الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 08:06 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الاغتصاب الزوجي.. المرأة ليست متاعًا والرجل ليس ماكينة فلوس!

على خلفية اعتراف زوجة مغنٍ شهير -منذ فترة- بأنه اغتصبها زوجيًا، ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل بخصوص المصطلح، بين رافضٍ له ومستنكرٍ أن يكون ثمة شيء كهذا في علاقة رضائية بين زوج وزوجته، ومتفهم له، ومُقر به وراغب في سنِّ قانون يُنصف المرأة ممن ينتهكها ولو كان زوجها!

العلاقة الزوجية نعمة من الله ولا تُنال النِعَم بالغَصْب

يقول الشيخ محمود سليم، الأستاذ بالأزهر الشريف: "العلاقة الزوجية نعمة من نعم الله سبحانه، ولا يُتصوَّر أن تُنَال النعم بالغصب، فلا يجوز للرجل أن يأتي زوجته عنوة، أو دون رضاها، أو على سبيل العقاب وإيقاع الضرر الجسدي والنفسي بها. يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 223 من سورة البقرة (وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ)، وهو ما فسره العلماء بالتمهيد للعلاقة من المداعبة والتقبيل لتهيئة المرأة وتحضيرها، فكيف تتفق هذه الصورة الإنسانية مع الإجبار والاغتصاب!"

ويكمل: "أين ذهبت المروءة والنخوة؟! فالرجل الحقيقي لا يمكن أن يجبر أي أحد على أي شيء لا يرضاه، فكيف بأهل بيته وحبيبته وأم أولاده!"

وتحكي بسنت أشرف، طالبة، عن جارة لها كانت دائمة الهرب إلى منزلهم من زوجها، لأنه -على حد قولها- ينتهكها في أي وقت، تتابع: "كانت تحكي أنه لا يبالي برفضها إقامة العلاقة من عدمه، ويأخذ ما يسميه حقه الشرعي في أي وقت، حتى لو بكت واستعطفته أو أخبرته أنها متعبة ولا تجد في نفسها رغبة لذلك"، وأكدت بسنت أنها عندما كانت ترفض بشدة وتبكي وتصرخ كان ينهال عليها ضربًا ويخبرها أن الملائكة سوف تبيت وهي تلعنها".

ماذا يفعل الرجل عندما تمتنع عليه زوجته؟ يزني؟

ويرفض أمجد الشرقاوي، محاسب، المصطلح ويقول: "على المرأة أن تُرضي زوجها في أي وقت، فهذا زمان فتن، والمُغريات محيطة بنا من كل جانب، فماذا يفعل الرجل عندما يثار ويريد إقامة علاقة مع زوجته، وترفض؟! هل يزني ساعاتها مثلا؟!"

وأكمل: "لا بدَّ أن تفهم المرأةُ رجلَها من نظرة عين، وتبذل كل طاقتها لإرضائه، فهي "ستر وغطا" عليه".

وتُشايعه أميرة متولي، ربة منزل، في رأيه، وتؤكد أنه حتى لو كانت المرأة متعبة فلا بد أن تتحرَّى رضاء زوجها، ولا تُحوجه لغيرها، وتكمل: "الرجل لا يمكنه أن يصبر على العلاقة، ولا بد أن يكون هناك تفاهم بينه وبين زوجته، هذه المواضيع محرجة لكن لا بدّ من الحديث عنها بصراحة، وحل أي خلافات بشأنها كي لا تحدث مشكلات لا يمكن حلها بعد ذلك".

لا بد أن تشرح المرأة التي ترفض العلاقة السبب لزوجها

في حين يرفض عمر مصطفى، صحفي، أن يكون أي شيء بين الزوجين مبنيًا على العنف، سواء العلاقة أو غيرها، ويتابع: "مودة ورحمة، هذا عنوان العلاقة منذ أول يوم، ولا يتفق العنف والإجبار مع المودة أو الرحمة، لكن عندما ترفض المرأة العلاقة فواجب عليها أن تفسِّر سبب رفضها، هل هي مريضة أم لا تشعر بالرغبة أم متعبة، المهم أن يكون هناك سبب منطقي أمام الزوج، كي يتفهم".

بعض النساء يعاقبن الزوج برفض العلاقة

وتلفت سحر مصطفى، مبرمجة، الانتباه إلى نقطة مهمّة بقولها: "للأسف بعض النساء يتَّخذن من الامتناع عن العلاقة وسيلة لعقاب الزوج، أو إجباره على تنفيذ طلب بعينه، أو تأديبه لخلاف وقع بينهما، وهو اتجاه خطير يمكن أن يدفع الزوج للثورة عليها وأخذ حقه الشرعي بالعنف".

وتتابع: "كثير من المشكلات يكون ظاهرها شيء عادي، لكن باطنها عدم التوافق الجنسي، ووجود خلافات بين الطرفين لا يستطيعان التصريح بها، ولكنها تظهر في صورة عُنف موجّه من الطرف الأقوى للطرف الأضعف، أو امتناع عن العلاقة، وصولًا لاستحالة العشرة في النهاية".

المرأة ليست متاعًا ولا تنتقل ملكيتها من أبيها لزوجها بورقة

وتؤكد الدكتورة سهيلة راشد، أستاذة علم النفس، أن الاغتصاب الزوجي، وجميع مظاهر العنف ضد المرأة تنبع عمومًا من فكرة أن المرأة مِلك للرجل، وتنتقل ملكيتها من أبيها إلى زوجها بورقة الزواج، ما يجعل الرجل أكثر اجتراء عليها وعلى حقوقها، سواء الجنسية أو الشرعية، وأضافت: "وكذلك فكرة أن الرجل مموِّل أو ماكينة فلوس والمرأة مُربّية أطفال، ولذا فله أن يأخذ ما يشاء مقابل ما يُعطي، والمرأة التي لا تعمل ليس أمامها إلا الانصياع لزوجها وإلا ألقاها في الشارع هي وأولادها بلا عائل أو معين".

وحذَّرت: "لا بدَّ من تغيير هذه الأفكار الرجعية، وتأكيد أهلية المرأة وتمتّعها بكامل الحقوق في العلاقة، وتساوي ما تقدمه مع ما يقدّمه الرجل، فهي شركة يبذل كل طرف فيها ما بوسعه لإنجاحها، كي يستطع الزوجان التعامل مع المشكلات التي تواجههما بذكاء وفاعلية ودون منٍّ أو أذى أو تحكّم، وإكمال الطريق دون مطبّات تقصم الظهر".

إن الله سبحانه وتعالى عندما خلقَ حواء من ضلع آدم، إنما أراد أن يلفت انتباهنا إلى أن الرجل والمرأة أحدهما من الآخر، وتقتضي الخلافة وإعمار الأرض الاتفاق بينهما لا الخلاف، والتعاون لا التناحر، وتفهّم احتياجات الآخر لا التعالي عليها أو تجاهلها، وإن جاز لنا أن نجمع كل هذا في كلمة واحدة فسوف تكون: الحب، فالحب هو الضمانة الوحيدة في هذا العالم كي نستطيع إكمال الطريق الشاقة، فمن أُوتي الحب فقد أُوتي جِمَاع كل شيء، ومن حُرِمَه اجترأ على كل مفسدة، ولم يرع الله في كبيرة ولا صغيرة، فأهم ما يجب العمل عليه في العلاقة إفشاء الحب كي تهون كل مصيبة ويُحلّ كل خلاف وترقّ الأخلاق وتتواضع النفوس وتتفق الغايات.

اقرأ أيضًا: هتركب بـ40 جنيها.. تعرف على موعد الكارت الذكى للمواصلات” النقل الأخضر”