الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 11:20 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ناشرون: كورونا أثرت في حركة النشر.. وبيع الكتب الإلكترونية الحل

يرى ناشرون أن حركة النشر في عام 2021 تأثرت كثيرا بسبب انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، حيث تأثرت صناعة النشر فى مصر والوطن العربي على نحو خاص.

وأضافوا في تصريحات لـ "الطريق"، أن ذلك ما دفعهم لإبطال حركة المطابع والبحث عن حلول لتجاوز الأزمة، حيث اتجه بعضهم إلى الكتب الإلكترونية والصوتية فى محاولة للنهوض بحركة النشر.

بكر: لم يكن هناك دعم للناشرين

من جانبه، قال الناشر شريف بكر مدير العربي للنشر، إنه على مدار عام ونصف هي ظهور وباء كورونا تعطلت صناعة النشر تمام، حيث تم إلغاء العديد من معارض الكتب.

وأضاف، عندما أقيم معرض القاهرة للكتاب منتصف العام الماضي، تحرك الناشرون وأنتجوا أعمالا على أساس وجود أعمال جديدة بالمعرض، مما دفع حركة البيع والشراء إلى الازدهار مؤقتا، خاصة مع معرض الرياض والشارقة وغيرها.

وتابع: أكثر ما واجه الناشرين المتاعب من ارتفاع أسعار الورق والأحبار، وكذلك عدم وجود دعم مباشر أو غير مباشر من وزارة الثقافة، والدعم الوحيد كان خفض ايجار الأماكن في معرض القاهرة الماضي.

وأشار إلى أن هناك بعض الدول العربية، قامت بعمل دعم مثل الإمارات حيث تم رفع إيجار المعارض تماما من على كاهل الناشرين، في معرضي الشارقة وأبوظبي، كما كان هناك توجيه مباشر بشراء الكتب.

رمضان: بعض الناشرين في مصر فضلوا التوقف

بينما يرى الناشر ياسر رمضان مدير دار كنوز للنشر، أنه مع اقتراب معرض القاهرة الدولي للكتاب تتعالي الأصوات والكلام عن حركه النشر بمصر والعالم العربي حركة النشر فى 2021 ما بين تغيير استراتيجيات التسويق والاتجاه إلى الكتاب الصوتي والإلكتروني.

وأضاف، أنه مع نهاية عام 2020 واستقبال 2021 التي مثلت ذروة جائحة كورونا "كوفيد 19"؛ تأثرت صناعة النشر فى مصر والوطن العربي على نحو خاص؛ وحول العالم على نحو عام؛ وهو ما دفع فى الناشرين المصريين لإبطال حركة المطابع والبحث عن حلول لتجاوز الأزمة؛ منهم من اتجه إلى الكتب الإلكترونية والصوتية فى محاولة لاستمرار روج منشوراته، ومنهم من توقف هذا العام بعد أن اضطر العديد منهم إما إلى تخفيض عدد الإصدارات السنوية أو تخفيض عدد العاملين في دار النشر بصورة مؤقتة فى محاولة لتغيير استراتيجياته التسويقية لكتبه المطبوعة خاصة بعد ارتفاع سعر الورق والأحبار وبالتبعية الطباعة، ولكن هل كانت صناعة النشر قبل الجائحة مزدهرة؟ سؤال سنجيب عنه فى السطور التالية.

وأشار إلى أنه بالعودة إلى ما قبل الجائحة؛ وتحديداً عام 2019؛ صدر عن اتحاد الناشرين العرب أول دراسة تفصيلية عن حالة النشر في الوطن العربي من 2015 إلى 2019، أعدها الدكتور خالد عزب، كشفًت عن مدى معاناة الناشرين من التزوير والقرصنة، ليس على صعيد المزور والمقرصن المحدود القدرات فحسب، بل أيضًا على صعيد الشركات الدولية الكبرى، فقد تفاقمت هذه الظاهرة وأصبحت كارثة تدمر صناعة النشر العربي.

وقتها اقترح مؤلف الدراسة الدكتور خالد عزب عدد من المقترحات؛ أبرزها ضرورة اتخاذ الخطوات لإقرار النشر كصناعة وطنية في الدول العربية تساهم في الدخل الوطني، إعادة النظر في طبيعة إنتاج المحتوى العربي، إقامة مؤتمر بين الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات واتحاد الناشرين العرب بشأن علاقة المكتبات بحركة النشر العربية، وهى مقترحات اخذتها على قدر الإمكان وزارة الثقافة فى مصر على محمل الجد وهو ما برز فى إطار تقديم بعض التسهيلات للناشرين فى معارض الكتب مثل أسعار الأجنحة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومناقشة وزيرة الثقافة مع رئيس «الشارقة للكتاب» تقديم تسهيلات للناشرين المصريين، أما على المستوى العربي فقد وجه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتخصيص مبلغ 4.5 مليون درهم لاقتناء أحدث الإصدارات والكتب من دور النشر المشاركة في الدورة الأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب خلال العام الماضي 2021؛ ولكن ما أبرز الحلول التي اتجه اليها الناشرون لإنقاذ صناعة النشر فى مصر خلال عام 2021؟

وتابع: أنه فى يناير من العام الماضي 2021؛ أعلن عدد من المؤسسات الثقافية، عن إطلاق معرض إلكتروني للكتاب، يشمل إصدارات أكثر من ستين دار نشر مصرية وعربية، وذلك من أجل توفير الكتب لمتابعي ورواد معرض ملوي للكتاب والتسهيل على القارئ في الحصول على الكتب التي يود اقتناءها، على أن يقوم المنظمون خلال الأيام القليلة المقبلة بتوضيح طرق طلب الكتب واقتناؤها مع مجموعة من ترشيحاتنا للقراء.

وأوضح، أن الشاهد خلال عام 2021 أن بعض الناشرين فى مصر فضلوا التوقف عن البيع مقابل تغيير استراتيجيات تسويق إصداراتهم بما يتناسب واتجاهات الجمهور فى إطار الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، والكتب الصوتية، بل وصل الأمر إلى حد تقديم بعض دور النشر إصداراتها عبر مقاطع على قنواتها على موقع الفيديو الشهير "يوتيوب" فى محاولة لجني أرباح المشاهدات لتعويض ولو قدر من العجز الذى ضرب صناعة النشر فى مقتل؛ إلا أن شتان ما بين حجم مبيعات الكتب ليس فى مصر بل وفى الوطن العربي كله وبين مبيعات الكتب فى أسبوع واحد فقط خلال شهر إبريل 2021 ببريطانيا فقد تم بيع ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف كتاب ورقى بحسب تقرير لصحيفة الجارديان.

إبراهيم: لابد من وسائل أخرى لتنشيط حركة النشر

من جانبه، قال الكاتب محمد إبراهيم مدير النشر بدار حابي، إن حركة بيع وشراء الكتب خلال عام 2021 لو قارنها بفترات سابقة لوجدناها ضئيلة، ولكنها طبقا للتغيرات الجديدة في الأسواق من ارتفاع أسعار الورق والأحبار وايجار المعارض فذلك يعطي مبررا لقلة حركة بيع الكتب.

وأضاف، أنه كان لابد من وسائل أخرى لتنشيط حركة النشر مثل بيع "الأون لاين"، حيث يطلب القارئ الكتاب ويصله إلى منزله دون عناء الموصلات والذهاب للمكتبات.

وتابع: النوع الثاني من تلك الوسائل بيع " PDF"، يتم تحويل الكتاب الورقي إلى "بيدي أف" وبيعه إلى القارئ يقرأه من خلال الموبايل أو الاب توب أو التاب وبذلك يتم حفظ حقوق المؤلف ودار النشر.

وأضاف، النوع الثالث وهو الذي نعمل عليه حاليا وهي الكتب الصوتية والمسموعة، وتحويل الروايات والقصص إلى مسموعة وبيعها إلى القراء وهذه البدائل هي الأفضل لتنشيط حركة النشر.

وعن ارتفاع أسعار الورق والأحبار وغيرها، أشار "إبراهيم" إلى ارتفاع جميع الأسعار من كهرباء ووقود وغيرها معتبرا ذلك نسبة وتناسب، مؤكدا أنه لابد أن يبقى سعر الكتاب في متناول يد الجميع وهي المعادلة الصعبة في سوق النشر. وأنه لو كان سعر الكتاب مرتفعا للغاية سيحجم القارئ عن الشراء.

الصباح: معادلة المكسب والخسارة تسيطر على المعارض الدولية

من جانبه، قال الناشر أيمن الصباح مدير دار فكرة للنشر، انقضى العام التالي على التوالي مع المعاناة والخسائر ولا نعلم هل لها من كاشفه ؟

وتابع: قبل جائحة كورونا كان أكبر هاجس يسيطر على الناشرين في مصر والوطن العربي هو النشر الإلكتروني وكيفية التعامل معه كحقيقة واقعة مع الحفاظ على حقوق الناشر والمؤلف .

وأضاف، ثم فاجأتنا تلك الجائحة وما تبعها من إغلاق وبطبيعة الحال انصرف المهتمون بالثقافة إلى ما هو أهم وسيطر هاجس الطاعون الجديد على مناحي الحياة وتأثر قطاع النشر.

وأوضح، الآن تفتح المعارض الدولية للكتاب أبوابها على استحياء ومعادلة المكسب والخسارة أصبحت هي المسيطر على كل المعارض الدولية ففي الوقت الذي تخضع فيه جميع الأنشطة لإجراءات التباعد وتخفيض الأعداد وعلى رأسها معارض الكتاب تقوم إدارات المعارض برفع أسعار المشاركة على الناشرين لتعويض ما فات القائمين على تلك المعارض من مكاسب نتيجة الإغلاق الإجباري.

وتابع: وعلى الناشر أن يتحمل ارتفاع تكلفة مشاركته في المعرض مع انخفاض عدد الزائرين فقط لكي يستمر في المهنة وأملا في تعويض خسائره ولا يسمع آنينهم أحد وتستمر المأساة عام بعد عام، وفي كل عام يخرج من مهنة النشر الكثيرين بعد الخسائر المتتابعة ويظل المؤلف ينظر للناشر على أنه مصاص الدماء الذي يأخذ ولا يعطي وتستمر الإجراءات المناهضة لمهنة النشر إلى أجل غير مسمى.

مصطفى: عام 2021 كان قاسيا جدا

بينما قال الكاتب الروائي أمير مصطفى مدير النشر بدار إضافة للنشر، كان عام 2021 قاسيا جدا، حيث لم تنجو منه دور النشر الصغيرة والكثير توقف عن العمل، بسبب ارتفاع أسعار الورق والأحبار وخلافه.

وكذلك توقف حركة أغلب المعارض، وحينما فتحت بعض المعارض كانت التكاليف باهظة، وأخيراً كان هناك عزوف كبير من القارئ عن المعارض بسبب الخوف من التجمعات.

وتابع: الحمد لله انقضت الآزمة ونرجو من الله أن يكون معرض القاهرة المقبل بعد أيام هو العوض.

اقرأ أيضًا: زين العابدين يرصد مقياس المعتقدات المعرفية في معرض الكتاب