الطريق
الأحد 19 مايو 2024 04:38 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من الذبح للمفتي.. محطات في جريمة «سفاح الإسماعيلية»

المتهم
المتهم

جريمة بشعة شهدتها مدينة الإسماعيلية أواخر شهر أكتوبر الماضي، فوجئ أهالي شارع طنطا بشاب يرتدي ملابس «باتمان» يذبح آخر ويمزق جسده بسلاح أبيض «الساطور»، على مرأى ومسمع من المارة ثم فصل رأسه عن جسده وتجول بها حتى ألقت قوات الأمن القبض عليه.

اليوم الخميس، أحالت محكمة جنايات الإسماعيلية، أوراق "سفاح الإسماعيلية" إلى فضيلة مفتى الجمهورية؛ لإبداء الرأش الشرعي في إعدامه، وحدت جلسة 5 يناير المقبل للنطق بالحكم.

نرصد في السطور التالية أبرز المحطات التي مرت بها الواقعة قبل أيام قليلة عن النطق بالحكم ومعرفة مصير "دبور".

بداية الجريمة

ذبح عبد الرحمن دبور، رجل أربعيني وفصل رأسه عن جسده، في وسط الشوارع الرئيسية بالإسماعيلية، وسط ذهول المواطنين.

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مسرح الواقعة، ونجحت في القبض على المتهم ، وتردد حينها أنه مهتز نفسيًا، وسبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان.

النيابة تعاين مسرح الحادث

انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية، وجمع المعلومات الأولية من الشهود، وتفريغ الكاميرات الموجودة في مكان الحادث.

استمعت النيابة إلي أقوال شهود العيان والأهالي والذين أكدوا قيام الجاني الذي تم إلقاء القبض عليه بعد قيامه بالتعدي على شخص وقتله، ثم حمل رأسه وتجول به في الشارع.

وتبين أن الضحية يدعى محمد الصادق، 42 سنة، مقيم بمنطقة البلابسة في الإسماعيلية.

علاقة غير مشروعة

قال شهود عيان إن المتهم « دبور» ردد بعض الكلمات لتبرير جريمته الوحشية بأن القتيل اعتدى على شقيقة ووالدة الجاني، وقام بجريمته الوحشية انتقاما لشرفه، ولم يتدخل أي شخص من الموجودين خلال ارتكاب الجريمة.

معاينة تمثيلية

اصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلى مكان الجريمة لإعادة تمثيل الواقعة، في حضور القيادات الأمنية ورجال النيابة العامة.

وأمرت النيابة العامة حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيق، وانتداب الطبيب الشرعي إلى مستشفى الإسماعيلية العام لفحص جسد القتيل، والتأكد من البصمة الوراثية وأن الرأس المفصول لنفس الجسد قبل إصدار قرار بتسليم جثمانه لذويه والتصريح بدفنه.

كما أمرت بأخذ عينتي دم وبول من المتهم لتحليلها والتأكد من تعاطيه المواد المخدرة من عدمه، وانتداب خبير الأدلة الجنائية لفحص الأدلة التي عثر عليها بمسرح الجريمة.

صرحت النيابة العامة بدفن جثة المجني عليه وشيع المئات من أهالي محافظة الإسماعيلية، جثمان ضحية واقعة الذبح، وسط تكبيرات ومطالبة بالقصاص من الأهالي، وتنفيذ عقوبة الإعدام شنقا على المتهم حتى يكون عبرة لغيره، وشفاء صدور ذويه وأهله.

اعترافات المتهم

اعترف المتهم أمام جهات التحقيق بإرتكاب الواقعة صراحة، حيث أعترف في الصفحة الخامسة عشرة في التحقيقات بارتكاب الجريمة، مستخدما في البداية سلاحا أبيض «سلاج»، مسددا له عدة طعنات، وفي الصفحة السادسة عشرة، استكمل دبور اعترافاته قائلا: «أحمد حاول يبعد عني ولكني لاحقته وكملت طعن»، وأضاف في الصفحتين السادسة عشرة والسابعة عشرة: «طلعت السكينة الكبيرة وطعنته بأكثر من طعنة».

مخدر الشابو

في الصفحة الثامنة عشرة، أردف المتهم قائلا: «هي طلبت معايا كدة لأني كنت شارب قبلها مخدر شابو، وقعدت أضربه بالسكينة الكبيرة كذا ضربة على رأسه وجسمه وكتفه، لغاية ما وقع على الأرض.

وأضاف المتهم:« وفضلت برضه مكمل بالسكينة الكبيرة على رأسه وجسمه ورقبته، وكان فيه واحد راكب عجلة عمال بيحجز وبيقولي خلاص، وأنا مركزتش معاه، وفضلت أكمل ضرب في أحمد، وبعدها رحت مسكت السكينة الصغيرة فصلت بيها رأسه عن جسمه، وأخدت رأسه ومشيت بيها في شارع طنطا».

الطب النفسي

ثبت بتقرير إدارة الطب النفسي الشرعي الصادر عن المجلس الإقليمي للصحة النفسية، خلو المتهم عبدالرحمن الشهير بـ« دبور» من أي أعراض دالة على اضطرابه نفسيًا أو عقليًا، ما قد تفقده أو تنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز ومعرفة الخطأ والصواب، وذلك سواء في الوقت الحالي أو في وقت الواقعة محل الاتهام، ما يجعله مسئولًا عن الاتهامات المنسوبة إليه.

أولى جلسات محاكمة السفاح

قررت محكمة الاستئناف بالإسماعيلية تحديد جلسة 4 ديسمبر أولى جلسات محاكمة المتهم «دبور» الذي قام بذبح شخص وسط الشارع بالإسماعيلية.

وظهر المتهم لأول مرة، خلف القضبان في أولى جلسات محاكمته، برئاسة المستشار أشرف محمد على توحسين رئيسًا، وعضوية المستشار ولاء محمد مجدي الطاهر، والمستشار ياسر حسنى مدبولى.

وأنكر المتهم أمام هيئة المحكمة، قيامه بقتل مواطن ذبحا بمحافظة الإسماعيلية، وفصل رأسه عن جسده، في محاولة يائسة لنفي ارتكاب الجريمة، رغم وجود المادة المصورة وشهادة الشهود القاطعة

كانت بدأت المحكمة إجراءاتها، وفوجئت بعدم وجود محامٍ للدفاع عن المتهم، حيث رفض كل محاميّ الإسماعيلية تولي مهمة الدفاع عن السفاح صاحب واقعة الساطور.

وانتدبت هيئة المحكمة محاميا للدفاع عن المتهم، بعد حضوره أولى جلسات المحاكمة بدون محامين، وذلك لعدم بطلان المحاكمة، وبالفعل تولى أحد المحامين مهمة الدفاع عن دبور، وطلب من هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية لإعطائه فرصة للدفاع.

واستجابت هيئة المحكمة، لطلب الدفاع وقررت تأجيل محاكمة «سفاح الإسماعيلية»، إلى جلسة الثلاثاء الموافق 6 ديسمبر، لإتاحة فرصة أمام دفاع المتهم للاطلاع وتجهيز دفاعه.

السحر في ثاني جلسات محاكمة السفاح

انعقدت ثاني جلسات محاكمة دبور، واستمعت هيئة المحكمة لدفاع دبور، التي استمرت لقرابة ساعتين وطالب فيها الدفاع بالبراءة للمتهم لأن مخدر الشابو السبب الرئيسي في الجريمة وليس دبور لذهاب عقله وعدم إدراكه بالأفعال التي قام بها.

اقرأ أيضًا: تشديدات أمنية تزامنا مع محاكمة «سفاح الإسماعيلية»

سمحت هيئة المحكمة لوالدة المتهم بلقاء نجلها أمام هيئة المحكمة، وانفجر دبور بالبكاء الهستيري وحضن أمه، وقبّل قدميها، وطالبها بأن تسامحه، وانهارت الأم بالبكاء وردت عليه بأنها تسامحه.

وقالت والدة المتهم ، أمام هيئة المحكمة، إن سلوكيات ابنها بدأت في التغيير بعد تناوله المواد المخدرة خاصة مخدر الشابو، وأثر عليه بشكل كبير، وكانوا يظنونه سحرا وليس تأثير المخدر.

وأضافت والدة المتهم، أن أبنها أفضل أولادها، ولم تكن تتوقع منه ذلك، وأنه كان يصلي ويصوم.

اقرأ أيضًا: عاجل| إحالة أوراق «سفاح الإسماعيلية» للمفتى.. والحكم 5 يناير

 إحالة أوراق «سفاح الإسماعيلية» للمفتى

أحالت محكمة جنايات الإسماعيلية، الخميس، أوراق "سفاح الإسماعيلية" إلى فضيلة مفتى الجمهورية؛ لإبداء الرأش الشرعي في إعدامه؛ لاتهامه بذبح شخص وفصل رأسه عن جسده والتجول بها فى الشارع، وحدت المحكمة جلسة 5 يناير المقبل للنطق بالحكم.

صدر القرار برئاسة المستشار أشرف محمد على حسين، وعضوية المستشارين ولاء وجدي طاهر، وياسر حسنى مدبولي، وأحمد سرى الجمل، وأمانة سر، هيثم عمران.