الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 11:41 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف تطورت حرب الفضاء الرقمي بين روسيا وأوكرانيا؟

حرب المعلومات الروسية الأوكرانية
حرب المعلومات الروسية الأوكرانية
القاهرة

سلكت الحرب بين روسيا وأوكرانيا جميع الطرق المختلفة، بداية من الحرب المعلوماتية إلى الحرب الهجينة والعسكرية والحرب النفسية وصولاً إلى العالم الافتراضي، وعلى الرغم من كون تلك الطريقة ليست الأولى أو الأخيرة، التي تنخرط فيها أدوات الإعلام وكبرى شركات التواصل الاجتماعي في الأزمات والقضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية، إن أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن جانب خطير جديد في توظيف الأدوات التكنولوجية لعبت خلاله وسائل الإعلام التقليدية والغير تقليدية دوراً غير مسبوق من نوعه في نقل الحرب من الواقع إلى العالم الافتراضي.

يقول سعيد منصور متخصص في أن إمتلاك الدول الكبرى وسائل الإعلام الرقمية جعلها تتحكم في سياسات النشر لصالحها لقلب الموازين وفرض سيادتها والسيطرة وترجيح كفتها في ميزان الحرب، لأن تلك الشركات الإعلامية المملوكة والممولة من الدولة ستخضع في النهاية لرؤية وسياسة من يمتلكها في الطرق والأخبار التي تُنشر من أجل تكوين توجهات الرأي العام.

سياسات الحجب والتقييد بين روسيا والعالم الغربي

وأقرت روسيا من خلال مجلس الدوما في جلستها يوم 4 مارس 2022 قانوناً لتجريم المعلومات التي تتعارض مع الرواية الحكومية الروسية أو بيانات كاذبة خاصة بالقوات المسلحة الروسية.

وقد صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن القانون ضروري وعاجل وصارم بسبب الحرب الإعلامية الغير مسبوقة على روسيا، لأن وسائل الإعلان الأوكرانية تستخدم لقطات في إقليم دونباس خلال فترة 2014 إلى 2015 وتصورها كجرائم حرب ارتكبها الجيش الروسي، حيث أشار "دميرتري" بأننا في وضع استثنائي ويتطلب إجراءات استثنائية.

وقامت مؤسسات إعلامية غربية مثل بلومبيرج وسي أن أن وبي بي سي، بالحد من أنشطة روسيا الإعلامية كما قامت شركة تيك توك بتعليق البث المباشر من روسيا وذلك لضمان حماية العاملين بالشركة حتى وضع تصور دراسة لمخاطر وأبعاد وتداعيات القانون الروسي الجديد في النشر.

وعلى خلفية الإتهامات المتبادلة، وسياسات حظر النشر وحجب الصحف التي حدثت بخصوص حظر قناة روسيا اليوم في ألمانيا ودويتشه فيلا في روسيا، كما فرضت روسيا قيوداً على شركة فيسبوك وتويتر المملوكتين لشركة ميتا الأمريكية بعد فرض أمريكا رقابة مُشددة على أي محتوى يروج لوجهة النظر الروسية وانتهاك حقوق وحريات المواطنيين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي.

الخطاب الإعلامي والتضليل والحرب النفسية

شن الحرب الروسية الأوكرانية حملات دعائية ومعلوماتية مغلوطة ومضللة من قبل الطرفين وذلك بهدف حشد التعاطف والدعم المحلي والعالمي من قِبل أوكرانيا، وذلك بنشر وسائل الإعلام الروسية معلومات تؤكد فرض "النازيين الجدد" السيطرة على الحكم وهو مايتعارض مع كون الرئيس الأوكراني يهودي الديانة.

وتطور الأمر بشن الحرب النفسية من خلال المعلومات المغلوطة بخصوص عدد القتلى والجرحى في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وعدد الوفيات في قوات الجيش بهدف إضعاف الروح القتالية والدفاعية وهدمها إلى الإستسلام، وقد كشفت وسائل الإعلام الرقمي مدى خطورة اللعبة التي وقعت فيها وانتهجتها بشكل أو بآخر والتخلي من كافة المعايير المهنية لصالح الأهداف السياسية والاقتصادية والسياسية.

أقرأ أيضا:جنرال أمريكي: فجوة في جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية عن الجيش الروسي