الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:43 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مع استمرار جائحة كورونا.. ”شبح جديد” يهدد بتسريح ملايين العاملين من وظائفهم (صور)

الروبوتات وفقدان الوظائف
الروبوتات وفقدان الوظائف

ترك وباء فيروس كورونا ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل، بما فى ذلك الكثيرين فى صناعة الضيافة والمطاعم، والتي شهدت ارتفاعًا في اعتماد التكنولوجيا الجديدة "الروبوتات" على تقديم الخدمات.

حيث أصبح يمكن لهذه الروبوتات تسجيل وصولك وتوصيل عصير البرتقال إلى غرفتك بالفندق، والإجابة على أسئلتك حول أشياء مفقودة أو تحتاجها، وتجهيز السوشي وتعبئة الآلاف من صناديق الاشتراك، وربما الأهم من ذلك أنهم محصنون تمامًا من Covid-19، وبينما يواجه الناس أوقاتًا عصيبة فى جائحة الفيروس التاجي، إلا أن الروبوتات تمر بلحظات ممتازة.

وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" تسببت جائحة Covid-19 فى جعل ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل خاصة أولئك الذين يعملون فى صناعات الخدمات حيث تشكل النساء والأشخاص الملونون "الروبوتات" الحصة الأكبر من القوى العاملة، وفى أكتوبر الماضي، كان 11 مليون شخص عاطلين عن العمل فى الولايات المتحدة، مقارنة بحوالي 6 ملايين شخص كانوا بدون عمل خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ظهور روبوتات كوفيد بالصور

وبينما يعاني البشر من خسائر قياسية فى الوظائف وحالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، أصبحت الروبوتات سلعة ساخنة، حيث أبلغ العديد من مصنعي التكنولوجيا عن زيادة الطلب على الروبوتات الخاصة بهم على مدار فترة الوباء، بدءًا من الآلات التي تشبه الطائرات بدون طيار التي يمكنها التجول فى الممرات لإجراء عمليات التسليم وبرامج خدمة العملاء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة استخدام عمليات تسجيل الخدمة الذاتية فى المتاجر الكبرى.

وتوقع تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنه بحلول عام 2025، قد تؤدي الموجة التالية من المرض إلى تعطيل 85 مليون وظيفة على مستوى العالم، وسيتم إنشاء وظائف جديدة ولكن "يجب على الشركات والحكومات والعاملين التخطيط للعمل معًا بشكل عاجل لتنفيذ رؤية جديدة للقوى العاملة العالمية".

وشهدت صناعة الضيافة ومنها المطاعم والكافيهات، التي كانت من أكثر القطاعات تضررًا من الوباء، ارتفاعًا واضحًا فى الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة أثناء الوباء، حيث تسمح الفنادق للضيوف باستخدام الروبوتات لتسجيل دخولهم، وتطبيقات للتحكم في التلفزيون ومفاتيح الإضاءة فى غرفهم، ويستخدم عدد قليل منهم روبوتات التوصيل لإرسالها إلى غرفة الضيوف عندما يريدون المرطبات.

اقرأ أيضًا: في ظل انتشار كورونا.. مرض قاتل يتوغل فى أفريقيا

وقال رون سويدلر، كبير مسؤولي المعلومات فى Gettys Group، وهي شركة استشارية لتصميم وتطوير الفنادق، إن المزيد من الفنادق تقوم بتجربة التكنولوجيا الجديدة خلال الوباء، ويقود سويلدر فندق الغد، وهو اتحاد من قادة الضيافة تم ترقيته فى منتصف الوباء للتفكير فى طرق لابتكار الصناعة، وتوصلت المجموعة إلى خمس "أفكار كبيرة" حول كيفية حاجة الصناعة إلى التغيير، وتعد التكنولوجيا الجديدة، بما فى ذلك الروبوتات جزءًا أساسيًا من الأفكار المطروحة.

وأضاف سويدلر، نقلاً عن فندق FlyZoo التابع لشركة Alibaba والمجهز بالكامل تقريبًا بالتكنولوجيا: "إن تكلفة "الروبوتات" آخذة فى الانخفاض، والتكنولوجيا تتحسن، ونشهد عمل الابتكار بفعالية فى أجزاء أخرى من العالم يمكننا نقلها هنا"، بداية من تسجيل الوصول إلى خدمة الغرف.

وفى حين أن فكرة الحصول على خدمات مشابهة من قبل BB-8 فى فندق قد تبدو غريبة، قال سويدلر إن فقدان الوظائف الدائم في الصناعة سيكون حقيقة واقعة حيث تتبنى الفنادق تقنيات جديدة لمحاولة توفير تكاليف العمالة.

وليس من الواضح ما إذا كان الطلب المتزايد على التكنولوجيا الجديدة قد تسبب بشكل مباشر فى فقدان الوظائف أثناء الوباء، لكن ورقة مناقشة نشرها بنك الاحتياطي الفيدرالي فى ولاية فيلادلفيا فى سبتمبر وجدت أن الوظائف "القابلة للتحول الروبوتي" وهى الوظائف التي يمكن استبدالها بالتكنولوجيا الموجودة فى التطوير أو متاحة بالفعل، كشفت أنه فقد 4.2 وظيفة لكل 100 وظيفة، ومن بين المهن التي يمكن تشغيلها آليًا كاتبة مكاتب الفندق وسائقي الحافلات ومندوبي مبيعات التجزئة، وفقًا للصحيفة.

وأثار مؤلفو الورقة القلق المشترك على نطاق واسع من أن الأتمتة التي تمت أثناء الوباء ستكون بديلاً دائمًا للوظائف.

وقال لي دينج، كبير المستشارين الاقتصاديين فى البنك الاحتياطي الفيدرالي فى فيلادلفيا والمؤلف المشارك للصحيفة: "كلما طال الوقت الذي تستغرقه السيطرة الكاملة على الفيروس، زادت احتمالية أن تصبح تقنية توفير العمالة دائمة، وفقدان الوظائف سيصبح خسائر دائمة".

وفى الوقت الحالي، لا توجد سوى أمثلة قصصية عن فقدان الوظائف الدائم بسبب الزيادة الطفيفة فى الأتمتة التي سببها الوباء، لكن تسريح المئات من عمال أكشاك الرسوم فى بنسلفانيا يقدم مثالًا واحدًا واضحًا على كيف يمكن للتكنولوجيا الموفرة للعمالة أن تكتسح الوظائف.