة الضريبية، أعلن حذف كل المحتوى المتعلق بهشام علام من صفحتي يوتيوب وفيس بوك (الذي لا يتعدى حلقتين) إلى ما بعد إتمام تحقيقات داخلية في مؤسسات شريكة وصديقة علمنا أنها بدأت في اتخاذ إجراءات للتحقيق في الاتهامات المتواترة ضد الصحافي المذكور".

أما شبكة "أريج" أخذت موقفًا مختلفًا، حيث نفت وقوع أي حالات تحرش جنسي خلال تاريخها، نافيةً ما ورد في شهادة لصحفية سورية عن محاولة علام اغتصابها أثناء ورشة عمل تابعة للشبكة في العاصمة الأردنية عمان في عام 2015.

وأكدت "أريج" عبر صفحتها على تويتر: "لم يحصل مرةً في تاريخ أريج، جريمة من هذا النوع أو غيرها أثناء أي من ورشاتنا التدريبية وداخل تدريباتنا أو نشاطاتنا التدريبية"، إلا أنها بعد الهجوم عليها بسبب عدم الإشارة إلى تحقيق داخلي في الشهادة المذكورة، قالت أريج: "تُذكر أريج بموقفها المبدئي والحازم بالوقوف إلى جانب ضحايا وناجيات التحرش، وخصوصاً بين الزميلات الصحفيات"، مضيفةً: "تدين أريج التحرش بأي شكل من الأشكال وتعتبره أمرا مرفوضا قطعا، وهو ما تؤكده مدونة السلوك وسياسة الجندر الخاصة بأريج، أما فيما يخص القضية مَثار الجدل، فإن الصحفي هشام علام لا يعمل على أي تحقيق أو مشروع مع أريج حالياً".

صحفيات مصريات.. حركة تطالب بالتحقيق مع هشام علام ومعاقبته وحماية الصحفيات

الأمر ازدادت سخونته مع تنظيم عدد من الصحفيات المصريات حملة ضد التحرش، وأصدرن استمارة للتوقيع عليها ضد التحرش، تحت مسمى "صحفيات مصريات"، وحددن 5 مطالب رئيسية:

1- فتح تحقيق داخل جميع المؤسسات الصحفية والجامعات التي عمل/ أو يعمل بها هشام علام، بما فيها نقابة الصحفيين، واتخاذ إجراء عقابي يتم الإعلان عنه للرأي العام.

2 - تشكيل لجنة مستقلة ومستدامة للمرأة داخل نقابة الصحفيين، تضم صحفيات عضوات بالجمعية العمومية للنقابة ومحاميات متخصصات في قضايا المرأة من خارج النقابة، للتحقيق في القضية المطروحة حاليا وأي وقائع مماثلة مستقبلا.

3- توقف نقابة الصحفيين فورا عن تنظيم تدريبات يقوم بها عليه هشام علام، لحين التحقيق في وقائع الاعتداءات الجنسية المنسوبة ضده.

4- إقرار نقابة الصحفيين سياسة لمكافحة التحرش والعنف الجنسي ضد الصحفيات سواء من عضوات النقابة أو العاملات في المجال من غير النقابيات.

5- دعوة جميع الصحفيات ممن تعرضن لهذه الجرائم إلى نشر شهادات ضد الجناة وتقديم بلاغات إلى جهات التحقيق القضائية.

نقابة الصحفيين تدعو الصحفيات لتقديم بلاغات في أي وقائع اغتصاب أو تحرش

مجلس إدارة نقابة الصحفيين المصرية بدوره، أصدر بيانًا أكد فيه رفضه التام وإدانته المطلقة لجرائم التحرش والاعتداء الجنسي التي وقعت في مصر وجرى الحديث عنها أخيرا، وذلك دون أن يذكر البيان أو يحدد المقصود من الوقائع، مضيفةً أن هذه الجرائم تقع تحت طائلة قانون العقوبات الذي جعل من النيابة العامة جهة الاختصاص الوحيدة القادرة على تحريك الدعاوى بشأنها واتخاذ المسارات القانونية اللازمة من تحقيقات ومحاكمات بما يفضي إلى توقيع العقوبة القانونية الواجبة على مرتكبيها.

وطالبت النقابة كل الزميلات والزملاء ممن لديهم علم أو أدلة أو شكاوى تخص هذه الجرائم المشينة، التقدم بما لديهم للنيابة العامة حتى لا يفلت الجناة بما اقترفوا، مؤكدةً تفعيل قانون النقابة فوراً وبشكل حاسم تجاه كل من تثبت إدانته في أي من تلك الجرائم المشينة من أعضائها، بشطبه من عضويتها.

هشام علام يرد مجددًا: كيف تغتال صحفيًا؟

هشام علام خرج للرد مجددًا على الاتهامات من خلال مقطع فيديو تحت عنوان "كيف تغتال صحفيًا"، نشره عبر صفحته الشخصية على موقع "تويتر" ظهرت من خلاله فتاتان تنكران كل التهم الموجهة للصحفي المصري.

وتحدثت الفتاة في الفيديو عما اعتبرته دليل على صدق كلامها، حيث أرسلت إحدى الشهادات، الخاصة بالصحفية السورية، التي تم نشرها عبر إحدى المدونات المتخصصة في هذا الشأن، وأنها من كتبت هذا الكلام دون أن يحدث، مؤكدةً أن عملية التوثيق من المدونة التي تنشر الشهادات ليست دقيقة، وأنها اتفقت مع صديقة لها على فبركة محادثة على أنها مع هشام علام، مع تغيير الصورة فقط، مؤكدةً أنها هي الصحفية السورية، التي قيل إنها أرسلت الشهادات بعد فبركتها؛ لتُثبت أن الأمر في مجمله ملفق، وأنها أرسلت شهادتين من الخمس التي تم نشرها.