الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 07:19 مـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل أصبحت السُلطَة الرابعة بـ”عافية”؟ صحفيون يستعينون على الصحافة بمشاريع ”الأكل”

مطعم الصحفية ياسمين سعد
مطعم الصحفية ياسمين سعد

صحفيون محترفون، موضوعاتهم وأسماؤهم ملء السمع والبصر، لهم قُرَّاء ومتابعون عديدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قطعوا رحلة طويلة ومرهقة في بلاط صاحبة الجلالة، ثم قرَّروا -لأسباب مختلفة- اقتحام عالم الأعمال، تحديدًا مجال الأمن الغذائي، وفتح مشروعات أو المشاركة فيها، غير مبالين بمَنْ يرونها خطوة للوراء، أو انتقاصًا من سطوة الصحافة وهيبتها، أو "حلاوة روح" وتجربة تحمل بذور فشلها في أعماقها، فكيف كانت المغامرة؟ وما مبرراتها؟ وهل أصبحت مهنة الصحافة لا تُسمن ولا تُغني من جوع وعلى أصحابها هجرة السفينة الآن حالُا قبل تمام غرقها، أم أن للأمر أبعادًا أخرى تفوق البُعدَ المادي؟

الحكايات كثيرة ومتشعبة، حزينة ومبهجة، ومليئة بتفاصيل إنسانية تستحق أن تُروى وتنال حظها من التأمل والاستيعاب، فلنفتح آذاننا وقلوبنا ونبدأ الرحلة.

هشام يحيى

الجبنة أحسن من السلف أو تسوّل شغل من عيال "بتلاتة تعريفة"!

محبّو الجبنة الملّوي أكثر إخلاصًا من المصادر الصحفية!

اكتسبتُ قاعدة قراء جديدة لا تستطيع توفيرها الصحف والمجلات!

هشام يحيى

هشام يحيى، صحفي الفن العتيد وزميل الفنانين والمشاهير، صاحب رواية "قبض الريح" -التي كتب فيها شبه سيرة ذاتية فأرَّخ، دون أن يدري، للمجتمع المصري بأكمله- فاجأ متابعيه على فيس بوك منذ عدة أيام بإعلانه مشروعه الجديد: توزيع "الجبنة الملوي". والحكاية بدأت بهذه الكلمات: "نسيت أقولكم إني اليومين دول باعتبار إني بطَّلت شغلانة الصحافة واعتزلتها، ولازم أكل عيش، وأدبَّر مصاريف حياتي اليومية، بقيت بوزع جبنة، جبنة بيضا نوع فاخر، والنبي (بلاش الدهشة) اللي شايفها على وجوهكم دي! مش أحسن من إني أعيش على السلف، أو أتسول شغل من عيال (بتلاتة تعريفة)".

واستمر يحيي يحكي كيف وجد الجبنة الملوي أو كيف وجدته هي، وأحس كلاهما أن طريقهما واحد، فبدأ التدوير والتفتيش حتى تواصل مع أحد المعلمين في الصعيد لإمداده بها، قبل أن يبدأ الترويج لها عبر صفحته، وكيف استقبلها جمهوره بالترحاب، لكن هل فعلًا هجر يحيى الصحافة؟ يقول للطريق: "ومين قال إني هبطّل الصحافة؟! كل الحكاية إني أخيرًا وجدت الصحافة التي كنت أحلم بها؛ "صحافة الهواء الطلق" التي لا تقيدها قيود الصحافة الرسمية، ولا العقد النفسية عند بعض رؤساء التحرير، خاصة أنني لست مُعينًّا في جريدة، وليست لدي لتزامات أسرية، يعني أمتلك حريتي في أن أكون محررًا صحفيًا أو "بياع جبنة ملوي"، هذا المنتج التاريخي من صعيد مصر الذي فتح لي دائرة علاقات جديدة من راغبي المتعة في الأكل الصحي، وبالمناسبة هم أكثر إخلاصًا من بعض المصادر الصحفية، يكفي أن بعد أول طلبية عادة ما تصلني رسائل تشجِّعني وتشكرني على هذه الهدية. لا أتذكر أن هذا كان يحدث من (المصادر) إلا قليلًا".

والجبنة، كما يقول يحيي، لم تكن مصدرًا للمال فقط، وإنما كذلك باب للحواديت، إذا أتاحتْ له مساحات جديدة للتواصل الإنساني والتعرف إلى شخصيات جديدة أَثْرَوا حكاياته ودفعوه لتدوين قصصهم عبر صفحته التي يديرها على فيس بوك.

يقول: "في هذه الأيام، وأنا أستمتع بحواراتي مع "ناس من مصر"، اكتسبتُ قاعدة قرّاء جديدة، لن أجدها في صحف ومجلات هذه الأيام التي تعاني من التوزيع المتدهور بشكل مخزٍ يجلب العار لهذه المهنة، أو في صحف ومجلات عريقة توزيعها في الماضي كان يتجاوز الصحف العالمية".

لكن ماذا عن رد فعل الأصدقاء والدائرة المقربة، هل تلقّوا الأمر بصدر رحب أم كانت لديهم انتقادات؟ يؤكد يحيى: "وجدت التشجيع والتحفيز على الاستمرار من أصدقائي المقربين وأقاربي وكل المحيطين بي، لدرجة أن شخصيات أُقدِّرها جدًا وأحترمها تواصلتْ معي، لتعرض عليّ تمويل مشروعي ماديًا، وأصدقاء آخرين قاموا بالدعاية عن طريق صفحاتهم على فيس بوك ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي".

ضياء مصطفى

الصحافة لم تعد تكفي.. وضروري تشوف شغل تاني جنبها!

ما زال للصحفي احترامه.. وملاحقة "التريند" غيَّرت النظرةَ إلينا

الصحافة لم تعد ضمير الأمة.. ولولا أني أحبها لما صبرت عليها!

ضياء مصطفى

ومن تجربة يحيى المُشرقة التي ملأت وقته وحياته بالبهجة، إلى تجربة ضياء مصطفى، التي لم تكن على الدرجة نفسها من التوفيق.

ضياء صحفي شاب، عمل في عديد من الصحف والمواقع الكبيرة والصغيرة، من مدقق لغوي إلى محرر ديسك إلى صحفي فن، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليوفِّي نفقاته، فقرَّر ممارسة نشاط إضافي بمشاركة مجموعة من الأصدقاء، فافتتح مطعمًا صغيرًا في المهندسين للأكل البيتي، لكن في هذه المرة لم يكن مجال الأكل اختيارًا، إنما لأن الصديق الذي شاركه "يفهم في مثل هذه الأمور".

يقول ضياء: "استمر المشروع شهرين أو تلاتة، كان توزيع فقط، وكان ناجح وواعد، واعتمدنا في التسويق على صفحة فيس بوك اللي جمعت ٤ آلاف شخص في أقل من شهر، لكن المشكلة كانت في التزام عمال الدليفري".

وأكمل: "للأسف لم تكن النهاية سعيدة بسبب اختلاف وجهات النظر في الإدارة ومشكلات أخرى، اضطررنا للتوقف، لكن خرجت بدروس كثيرة مهمة ربما لم أكن لأتعلمها إلا بهذه الطريقة".

ثم قال محذّرًا: "مش أي حد يقدر ياخد خطوة المطعم تحديدًا، لأنها مُكلّفة ومحتاجة خبرة في الطبخ والتسويق وحساب هامش الربح بشكل جيد".

أما لماذا لم يستثمر في مجال قريب من مهنته، فلأنه "صعب الاستثمار في الصحافة أو الإعلام، تكاليف كتير ومفيش ربح، والهدف من الشغل الإضافي في النهاية هو الربح". ولو كان مشروعه قد نجح فهل كان طموحه أن يتفرغ له؟ يقول ضياء: "لا، ما كنتش هسيب الصحافة بشكل كُلّي، بس كنت ممكن أكتفي بكتابة حرة، لكن مستحيل أسيب الصحافة".

وأكَّد ضياء أنه حظي بالدعم من أصدقائه منذ أول لحظة، فالجميع يتفهم الظروف ويحترمون فكرة السعي عمومًا، ولفت إلى أن صحفيين زملاء كانوا يرقبون التجربة عن كثب، ويتابعون معه تطورها، حتى إذا أفلحت، كرَّروها، فأغلب الناس يعانون ويريدون فتح نافذة دخل جديدة، ثم أضاف بحسم: "الصحافة من الشغلانات اللي بقى ضروري تشوف شغل تاني جنبها".

ورفض ضياء فكرة أن الصحفي يجب ألا يعمل في مهنة أخرى، حفاظًا على هيبته، وفسَّر: "أي شغل في النهاية محاولة لتحقيق حياة أفضل، وفي الحقيقة أنا لا أنظر للصحافة على أنها ضمير الأمة، الصحافة بشتغلها لمجرد إني بحبّها، وبستمتع بده، وغير كده ما كنتش صبرت عليها ودوَّرت على شغلانة تانية فورًا".

واستطرد:" "لسّه فيه نظرة احترام للصحفي، وفرحة بين العائلات والأصدقاء لما حد منهم يكون صحفي، الجري ورا التريند يمكن غيَّر نظرة البعض لينا، وإن كان همّ اللي بيتفاعلوا مع التريند ويخّلونا نجري وراه، لكن الأزمة الأكبر هي نظرة المصادر لينا بسبب عددنا الكبير حاليًا، وعدم إدراك كثيرين لطبيعة الشغلانة لأنه لم يعد هناك تدريب أو تعليم".

وعن روشتة علاج هذا الوضع، لخَّص ضياء: "عشان الصحفي يرجع زي ما كان، لازم يمتنع عن نشر البيانات الصحفية وأخبار السوشال ميديا وحضور الحوارات المجمعة، وفي ظل غياب تطوير المؤسسات وعدم الاستفادة من وسائل التواصل بشكل أكبر وفتح مصادر تمويل جديدة، هتفضل الشغلانة بالوضع ده".

ياسمين سعد

أشعر أنني لم أُقدَّر في مهنتي.. والصحفي إنسان يريد أن يعيش!

صحفي الكشكول يعمل ١٢ ساعة بالسُخرة بأقل راتب ممكن!

وفِّروا حياة كريمة للصحفي ثم انتقدوه بعد ذلك!

الجري وراء "الترافيك" أعطى انطباعًا بأن الصحفيين يطاردون "الأخبار الصفراء" فقط!

أما الصحفية ياسمين سعد، فصاحبة تجربة مختلفة، إذا اختارت العمل في مجال المطاعم، لأنها تحب الأكل بالفعل وهوايتها الطبخ، وتعتبره شغفها الثاني بعد الصحافة، لذا لم تتردد عندما أخذت قرار العمل الإضافي لتحقيق الاستقرار المادي، أن يكون مشروعها: مطعم "بنت سعد".

مطعم صغير للساندويتشات التيك أواي، اختارت له ياسمين شارع الهرم، بعد دراسة وتفكير واستشارة أهل الخبرة، والرجوع إلى أسرتها التي تدير معها المشروع، وتقول بضمير الغائب على صفحتها بفيس بوك: "المختلف في التجربة، إنه مطعم عيلة، لما تروح المكان هتلاقيها هي وعيلتها بيستقبلوك ويتكلموا معاك ويقولوا لك ألف هنا".

لم تكن رحلة الصحافة التي امتدت ١٢ عامًا سهلة على ياسمين التي تخرجت في كلية الإعلام بتقدير جيد جدًا، وعملت في صحف كبيرة مثل المصري اليوم والتحرير، وقدَّمت موضوعات لا يزال القراء يذكرونها، مثل قصتها عن الناجي الوحيد من سفينة تيتانيك التي جعلت اسمها يُوضع على الموقع الرسمي للسفينة، فهل تضحّي بكل هذا من أجل العمل الحر؟

ترفض ياسمين مجرد الفكرة، وتؤكد أن مشروعها لا يعني تخلّيها عن الصحافة أبدًا، لقد جرَّبت ذلك بالفعل عدة مرات، وكانت في كل مرة ترجع إليها، ما جعلها توقن أنها قدرها.

وعن الشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يُقرر أن يفتح مشروعًا خاصًا، تقول ياسمين: "ليس الجميع قادرًا على اتخاذ هذه الخطوة، لأنها تحتاج إلى جرأة كبيرة، ومخاطرة بكل شيء، وبعض الناس يعتبرون المخاطرة نوعًا من الحماقة، ويفضِّلون أن يعيشوا في أمان، في الظروف المعتادين عليها يوميًا"، لكنها لم تكن من هؤلاء.

فكيف استعدَّت ياسمين؟ وما المسار الذي ألزمت نفسها به كي تصل إلى هذه اللحظة؟ تقول: "للإقدام علي أي مشروع يجب بحثه بتأنّ، وفهم مراحله من البداية للنهاية، ومعرفة أن الخطوات ستتغير مع الوقت، وأن الحياة على أرض الواقع ستختلف، ومع ذلك يجب أن تكون مستعدًا لكل ذلك قبل البدء، والأهم: امتلاك السعي والإصرار والاستعانة بأهل الخبرة".

وعكس التجربتين السابقتين، قالت ياسمين إن عددًا محدودًا من أسرتها هو من دعمها في البداية، في حين كانت الأغلبية "خائفة من الخسارة، ومن تدني مستواي، باعتبار أن العمل في مجال غير الصحافة خطوة للوراء، ولذلك انتظرتُ فترة حتى نسوا هذه الفكرة، وذهبت وحدي لمعاينة المحال، وأجَّرت واحدًا وجهّزته بنفسي مع شركة خاصة بتجهيز المطاعم، حتى انتهيت ثم أبلغتهم، وهم حتى الآن خائفون!".

وأكّدت ياسمين كلام ضياء في ما يخص ما وصلت إليه المهنة: "أعتقد أنها للأسف أصبحت ضرورة لمعظم الصحفيين أن يمارسوا عملًا آخر إلى جانب الصحافة، لأن مرتَباتها غير مجزية، كما أنها غير آمنة، وطوال الوقت هناك "تسريحات" دون سابق إنذار".

لكن إذا كانت هذه هي الحال، فلماذا لا يزال هناك إقبال على كليات الإعلام؟ توضّح ياسمين: "لأن الطلبة ينبهرون بما يرونه علي شاشات التلفاز، ويظنون أنهم سيحصلون علي هذا البريق والوهج، وبعضهم يظنون أنهم سينقذون العالم يتحقيقاتهم الصحفية علي غرار فيلم spot light، لكن هذا لا يحدث على أرض الواقع، مع ذلك، فإذا عاد بي الزمن فسأدخل كلية الإعلام، فالصحفيون يولدون وهم معجونون بحبها، إنها شغف لا ينتهي".

كورونا وظروف اقتصادية ضاغطة والتزامات لا تنتهي، ومتربصون ومترقبون للفشل، لم يكن الأمر سهلًا أبدًا ولم يُتَّخذ القرار بين يوم وليلة، تقول ياسمين: "اسلتزم الأمر سنتين كي أنفّذ المشروع أخيرًا، فالأمر كان كله عقبات، بداية من رفض عائلتي للفكرة والتعليقات المحبطة المستمرة، وخوف شركائي وانسحابهم، وارتفاع أسعار المحال، وكذلك مشكلة كوني بنتًا، فالناس يستضعفون الفتيات ويميلون لاستغلالهن، حتى الجيران رفضوا المحل، لكنني صمَّمتُ، والآن بدأ الشغل في المطعم الحمد لله ويسير بشكل جيد".

استشعرتُ في صوتها مرارة ما، فسألتها عن سرِّها، قالت: "لا يسعني إلا الشعور بأنني لم أقدَّر في مهنتي، فقلة الوظائف الصحفية تخلق إحباطًا كبيرًا، ولكني أصبحت الآن صاحبة مشروع، أتمنى أن يصبح سلسلة من المطاعم، وسعيدة به للغاية".

وتابعتْ: "أقول لمن يرى العمل في غير المجال الصحفي تقليلًا من شأننا: كفاكم تعليقات سخيفة ومحبطة، العمل عبادة، والصحفي إنسان يريد أن يعيش، وفِّروا له مكانًا ثابتا براتب محترم، يمكّنه من عيش حياة كريمة، ثم انتقدوه بعد ذلك وقللوا من شأنه، العمل ليس عيبًا، وهذه النظرة عفى عليها الزمن".

وأكَّدت أن تغير نظرة المجتمع للصحفي واقعًا يعيشه الجميع، بسبب عوامل كثيرة، منها "الجري وراء الترافيك، والصحافة التي تعتمد على التريند ما أعطى انطباعًا للقراء أن جميع الصحفيين يسعون وراء الأخبار الصفراء فقط"

وبعد لحظة تفكير قالت: "لا أستطيع أن أنكر أن هناك مؤسسات تهتم بصحفييها، المؤسسات الكبيرة فقط، أما البقية فيعملون بنظام صحفي الكشكول الذي يعمل ١٢ ساعة بالسخرة بأقل راتب ممكن، غير الدخلاء على المهنة التي لم تعد قاصرة على خريجي الإعلام، والشللية التي تسيطر على الموقف، فالصحفي لا يشعر باحترامه من مؤسسته، ولا يحصل علي راتب جيد، كما أن التارجت المطلوب منه يجبره على الجري وراء المصادر وتعظيمهم أكثر من اللازم، فكيف سيحترم الناس الصحفي وتكون له هيبته في ظل هذه الاوضاع؟".

....

بالصحافة والعمل الحر، يحاول الصحفيون الثبات في أماكنهم والالتزام بالدفاع عن القضايا التي يُؤمنون بها، دون أن يسمحوا للظروف الصعبة أن تثنيهم عن عزمهم، أو تفرض عليهم اللعب وفق قواعد مختلفة لا يرضونها. ربما تمرَّ المهنة بفترة صعبة لكن ذلك لم يكن مبررًا كافيًا لهم كي يتخلوا عما ارتضوه لأنفسهم، بل لعل ذلك مما يرفع درجة التحدي في نفوسهم ويشجِّعهم على الاستمرار في القبض على الجمر، إنها ليست مهنة سهلة وهم يعرفون ذلك منذ أول يوم، لكنه الحب والإخلاص لصاحبة الجلالة والشغف الحقيقي بما يفعلون وثقتهم في وجود قارئ ما، في مكان ما، ينتظر ما يكتبونه من القلب كي يزداد وعيًا ويتغير يومًا للأفضل.

للتواصل مع الكاتب