الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:38 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كشف مستور ”لؤلؤ”

طارق سعد
طارق سعد

منذ صدور الإعلان التشويقي الأول لمسلسل "لؤلؤ" واختراق صوتها آذان الجماهير ولم يهدأ هذا الجمع منطلقاً باحثاً خلف هذا الصوت فالأغلب لم يقتنع أن هذا الصوت الغنائي يخص بطلة العمل "مي عمر" فهو صوت يحمل بصمة خاصة ومختلفة.. صوت له مذاق تحمل موجاته بهجة وحالة مختلفة من السعادة.

لم يُرضى الجمهور الاستلام أمام وضع اسم "داليدا" على تتر المسلسل كـ "دوبلير" لأغاني "لؤلؤ" بالمسلسل فظل البحث مستمراً خلف "داليدا" ليكتشف الجمهور المفاجأة أنه أمام أكبر خدعة في تاريخ الدراما وربما السينما والمسرح أيضاً .. اكتشف الجمهور أنه أما شبح غير معروف ومحصن حتى لا يتم الوصول له وإفساد حالة التشويق والإثارة التي صنعها المخرج "محمد سامي" ببراعة لتخليق حالة من الجدل تخدم مسلسل زوجته "مي عمر" كأول بطولة لها وتبقى دعاية مجانية بطول وعرض الحلقات في خطة ذكية ومحكومة .... و"ملعوبة".

لم يستغرق الأمر أكثر من حلقات الأسبوع الأول ليتم كشف المستور وتظهر "لؤلؤ الحقيقية" وهي مطربة صاحبة صوت ساحر حمل نسبة كبيرة من نجاح المسلسل .. "نور عبد السلام" التي استطاعت أن تنفذ لقلوب الجماهير صوتاً فقط دون ملامح ولا شخصية معروفة .. مجرد "دوبلير" غنائي لتحقق ما لم تحلم به من نجاح .. وربما حلمت بما هو صعب المنال.

نجاح "نور" في إنجاح "لؤلؤ" كان ضمن خطة ذكية رسمها المخرج "محمد سامي" فالمطربة التي حققت الـ "تريند" داخل المسلسل هي نفسها التي حققته خارجه بنفس الأغاني وهو ما أعطى مصداقية للعمل وتحمساً شديداً لـ "نور عبد السلام".

يرى جزء كبير جداً من الجمهور أن ما حدث لـ "نور" كان هضماً وإجحافاً لحقها رغم كل ما حققته من نجاح لم يُنسب حقيقته لها حتى أنك في البحث عن الأغنيات تجدها باسم "مي عمر" وهو ما جعل الجميع ينادي بكشف المستور وظهور "لؤلؤ الحقيقية" وخروج "نور" للنور فما تحققه من نجاحات على مدار الحلقات بأغنيات متتابعة يلزمه أن تشعر به وبتأثيره ولكنها مكبلة بقيود الاتفاق الذي يمنعها من الظهور نهائياً أو الإعلان عن نفسها حتى نهاية عرض المسلسل.

قد يحدث وفاء بالوعد وتنطلق "نور" فنياً من نقطة هذا النجاح باسمها الفني الجديد الذي تم اختياره لها "داليدا" ويتم تقديمها للوسط الفني والجمهور بما يليق بنجاح كبير حققته وساهمت في تحقيقه أيضاً للمسلسل وهنا ستحصد "نور" تعب سنوات طويلة وشقاء لإعلان عن موهبتها وتصبح مكافأة تستحقها.

أما وإن لم يحدث وفاء بالوعد فماذا سيكون مصير "نور"؟ وهل ستستطيع إعادة حقوقها المسلوبة خاصة أن شركات الإنتاج وصناعة الموسيقى موضوعة على أجهزة التنفس الصناعي منذ سنوات وموجودة بالسُمعة فقط؟! "نور عبد السلام" هي واحدة من أجمل الأصوات التي ظهرت في السنوات الأخيرة وحققت أصعب نجاح لتثبت أن هناك فقراً في صناعة النجوم وفقراً في صناعة الموسيقى ضرب عروق الفن المصري ليس غنائياً فقط ولكن على مستوى جميع الفنون .. فكم "نور" موجودة كموهبة تمتلك من المواهب ما تبحث به ولو عن ربع فرصة لعرضها؟ كم هو حجم الإحباط الذي يصيب آلاف المواهب الحقيقية التي يموت إبداعها بحسرته على موهبة لا يلتفت إليها مغيبو الوسط الفني في ظل الإفرازات المستمرة دون توقف؟!

نجاح "نور عبد السلام" أو كما أسموها تخفياً "داليدا" وضع اليد على جرح كبير وغائر في جسد الفن وسلط الضوء على علة أصابته منذ سنوات طويلة حتى حكم الساحة من يستحق العمل في تنظيفها وابتعد أصحاب المواهب ليتراجعوا إلى صفوف المشاهدين ولكن بحسرة وألم على عمر ومواهب تضيع في سبيل تواجد من لا يستحق على حساب من يملك الحق!

السؤال الذي يفرض نفسه بعد "كشف مستور لؤلؤ"هو ماذا لو تم الانتباه لموهبة "نور عبد السلام" منذ أن حملتها وسعت بها من صناع فن حقيقيون وأين كان سيصبح موقعها الآن؟

الجميع الآن يترقب مصير "نور" بعد انتهاء عرض المسلسل بما فيهم "نور" نفسها .... الجميع الآن يحتفظ برصيد كافٍ لـ "نور" ومستعد لاستقبال الجديد دعماً واستحقاقاً ... أما هذه السطور فهي على رأس الترقب والدعم لما تستحقه فنياً "نور عبد السلام" المخبأة في ثوب "داليدا".