الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:43 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير أثري يكشف لـ«الطريق» أسرار الفراعنة للاحتفال بشم النسيم.. «لا تدع الأحزان تصل إلى قلبك»

عيد شم النسيم عند المصريين القدماء
عيد شم النسيم عند المصريين القدماء

شم النسيم من أقدم الاحتفالات المصرية الشهيرة، والتي تختلف عن غيرها، إذ لها طقوس وعادات مميزة، مثل تناول البيض الملون، والفسيخ، والملوحة، والبصل الأخضر والخس والجرجير، وغيرها من الأطعمة التي يعشقها المصريون، لكن هل تعرف الأصول التاريخية لتلك العادة؟.

أحمد عامر، الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، قال إن عيد شم النسيم يُمثل أحد أعياد المصريين القدماء، ويرجع بدء احتفال الفراعنة بعيد شم النسيم رسميا إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة.

وأضاف في حديثه لـ"الطريق"، أن عيد شم النسيم عادة ابتدعها الفراعنة، وبالفعل كان له اسم آخر فنجد أنه كلمة شم النسيم ترجع إلى الكلمة الفرعونية شمو، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون، وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور وأضيفت إليه كلمة النسيم لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وقد احتفل المصريين القدماء به في هذه الفترة، تحديدا لأنه يجرى التوافق مع الحصاد وقد أطلق عليه اسم "شم" من الفصل "شمو"، أما كلمة "نچم" بمعني "طيب" أو "عطر" كرمز لتفتح الأزهار.

وأوضح "عامر"، أن المصريين القدماء يحتفلون بالطقوس التي ورثها المصريون، موضحا أنهم يأكلون الأسماك المملحة، والبيض، والبصل، والخس وغيرها، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوبهم القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج من النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور، وكانوا يقمون بالتغني: "متع نفسك ما دمت حيا ودع العطر على رأسك، والبس الكتان الجميل، وذلك يدك بالروائح الذكية المقدسة، وأكثر من المسرات، ولا تدع الأحزان تصل إلى قلبك".

وعن سبب تناول المصريين القدماء للبيض فيرجع إلى اعتقادهم أنها تمثل البيضة الأزلية التي جاء منها الإله الأول الخالق بكلمة "سا" وتعني "ابن"، إذ ترمز البيضة للبعث والحياة الجديدة، هذا بالإضافة إلي أنهم كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد.

وكشف عامر، عن سر تناول المصريين القدماء للبصل وتعليقه حول رقابهم وعلى أبواب ديارهم فيرجح هذا لرائحته النفاذة التي تفيق الغائب "الميت" من غيبوبة "موته" وهذا يتربط بالبعث والانتصار على الموت.

واختتم حديثه، أن فكرة تلوين البيض بألوان مختلفة نجد أن هذا أيام الفراعنة كانت هذه العادة غير موجودة، ولكن مع دخول المسيحية أصبح تلوين البيض أمرا أساسيا، فمثلاً نجد أن اللون الأحمر على البيض يرمز إلى دم المسيح عليه السلام الذي سال من فوق الصليب، كما أننا نجد ألوان أخرى مثل اللون البنفسجي، الأزرق، البني وغيرها.