الطريق
السبت 18 مايو 2024 11:58 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الأزهر: خصوصيات الحياة الزوجية ليست مادة للتسلية أو التهكم

أرشيفية
أرشيفية

قال مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن خُصوصيَّات الناس الزَّوجيَّة والحياتيَّة ليست مادة للتَّسلية أو التَّهكم أو اللمز، وإفشاؤها وتناقلها في الواقع أو على وسائل التواصل الاجتماعي سلوكٌ مُخالِف لتعاليم وقِيم الإسلام.

اقرأ أيضًا:

الإفتاء عن المصاحبة بين شاب وفتاة: من العلاقات المحرمة شرعًا

وأكد مركز الأزهر فى بيان صدر اليوم، أن الإسلام أوجب على الزَّوجين حفظ أسرار بيتهما، حتى في حال وقوع خلاف بينهما، لكونه من أهم عوامل السّعادة الزّوجية، واحتواء الخلافات الأسرية، كما أنه من دلالات المروءة والاتصاف بالفضائل وكريم الشَّمائل، مشيرًا إلى أن مخالفة أمر الشارع الحكيم في ذلك حرام شرعا ومجرم قانونا، وحذَّر من التَّساهل في حِفظها، وإتاحتها لجمهور النَّاس، وحرَّم إفشاءها، هذا في جانب الزَّوجين.

أما عن الدَّوائر المُحيطة بهما من أقارب وأصدقاء ومُحبين وزملاء ومُتابعين، فنجد توجيه الإسلام لها مجموعًا في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.

وأشار إلى أنه من علامات حُسْن تمثُّل المُسلم لتعاليم دينه عدم خوضه فيما لا يعنيه، سيّما إذا ترتب على الخوض في حياة النَّاس وخُصوصيّاتهم إفساد بين زوجة وزوجها، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليسَ منَّا من خَبَّبَ امرأةً علَى زوجِها".

شُهرة أحد الزوجين، أو خطئه في نشر خُصوصيَّاته وإتاحتها للنَّاس، لا يُبيح التَّدخُّل في شُئونه الخاصّة، أو لمزه، أو التَّهكم عليه، أو التَّربُّح الرَّخيص بهذه الخُصوصيَّات في الواقع الحقيقي، أو الإتجار فيها على صفحات مواقع التَّواصل الاجتماعي، وبين مرتاديها وموادها الرائجة.

ولفت مركز الأزهر، إلى أن تناقل أخبار النَّاس، والانشغال بها، وتضخيم مُشكلاتهم بالقِيل والقال والكذب والتَّحريف والمُبالغة، منافٍ لحقيقة الإيمان وكماله، يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ من لِسانِهِ ويدِهِ ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ".

وأوضح، أنّ الإفساد بين الناس، سيّما الأزواج، وتتبع عوراتهم ذنب عظيم عند الله سبحانه، يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه.

كما أن المُسلم عليه أن ينشغل بمعالى الأمور ممَّا يعود عليه بالنَّفع فيه دينه ودُنياه، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به، فعن سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما مرفوعًا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِى الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا.