الطريق
السبت 4 مايو 2024 04:20 صـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الباحثة الدولية سارة كيرة لـ”الطريق”: تيد كروز قادر على إصلاح ما أفسده دونالد ترامب (حوار)

الدكتورة سارة كيرة
الدكتورة سارة كيرة

تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لواحدة من أهم وأقوى الصفعات التي عرفتها في تاريخها، "اقتحام الكونجرس وسرقة مقتنياته، والسبب دعوة وجهها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لأنصاره، للتظاهر وإعلان رفض نتيجة الانتخابات يحث فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.

ووسط مطالبات بتفعيل المادة الـ 25 من الدستور الأمريكي للإطاحة بالرئيس ترامب، خرج الجمهوريون يعلنون سخطهم ضده، والأهم أنهم حملوه مسؤولية ما حدث، والذي وصفوه بأنه ضربة للديمقراطية الأمريكية.

وللكشف عن موقف أنصار الحزب الجمهوري، وما إذا كانت تحاط بهم التخوفات على مصيرهم السياسي خلال المرحلة المقبلة، تحاور "الطريق" مع الدكتورة سارة كيرة المحللة السياسية والمتخصصة في العلاقات الدولية..

فإلى نص الحوار..

اقرأ أيضا : خبير إستراتيجي بالبنتاجون لـ”الطريق”: ترامب لم يحترم الدستور.. والشعب الأمريكي سيدفع الثمن

- هل بات هناك قلق على مصير الجمهوريين السياسي وفقدوا ثقة الشعب الأمريكي بعد هجمات الكونجرس؟

 

أولا لا بد من التأكيد على أن الثقافة الأمريكية تعتمد في المقام الأول على مبدأ حرية الرأي والتعبير، وأنصار دونالد ترامب يروا أنهم أعربوا عن رأيهم وموقفهم بحرية، ومن الممكن وصف ما حدث يوم اقتحام الكونجرس، بأنها محاولة من أنصار دونالد ترامب لكي يقولوا "نحن هنا" وقادرون على الاعتراض على نتيجة الانتخابات، لكن هذا لا ينفي أن طريقة تعبيرهم عن رأيهم كانت عنيفة جدا، وسبب العنف الذي تم ممارسته هو تصرفات ترامب خلال المرحلة الماضية، وتشكيكه في الانتخابات باستمرار ومزاعم ممارسات التزوير.

أما مصير الجمهوريين خلال المرحلة المقبلة فيتوقف بشكل أساسي على أداء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وسياسته في حل مختلف المشكلات والملفات الداخلية التي تواجهها أمريكا حاليا، التي تتمثل في فيروس كورونا وما خلفه من مشكلات اقتصادية، علاوة على البطالة.

- كيف يمكن تقييم الحرب الجارية حاليا في الولايات المتحدة؟

 

الحرب الجارية حاليا في الولايات المتحدة، "حرب سياسية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي"، فقد تحولت الأوضاع بينهما من صراع النفوذ بين الأحزاب لصراع على السلطة، فحتى هذه اللحظة ترامب لم يعترف بالهزيمة في الانتخابات، مما يعني أنه ما يزال على استعداد للدخول في حرب على السلطة والمنصب.

- هل حاول الجمهوريين تبرئة أنفسهم بإعلان سخطهم على دونالد ترامب؟

 

الأزمة لا تتعلق بالحزب الجمهوري أو أيا من أعضائه، فالأمر يتعلق في المقام الأول بشخص دونالد ترامب، فتبرأ الجمهوريين من تصرفاته وتأكيدهم على أنه تعمد ممارسة انتهاكات من خلال توجيه دعوات تسببت في حالة فوضى عارمة، هي محاولة منهم لإنقاذ أنفسهم وتجنب إلقاء اللوم عليهم، ولكي يفسحوا أمامهم المجال مجددا خلال المرحلة المقبلة للدخول في حرب الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولاية جو بايدن.

اقرأ أيضا : البيت الأبيض: عزل ترامب يزيد الانقسام بين الأمريكيين

- ما سر التمسك بتفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي للإطاحة بترامب؟

طلبات تفعيل المادة 25 من الدستور للإطاحة بدونالد ترامب حتى قبل مرور الـ 12 يوما المتبقين له، دليل على أن الحرب ضد شخصه هو والقضاء على أي فرصة أمامه للترشح مجددا في انتخابات الرئاسة، وبالفعل بات من الصعب عليه الترشح رئيسا لأمريكا مرة أخرى.

- هل من المتوقع خروج أنصار ترامب مجددا يوم حفل تنصيب جو بايدن خاصة بعد الدعوات التي وجهت للتظاهر يوم 20 يناير؟

ومن المستبعد جدا أن يتم تنفيذ أي من الدعوات التي وجهت للتظاهر في 20 يناير يوم تنصيب جو بايدن، فما حدث في يوم اقتحام الكونجرس لن يحدث مجددا، فقد اتخذت الشرطة جميع الاحتياطات اللازمة والتأمين اللازم، وتعلمت مختلف المؤسسات الدرس جيدا وأخذت حذرها حتى لا تتعرض البلاد لنفس الصفعة مرة أخرى.

- ما هي الورقة الرابحة التي يستلزم على الجمهوريين اللعب بها لدعم موقفهم السياسي في المستقبل؟

من مصلحة الجمهوريين للفوز في الانتخابات الرئاسية خلال المرحلة المقبلة، أن يلعبوا بورقة عضو الحزب تيد كروز، فهو يتمتع بشعبية كبيرة كونه يعود لأصول لاتينية وما يزال شابا في الأربعينات، وأؤكد مجددا لن يتم القضاء على الحزب الجمهوري أو الديمقراطي بأي شكل من الأشكال، فكل واحد منهم يشكل مؤسسة رئيسية في الولايات المتحدة، وتيد كروز قادر على إصلاح ما أفسده دونالد ترامب.