الطريق
الأحد 19 مايو 2024 10:43 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا يجب علينا تصديق أحداث مسلسل «الاختيار 3»؟

مسلسل الاختيار 3
مسلسل الاختيار 3

انتهى، الأحد، مسلسل الاختيار 3 بعدما وثق فترة تاريخية من عمر الوطن، بعرضه أحدث حقيقية عرفها الجميع لكن لم يكونوا يعرفون كواليسها وإرهاصاتها ولم يكونوا يعرفون بطبيعة الحال ما دار في الغرف المغلقة في تلك اللحظات التاريخية في واقعنا المعاصر.

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات، إن النتيجة الرئيسة التي يخرج بها المتابع للشأن العام المصري هي ضرورة تصديق ما جاء في هذا المسلسل، أما مسوغات صدق أحداث المسلسل فهي كثيرة.

رئيس الجمهورية

وبيّن «أبو النور» أن رئيس الجمهورية صدّق على كل أحداث المسلسل في خطاب رسمي ألقاه يوم الخامس والعشرين من رمضان في حفل إفطار الأسرة المصرية، وبالتالي لم يعد الحديث عن المسلسل ضربا من خيال مؤلف أو مخرج في إطار دراما تشويقية؛ بل هو رواية رسمية من رأس الدولة، يجب أن يتم التعامل معها على أنها زاوية من زوايا الحقيقة التاريخية المعمول بها في كتب مناهج البحث التاريخي.

وتابع رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات، أن التاريخ لم يعد قصة المنتصرين، أو أن التاريخ لم يعد يكتبه المنتصرون، كما كان هو الوضع في عصور سابقة، بحيث ينتصر طرف بالكامل ويموت طرف بالكامل وتموت معه روايته للأحداث، ففي هذا العصر حيث القنوات المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعية فإن التاريخ يمكن أن يكتبه الجميع، المنتصرون والمنهزمون على حد سواء.

الروايات التاريخية

وأردف «أبو النور» أن الروايات التاريخية في مسلسل الاختيار٣ مستندة إلى مقاطع مسجلة بالصوت والصورة من داخل غرف صناعة التاريخ وقد كشفت عن حقيقة الوجوه التي كانت مستترة خلف أقنعة الدين والعزف على الوتر الرهيف لدى المصريين المرتبطين بدينهم، وقديما قال فلاسفة السياسة: «من معه الدين مثل الذي معه الولد في لعبة الكوتشينة يقش كل الكروت التي على الأرض».

واستكمل رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات، أن أحداث المسلسل جاءت على لسان شخصيات مشهود لها بالنزاهة والدين والوطنية وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ولو قال المسلسل على لسان فضيلته كلاما لم يقله فإن البديهي هو أن يخرج الإمام المعروف بشجاعته ونزاهته وعدم خوفه إلا من خالقه، ويُكَذِّب كاتب المسلسل، وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال.

وأضاف «أبو النور» أن الطرف المنهزم موجود الآن خارج مصر حرا طليقا وهو مدعوم من عدة أنظمة دولية شديدة البأس، وكان يمكنه أن يكتب التاريخ خاصة أن كل الوسائل والإمكانيات متوافرة له، ومعه نجوم دراما وفنانين شذّوا عن بلدهم، وكان يمكن أن يروا التاريخ؛ غير أنهم لم يفعلوا وصمتوا، واكتفوا بالصراع فيما بينهم كما هو معروف للجميع.

علم كتابة التاريخ

ويرى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات، أن هذا المسلسل أحدث أثرا عميقا ليس في نفوس المصريين الذين رفضوا سياسات مكتب الإرشاد ولكن أثره سيتجاوز المشاعر الوطنية إلى علم كتابة التاريخ نفسه بحيث يجعل من الواجب على كل المشتغلين بهذا العلم إعادة النظر في القواعد الصارمة لكتابة الأحداث التاريخية المشفوعة بالدلائل والقرائن من السجلات الرسمية للدول.

وألمح «أبو النور» إلى أنه مع أهمية هذا العمل فإن هناك أحداثا كثيرة كان يجب أن يأتي عليها المسلسل لكنه لم يفعل، ومنها مثلا دور المشير طنطاوي ــ عليه رحمة الله ــ بعد رحيله عن وزارة الدفاع؛ إذ ليس من المنطقي ألا يستشيره تلميذه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في كثير من المواقف، كما ليس من المنطقي عدم ذكر المواقف الدولية والضغوط الهائلة التي مورست على وزير الدفاع في ذلك الوقت لإثنائه عن تنفيذ خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها يوم 3 يوليو 2013.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا وروسيا.. هل تنضم طهران إلى موسكو في مواجهة الناتو؟ - خاص