الطريق
السبت 4 مايو 2024 12:54 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… هل يساعد انضمام الجنود الروس والبيلاروسيين إلى الجيش الأوكراني على إنهاء الحرب؟

أرشيفية
أرشيفية

• منذ بداية التدخل الروسي في أوكرانيا يوم الخميس 24 فبراير الماضي، انضم مئات المتطوعين من بيلاروسيا إلى كتيبة بيلاروسية مخصَّصة للدفاع عن أوكرانيا.

• زعيم المعارضة البيلاروسية: البيلاروسيون الذين يقاتلون في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية اليوم يعملون على تكوين جيش قوي جديد يمكنه الإطاحة بالرئيس الحالي، وتحقيق استقلال البلاد.

• المعارضة البيلاروسية تدعم منذ فترة طويلة أوكرانيا في مقاومتها ضد روسيا ومحاولات فرض الحكم الاستبدادي عليها، بينما تُعد مشاركة الجنود الروس إلى الجانب الروسي أمرًا جديدًا نسبيًّا.

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا سلط الضوء على انضمام عدد من الكتائب البيلاروسية والروسية إلى الجيش الأوكراني في ظل الصراع الدائر مع روسيا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ينظر بعض المواطنين في بيلاروسيا الذين يعارضون التدخل الروسي في أوكرانيا إلى أن استقلال بلادهم عن روسيا لن يتم إلا بتحرير أوكرانيا.

وأوضح التقرير أنه منذ بداية التدخل الروسي في أوكرانيا يوم الخميس 24 فبراير الماضي، انضم مئات المتطوعين من بيلاروسيا إلى كتيبة بيلاروسية مخصَّصة للدفاع عن أوكرانيا، فيما لا يزال أكثر من 1000 آخرين في انتظار التدقيق والتدريب، وفقًا لقادة المعارضة البيلاروسية.

وبموجب القانون الأوكراني، يحق للأجانب الذين يخدمون في القوات المسلحة الحصول على الجنسية الأوكرانية، كما تستعد وحدة الحرية لروسيا، وهي وحدة منفصلة يعمل بها مواطنون روس، بما في ذلك أسرى الحرب الذين غيروا ولاءهم، للانتشار في الخطوط الأمامية للدفاع عن "كييف"، ويدعم تلك الوحدة بعض قادة المعارضة في روسيا، ويرى هؤلاء المعارضون أن وجود جنود روس في الدفاع عن أوكرانيا سيساعد في منع الفظائع التي ترتكب في حق المدنيين، وسيقطع شوطًا طويلًا نحو رأب الصراع بين البلدين في المستقبل.

وبالنسبة للبيلاروسيين الذين فر الكثير منهم من القمع الذي شنَّه الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" بعد الانتخابات الرئاسية عام 2020، فإن المعركة في أوكرانيا هي نقطة انطلاق لتحرير وطنهم، حيث توقف “لوكاشينكو" عن إرسال الجيش البيلاروسي إلى أوكرانيا، بينما سمح لروسيا باستخدام بيلاروسيا كنقطة انطلاق للحرب، حيث تنتشر عشرات الآلاف من القوات الروسية هناك والطائرات الحربية أيضًا تقلع من القواعد البيلاروسية.

ومن جانبه، قال "بافيل كولازانكا" أحد الجنود في كتيبة "كاستوس كالينوسكي" التي تشارك إلى جانب أوكرانيا: إنه لن تحصل بيلاروسيا على استقلالها إلا إذا استقلّت أوكرانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن اسم تلك الكتيبة يرجع إلى زعيم انتفاضة روسيا القيصرية 1863، وتضم تلك الكتيبة حوالي 200 عضو حتى الآن، من نشطاء ومدنيين وقدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب 2014-2015 ضد القوات المدعومة من روسيا في منطقة "دونباس" بشرق أوكرانيا، وخاضت تلك الكتيبة بالفعل معارك للدفاع عن "كييف" ضد روسيا منذ بداية الصراع في فبراير الماضي.

ومن جانبه، صرح "فراناك فياكوركا" مستشار زعيم المعارضة البيلاروسية "سفياتلانا تسيخانوسكايا"، بأن هناك كتيبة بيلاروسية أخرى يتم تشكيلها الآن، تُدعى "باهونيا"، بالإضافة إلى وحدات بيلاروسية داخل قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية في مدينتي "أوديسا" و"لوتسك"، وأضاف أن كتيبة "كالينوسكي" شاركت في تخريب السكك الحديدية التي تستخدمها القوات الروسية لشحن القوات والإمدادات إلى جبهة "كييف".

تابع "فياكوركا" قائلا: إن "بوتين" يسعى للسيطرة على أوكرانيا؛ لأنه ينظر إليها على أنها جزء من روسيا؛ لذا فإن تحرير أوكرانيا يعنى إمكانية حصول بيلاروسيا على استقلالها أيضًا، وأكد أن الجدار المانع الذي أقامه الجنود البيلاروسيون لمنع القوات الروسية من الوصول إلى "كييف" جعل من الصعب على "موسكو" اقتحام المدن المجاورة الأخرى.

وأضاف "فياكوركا": أن البيلاروسيين الذين يقاتلون في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية اليوم يعملون على تكوين جيش قوي جديد يمكنه الإطاحة بـ"لوكاشينو" وتحقيق استقلال البلاد.

وفي سياق متصل، قالت المبعوثة الأمريكية الخاصة لبيلاروسيا "جولي فيشر": إن سكان بيلاروسيا، على عكس الروس، يعارضون بشدة الحرب في أوكرانيا، وأكدت أن السكان في بيلاروسيا يرفضون استخدام الأراضي البيلاروسية لخدمة القوات الروسية.

بعد وقت قصير من بدء روسيا الحرب، دعا الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" المتطوعين من جميع أنحاء العالم للمساعدة في الحرب من أجل استقلال بلاده في الفيلق الدولي الذي تم إنشاؤه حديثًا، وهو وحدة تم إنشاؤها على غرار الوحدة التي قاتلت من أجل تحرير الجمهورية الإسبانية في الحرب الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن الفليق الدولي الذي يدافع عن أوكرانيا، يضم عددًا من المحاربين القدامى الأمريكيين والبريطانيين، وكذلك كتيبة "باهونيا" وتم دمج كتيبة "كاستوس كالينوسكي" في القوات الأوكرانية النظامية تحت قيادة قائدها البيلاروسي.

وتطرق التقرير إلى أن المعارضة البيلاروسية تدعم منذ فترة طويلة أوكرانيا في مقاومتها ضد روسيا ومحاولات فرض الحكم الاستبدادي عليها، بينما تعد مشاركة الجنود الروس إلى الجانب الروسي أمرًا جديدًا نسبيًّا.

وفي هذا السياق، قال النائب الروسي السابق "إيليا بونوماريف" وهو العضو الوحيد في البرلمان الروسي الذي صوَّت ضد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، ويعيش الآن في "كييف"، إن الجنود الروس الذين يدافعون عن أوكرانيا اليوم يشبهون انضمام الألمان المناهضين للنازية إلى جانب قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

ختامًا، أضاف "بونوماريف" أن الجنود الروسيين الذين يدافعون عن أوكرانيا يمثلون الآن الأمل الأخير في إنهاء الحرب؛ حيث إنهم يسعون بدورهم إلى فتح قنوات للتواصل، ويجرون المحادثات لتسهيل الحوار بين القادة الروس والأوكرانيين في المستقبل.

اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية تعرب عن قلقها من عمليات «تطهير إثني» في إثيوبيا