«محمد» بيكتب بلسانه.. الشلل الرباعي موقفوش وبقى بلوجر ويوتيوبر قد الدنيا
القليل من الإصرار يقابله الكثير من الإنجاز، وما يبدو لنا فاشلا مخيبا للآمال قد يتحول فجأة إلى نصر مجيد، وهناك بعض الناس لا يستيقظوا من غفلتهم إلا بعد فوات الأوان، منهم يستسلم لليأس والانتحار ومنهن يستيقظ ويفعل المستحيل.
يعتقد البعض أن أصحاب الإعاقة خاصة الشلل الرباعي لا يشعرون بالسعادة البشرية، لأنهم لا يستطيعوا تخطي أزماتهن وحالتهن الحرجة، واليوم نسرد لكم حكاية شاب يتحدى إعاقته البدنية بعد فقدان طموحه في تعلم البرمجة، ولكنه حقق أكثر ما كان يعتقده.
محمد عليوة شاب في منتصف الثلاثينات من أبناء محافظة بورسعيد، حاصل على شهادة فوق المتوسط "صنايع خمس سنوات" كان شابا مكافحا أدى خدمته العسكرية، وسعى لتحقيق هدفه الذي يحلم به مثل كل شاب وهو العمل والاستقرار.
يحكي "محمد" لـ "الطريق"، عن إصابته بالحبل الشوكي الذي سبب له إعاقة دائمة بعد قفزه من كزينو على إحدى شواطئ بورسعيد ذهب إليه للاحتفال بعيد ميلاده هو وخطيبته الحبيبة ولأن هناك عادات القفز من أعلى هذا الكازينو شائعة بين الشباب قرر القفز حتى ارتطم رأسه في البحر، أراد الإمساك برأسه ولكن أيقن في تلك اللحظة أنه أصيب بالشلل.
لحظات من الرعب تحت الماء يحاول عليوة فيها تحريك قدميه وأيده وكأن حواسه العضلية اختفت، محاولا استخدام كافة قدراته للصمود تحت البحر حتى عجز عن التحمل وقرر الاستسلام للموت مع رؤية شريط حياته يمر بالكامل حتى أنقذه شخصا لتعود له الحياة، ولكن بشكل صادم.
ومازالت هذه اللحظات المرعبة تتبع خياله ومازال يتذكرها وكأنها وقعت يوم أمس، من هنا أيقن أن السعادة تبدو صغيرة عندما تكون بين يديك، وعندما تخسرها تدرك كم هي كبيرة وقيمة، في مرحلة العلاج مر بأسوأ أيام فيها، وهو تركيب شدة في الرأس تزن 7 ك غرام حديد؛ فتتخيل أن هذا الحديد معلق في الأذن بمسمارين تخطى العديد من الألم أملا في الشفاء.
ويقول محمد، إن الشلل الرباعي هو وضع قاسي وغير مريح خاصة في عدم تنفيذ احتياجاته الشخصية بنفسه، أصبح "الشرب والهرش والأكل" بمساعدة الأهل والأصدقاء، وقرر في ذلك الوقت أن يتحدى عجزه في التفكير في شغفه وحلمه في البرمجة والمونتاج، وبعدها استمر في تعليم نفسه من اليوتيوب وابتكر طريقة مسك الهاتف للكتابة منشورات تحفيزية بلسانه حتى صنع جمهورية التفاؤل.
لمـــشاهدة الفـــيديـــو اضغط هــــــــــــــــــــنـــــــــــا
تطور في استخدام الهاتف الخلوي واستطاع تعديل العديد من الفيديوهات التي جعلت منه يوتيوبر متميز يعتبر محتواه هو حافز كبير لجميع المعاقين والذين مره بتجربة شبيه له، ظل ينشر محطات عن حياته وعن كيفية تخطى هذه المراحل مع برامج توعية للنفس وتنمية المهارات، ومساعدة الأشخاص من خلال عرض تعليقاتهم على اليوتيوب على أمل المساهمة في شفائهم ومساعدتهم من الآخرين.
وذكر عليوة أن في بداية نجاحه كان التنمر هو أمر في غاية الصعوبة والحسرة عندما يأتيك تعليقا من أحد الأصدقاء المعاقين الذين يمرون بنفس تجربتك وهي إهانتك "مستحيل تكون متفائل وبتضحك أربعة وعشرين ساعة ياعم زهقتنا" ولكن جاءت هذه الكلمة للاستمرار مرة أخرى على تجاوز العديد من المحن و تخطيها في مرحلة الشهرة.
اقرأ أيضا: مصاب بضمور العضلات.. سراج يتحدى إعاقته الجسدية في الرسم
تظهر الدراسات أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بمستوى جيد من الحياة، وأن شعورهم بالسعادة لا يقل عن شعور أي إنسان آخر، لذلك لا تيأس واستمر في خوض المعارك وراء شغفك.
