تحسن فى الرفاهية والإنتاجية.. تجربة العمل 4 أيام تنجح فى آيسلندا
تمكنت آيسلندا من تحقيق "نجاحاً باهرًا" فى أكبر تجربة فى العالم للعمل لمدة أربعة أيام فقط خلال الأسبوع، الأمر الذي جعلها مثالاً يمكن أن تحتذي به الحكومات التي ترغب فى تطبيق هذه الخطط.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الألماني، يقول المحللون، إن نجاح تجربتين للعمل مدة أربعة أيام كل أسبوع فى أيسلندا يمكن أن يكون مثالاً يحتذى به للحكومات الأخرى.
وشارك أكثر من 2500 شخص فى 100 مكان عمل فى تجربتين مدعومتين من الحكومة، يمثلون ما يقرب من 1 ٪ من السكان فى سن العمل فى البلاد.
ووفقًا للتحليل المشترك للتجارب التي أجراها مركز أبحاث مستقبل العمل بالمملكة المتحدة Autonomy والرابطة الآيسلندية للاستدامة والديمقراطية، رأى كثيرون أن أسبوع عملهم قد انخفض إلى 35 ساعة من 40 دون انخفاض فى الأجور ولم يروا أي خسارة حقيقية فى الإنتاجية.
ويشار إلى أن صحيفة "The Independent" البريطانية كانت أول من نشر حول هذه التجربة.
كما رأي الباحثون أن نتائج هاتين التجربتين تضيف مصداقية لمفهوم وفكرة قصر أسبوع العمل لمدة أربعة أيام دون خفض كبير فى الأجور، وهى الفكرة التي يُدفع بها على نحو متزايد بوصفها طريقة لتحسين التوازن بين الحياة والعمل، وتعزيز أداء الموظفين، ومساعدة البيئة.
ضغوط المجتمع المدني لإتمام التجربة
وبدأت التجارب من قبل مجلس مدينة ريكيافيك والحكومة الوطنية بعد الضغط من قبل مجموعات المجتمع المدني والنقابات العمالية، والتي ادعت أن الأمة متخلفة عن معظم جيرانها الشماليين من حيث التوازن بين العمل والحياة.
وعلى عكس الادعاءات القائلة بأن ساعات العمل المخفضة يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، وتؤدي فى الواقع إلى عمل الموظفين لفترة أطول، يشير التحليل إلى أنه لم يكن هناك خسارة عامة فى الإنتاجية أو جودة الخدمة المقدمة.
وفى الواقع، تم تشجيع الفرق على العمل بكفاءة أكبر عن طريق تقليل وقت الاجتماعات، وإعادة تنظيم جداولهم، وتحسين التواصل بين الإدارات.
وكان هناك أيضًا تحسن بشكل عام فى رفاهية العمال، حيث انخفضت مستويات الإجهاد والإرهاق فى كثير من الحالات، وقال العديد من الموظفين، إنهم شعروا بمزيد من الإيجابية والسعادة فى العمل نتيجة للنظام الجديد.
ويقول المشاركون، إن تقليل ساعات العمل يعني أنهم يستطيعون قضاء المزيد من الوقت فى ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، مما كان له فى بعض الحالات تأثير على أداء عملهم.
اقرأ أيضًا: ”تجنب النميمة”.. 6 طرق لتجذب الانتباه في العمل
يمكن لمزيد من الحكومات إجراء تجارب عمل 4 أيام فى الأسبوع
ووصف الباحثون تجربة آيسلندا بأنها "مخطط حاسم" لكيفية تنظيم تجارب مماثلة فى جميع أنحاء العالم، وسلطوا الضوء على أنه فى السنوات التي انقضت منذ أن تمكنت النقابات العمالية من التفاوض على الحق فى ساعات عمل أقصر لـ 86٪ من القوة العاملة الأيسلندية.
آيسلندا ليست الوحيدة
فى مايو 2021، وافقت الحكومة الإسبانية على خطط تجريبية لمدة ثلاث سنوات وتعهدت بمبلغ 50 مليون يورو لدعم الشركات التي تنفذ الخطط، وفقًا لصحيفة "الجارديان".
وسلطت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، الضوء أيضًا على المفهوم كوسيلة لمساعدة الاقتصاد على التعافي من جائحة فيروس كورونا.
وفى عام 2020، احتلت آيسلندا المرتبة العاشرة لأقصر ساعات عمل، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث بلغ متوسط عدد العمال الأيسلنديين 1435 فى السنة.
كما عمل الناس فى ألمانيا أقل عدد من الساعات فى عام 2020، بمتوسط 1332 ساعة سنويًا.
واحتلت 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة المرتبة 13، بمتوسط 1،513 ساعة عمل سنويًا.
وفى الولايات المتحدة التي احتلت المرتبة 35، يقضي العمال ما معدله 1767 ساعة سنويًا.
