الطريق
الخميس 2 مايو 2024 09:05 مـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حقيقة وليست كذبة.. تطوير قمح فرعونى من زمن سيدنا يوسف

قمح فرعوني
قمح فرعوني

بعد تداول أنباء كثيرة عن ظهور «قمح فرعوني» يرجع إلى فترة تولي سيدنا يوسف خزائن الأرض، ضمن الاكتشافات الأثرية الأخيرة، ننشر لكم حقيقة القمح الفرعوني الموجود حاليًا وتفاصيل اكتشافه الأصلية.

رغم نفي مسئول في وزارة الزراعة، نبأ العثور على قمح فرعوني ضمن آثار تم اكتشافها حديثًا، إلا أن السنوات الماضية تؤكد نجاح باحثي الزراعة في العصور القديمة من كلية لندن الجامعية «UCL» ومتحف التاريخ الطبيعي ومركز الأبحاث في الجينوم الزراعي «CRAG» في اقتفاء الحمض النووي للقمح الفرعوني في مصر القديمة والذي يرجع عمره إلى 4 آلاف سنة.

تمكن العلماء في عام 2020 من تحديد تسلسل الحمض النووي لأنواع القمح التي تم حصادها منذ أكثر من 3000 عام في مصر القديمة.

وأظهرت النتائج التي نُشرت آنذاك في مجلة Nature Plants، أن هذا القمح الفرعوني قد تم تدجينه بالفعل منذ 3000 عام وأن جينومه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقمح الأمر الحديث الذي يزرع في الهند وسلطنة عمان وتركيا.

أخذ العلماء عينة القمح الفرعوني للدراسة من مجموعة آثار في متحف بيتري للآثار المصرية بـ كلية لندن الجامعية «UCL»، وقد أقنعت قائدة الدراسة «لاورا بوتيجو» وعالم الآثار «دوريان فولر» أمين المتحف بالسماح لهما باستخراج الحمض النووي من بعض حبوب قمح الإمر الموجودة في الحفريات التي تم التنقيب عنها في مصر بقيادة عالم الآثار «جيرترود كاتون طومسون» في عام 1924.

بفضل تعاون مختبر الدكتور مارك توماس في جامعة كاليفورنيا تمكن الباحثون من استخراج الحمض النووي بجودة كافية لتسلسله وإجراء التحليلات اللاحقة.

اقرأ ايضا: عينات قمح محفوظة تلقائيًا منذ آلاف السنين

لاحظ الباحثون أن العينة تم تخزينها لأكثر من 90 عامًا منذ اكتشافها دون أي تحكم في المناخ، كما ذكر المؤلف الكبير البروفيسور ريتشارد موت من معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «المواد التي تم التنقيب عنها منذ أكثر من 90 عامًا يمكن أن تنتج حمض نووي قابل للاستخدام، مما يبرز الإمكانات الكبيرة لعينات المتاحف في التحليل الجيني».

أدت مقارنة الحمض النووي لهذا القمح الفرعوني المخزن منذ 3000 عام مع جينوم الأصناف الحديثة من نفس الحبوب التي تزرع حاليًا في سلطنة عمان، الهند، وتركيا، إلى دفع الباحثين في لندن وبرشلونة إلى افتراض أن القمح تم تدجينه في منطقة الهلال الخصيب بالشرق الأدنى حيث انتشرت الحبوب في موجات مختلفة.

تشرح الباحثة Laura R. Botigué: "نلاحظ أن الأصناف القديمة تُظهر أنماطًا فريدة من التنوع الجيني لا تظهرها الأنواع النباتية الحديثة".

ويضيف باحث آخر: «إن استعادة هذا التنوع الجيني من الماضي سيكون أداة قيمة للغاية لاستخدامها في المحاصيل الحالية».

مما يعني أن قمح الإمر «القمح الفرعوني» من الحبوب التي يجب دراستها: فهو مقاوم لبعض الآفات، وقادر على النمو في التربة الفقيرة والمياه الشحيحة، وقد قام بالفعل أحد مؤلفي الدراسة بخبز رغيف خبز باستخدام قمح الإمر الحديث.