الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:19 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف عبرت قوات الجيش المصري من جحيم النابلم بقناة السويس في نهار رمضان؟

ذكرى حرب العاشر من رمضان
ذكرى حرب العاشر من رمضان

في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة، في يوم العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، شرارة ملحمة جديدة سطرها الجيش المصري لتنضم إلى سجله التاريخي المسطر بحروف من نور، لينهي أسطورة الجيش الذي لايقهر.

ووسط إعداد وتجهيز متقن للغاية، تفاجأ العالم ببراعة وبطولة الجيش المصري الذي نجح في التعبير عن نفسه أمام العالم، وإثبات أنه لا أحد يستطيع أن يقف أمام إرادة الشعب المصري وتلقين العدو الإسرائيلي درسا لا ينسى، في ملحمة اعتبرها البعض أفضل معركة في التاريخ الحديث.

ملحمة جوية

وبقوة ممزوج بإرادة وطنية وبعزيمة إيمانية، عبور قواتنا المسلحة من الضفة الثانية من قناة السويس وتدمير خط بارليف وإجبار العدو الإسرائيلي على التراجع بعد تلقيهم شر هزيمة، جاء ذلك في الوقت الذي نفذت فيه القوات المسلحة أكثر من200 طلعة جوية ضربات ناجحة ومتقنة على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة.

اقرأ أيضًا: هل يفرض حظر التجوال في سوهاج لإنقاذها من كورونا؟

وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة، وغيرها من المناطق الحيوية.

جحيم قناة السويس

خطة محكمة اعتمدت على عدة تجارب لنموذج مضاهي للقناة، لمحاولة التخلص من المواد الملتهبة والسوائل الحارقة التي كان يستخدمها العدو الإسرائيلي لتغطية سطح القناة، حيث بدأ العمل في استطلاع تجهيزات العدو الخاصة واتضح أنه يضع هذه المواد في خزانات كبيرة مدفونة تحت سطح الأرض حتى يصعب تدميرها.

وكانت هذه الخزانات متصلة بمواسير تحت سطح المياه لتندفع منها السوائل الملتهبة إلى سطح المياه والتي تعرف بـ"النابلم"، ونجح الجنود المصريين في إغلاق المواسير بالأسمنت مع تكليف بعض أفراد من الصاعقة بسرعة الاستيلاء على هذه المستودعات ومنع استخدامها في حالة الفشل في إغلاق المواسير، ولكن نجحت العملية بفضل الصيام والشهر الكريم، وإرادة وإيمان المصريين.

اقرأ أيضًا: ”أبو عطوة” متحف غنائم العدو من حرب العاشر من رمضان.. هنا حصاد صائد الدبابات

بطولات المشاة والصاعقة

وخلال دقائق معدودة لم يستوعب العدو الإسرائيلي ما حدث حتى فوجئ بقصف المدفعية المصرية التحصينات الدفاعية، بعد عبور الطائرات التي دمرت كل شيئ وحولته إلى كتله من الدمار بخمس دقائق بقصف التحصينات.

نار المدفعية تتوقف بعد تسوية الحصون الإسرائيلية بالتراب، تحضيرا لعبور أبطال المشاة، وتحركت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة.

وبعدها عبر القناة آلاف الجنود، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية.