من جمع الأحاديث إلى النفي والأذى.. كيف كانت رحلة الحياة مع الإمام البخاري؟

في عالم الفقه والحديث كان للإمام البخاري نصيب كبير، بما حباه الله عز وجل من معرفة وإيمان، لذلك كان له مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، ذلك تبقى ذكرى وفاته مناسبة مهمة بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
في طلب علم الحديث، انطلق الإمام البخاري في رحلته، عندما خرج مع أمه وأخيه من أجل أداء مناسك الحج، إلا أن أمه وأخيه عادا إلى مدينة بخاري في أوزبكستان، ولكن الإمام البخاري أصر على البقاء في الحجاز، لتكون نقطة البداية لرح في طلب الحديث.
في مكة المكرمة عاش الإمام البخاري 6 أعوام، لكي يتعلم من علماء الدين هناك، ثم بدأ رحلاته بين البلاد الإسلامية، كما أخذ يحاور المحدثين، ويجالس العلماء، ويعقد الجلسات، ويواصل جمع الحديث هناك.
بالرغم من مشاق الانتقال والسفر، إلا أن الإمام البخاري لم يترك بلدًا للعلم إلا وقد حل به، وروى عن كبار شيوخ الأحاديث، وأبرزها "المدينة، ومكة، وبغداد، وعسقلان، ومصر، وخرسان، ودمشق، وقيسارية".
اقرأ أيضًا: نقد البخاري في التراث الإسلامي.. ابن تيمية والسيوطي على رأس ائمة خالفوا ”الصحيح”
لم يكن الإمام البخاري يروي جميع ما يسمعه من الشيوخ، إلا أنه كان يدقق البحث، ومن أهم الشيوخ المعروفين الذين روى الإمام البخاري عنهم العلم "أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو حاتم الرازي، والإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن معين، ويحيى بن معين".
في وفقة عيد الفطر في 30 رمضان 256هـ، رحل الإمام البخاري، بعد معاناة كبيرة من وأذى تلقاه على يد والي مدينة بخاري، الذي أساء إليه، ونفاه لمدينة لخرتنك، إلا أنه كان صابرًا على البلاء حتى توفاه الله بعيدًا عن وطنه.