الطريق
السبت 20 أبريل 2024 07:31 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: من أنت يا مجدي؟ وماذا قدمت لمصر؟

رئيس التحرير
رئيس التحرير

لم أقف كثيرًا أمام التصرف الهمجي من لاعب كرة قدم سابق ضد فرد أمن يُنفِّذ التعليمات بعدم دخول سيارته قبل مباراة مصر والسنغال، والاعتداء عليه بتلك الطريقة البربرية. عدم اكتراثي نابع من أن معظم لاعبي كرة القدم، خاصة المشاهير منهم، يملؤهم الغرور والتباهي وأحيانا العنجهية والتصرفات غير المسؤولة مع الناس، خاصة الضعفاء والمهمشين في الأرض.

ما فعله هذا اللاعب ينمّ عن النقص الشديد وعدم احترامه لسنّه، والمتتبع لحال هذا اللاعب السابق وتاريخه يعلم ذلك تمامًا، منذ أن كان لاعبًا، وحين أصبح في اتحاد الكرة، إلى أن صار محللًا أو "مخللًا" رياضيًا، وما تلفَّظ به على الهواء سابقًا من ألفاظ جارحة مُسيئة له ولأسرته وللوسط الرياضي والإعلامي، ولم يُتَّخذ ضده أي إجراء!

أعود وأقول إن اندهاشي لم يكن من أسلوبه، لكن من تصريحه المستفز جدًا، عقب ردود فعل المواطنين ضده، والمطالبة بمعاقبته جنائيًا. خرج علينا هذا الخلوق بقوله إن فرد الأمن، لم يقدِّر سنه، ولم يقدّر تاريخه، وما قدَّمه لمصر، "استوب" هنا، لا بدّ من وقفة جادة لنسأل: ماذا قدمتَ لمصر؟

أنجبت مصر رجالًا عملوا على نهضتها ورفعتها، فهل أنت واحد منهم؟

قدمت مصر آلاف الشهداء من أجل رفعة الوطن، فهل أنت واحد منهم؟

هل أسهمتَ في تنوير العقول، وعلَّمت الإنسانية الرُشد والحكمة؟ أم وضعت مع طلعت باشا حرب حجر الأساس للاقتصاد الوطني؟!

من أنت يا مجدي لكي تتطاول وتعتدي وتُعربد!

كنت لاعبًا في الأهلي وأخذت المقابل وزيادة، ولم تعطِ شيئًا لمصر!

سافرت للاحتراف من أجل نفسك فقط ولم تعطِ شيئًا لمصر!

وعندما أنهيتَ رحلتك الكروية أنشأتَ مشاريع خاصة ولم تعط شيئًا لمصر!

أصبحتَ مسؤولًا في اتحاد الكرة، ولم تعطِ شيئًا لمصر!

ورغم كونك صورة سيئة لما يجب ألا يكون عليه لاعب الكرة بله الإنسان، أعطتك مصر الشهرة، والمال، وما زالت تعطيهما لك، عندما جعلت منك مذيعًا -مش عارف ازّاي وليه!- لتبثّ الفتنة بين الناس!

في النهاية تبقى كلمة: مع أنك أنت وأمثالك قد جئتم في زمن لم يعد به عمالقة في الأدب والفكر والطرب والثقافة والإبداع، ولم يبق إلا من كان مثلك كي يغرق مجتمعنا في لا وعي جمعي بالظلام الدامس، يظل هناك -رغمًا عنك- أملٌ في غدٍ مشرق يتخلص فيه المجتمع من أرازله وأمراضه المستعصية.

أنا على يقين من ذلك.