الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 01:47 صـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السياحة الداخلية من أهم موارد مصر الإقتصادية

الترويج وتنظيم الرحلات ودعم الأسعار.. أهم مقترحات تنشيط السياحة الداخلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

السياحة الداخلية كانت هي المنقذ الوحيد للسياحة المصرية في ظل فترة الركود الطويلة التي بدأت في أعقاب ثورة 25 يناير، وفي فترة شهدت رواجا وإزدهارا شديدا في السياحة الداخلية لتعود مرة أخرى لسابق عهدها بعد تحسن الأوضاع، وتعتبر موردا هاما جدا يمكن أن يدر مليارات الجنيهات سنويا إذا تم استغلاله بشكل صحيح، بل إنه سيساعد أيضا في توفير المزيد من فرص العمل للشباب.. فما هي أسباب ركود السياحة الداخلية في مصر؟ وكيف يمكن أن نقوم بترويجها؟ ولماذا لا يهتم بالمصريين كعنصر فعال في السياحة؟!".

وأكد محمد عبد الغفار الخبير السياحي، أنه بالرغم من أن السياحة الداخلية عانت من الإهمال لفترة طويلة نتيجة التركيز على السياح الأجانب إلا أنها في الفترة الحالية تشهد نمو ملحوظ وذلك نتيجة الاهتمام بهذا النوع من السياحة منذ ثورة 25 يناير، حيث ظهرت الأهمية الكبيرة للسياحة الداخلية عندما استطاعت المساهمة وبشكل كبير في سد العجز الناتج عن منع مجيء الكثير من الأفواج الأجنبية لمصر، موضحا أن بفضلها استمر عمل الكثير من العمال والشركات السياحية وكذلك الفنادق.

وأشار محمد عبد الغفار، إلى أن السياحة الداخلية تعتبر "سياحة موسمية" من الدرجة الأولى، وذلك بسبب طبيعة السائح المصري الذي ينشط لديه الاهتمام بالسياحة خلال فترة المواسم والأعياد وأجازات منتصف العام ونهايته فقط، مشدداً على أن رواج السياحة الداخلية يعتمد في الأساس على جعلها سياحة دائمة غير مرتبطة بموسم معين ويتم ذلك من خلال زيادة الوعي وتثقيف المصريين سياحيا سواء لزيارة الأماكن الأثرية بصفة دورية أو الاهتمام بعمل الرحلات السياحية للترفيه عن النفس، وكذلك تعليمهم أسلوب الحجز المسبق وتنظيم الرحلة والتخطيط الجيد لها قبل ذلك بفترة، مع تشديد الرقابة على الشركات السياحية للتأكد من إنها تقدم للأفواج المصرية ما تم الاتفاق عليه دون خداع، فضلاً عن الاهتمام بالسياحة مثلها مثل أي سلعة كما يجب زيادة الدعاية والاعلانات الخاصة بها في جميع المنصات الإعلامية، وأخيراً ضبط الأسعار أي أن تكون أسعار مناسبة.

ومن جهته قال أحمد فوزي، المرشد والخبير السياحي، إن السياحة الداخلية مهمة جدا للدخل القومي مثلها مثل السياحة الخارجية لأنها تزيد من إجمالي الناتج المحلي منها من خلال المساعدة في زيادة نسبة اشغالات الفنادق، كما أن المصريين بطبعهم قوه شرائية كبيرة، فارتفاع أعداد الزوار المصريين للأماكن السياحية الداخلية ساعد على استمرار عمل الكثير من المحلات التجارية والمقاهي وغيرها من الأماكن الموجودة في المناطق والمنشآت السياحية مما عوض الفارق الناتج من إنخفاض أعداد السياح الأجانب.

وأضاف "فوزي" أن السياحة الداخلية تساعد على نمو السياحة بشكل عام مما يوفر فرص عمل للكثير من الشباب، ولا تقتصر أهميتها على ذلك فقط بل إنها تساعد أيضاً على زيادة وعي المجتمع المصري بأهمية تاريخ وحضارة بلده، فهي بتنمى لدى المصريين المعلومات الخاصة بآثار بلدهم وحضارتها.

وأشار "فوزي" إلى أهمية الترويج للسياحة الداخلية وتنشيطها لزيادة الناتج القومي منها، وذلك من خلال زيادة التسويق والدعاية لها في الوسائل الإعلامية المختلفة، وكذلك الاعتماد على وسائل الجذب الأخرى المتمثلة في تنظيم مسابقات ومهرجانات بالأماكن السياحية والأثرية، وكذلك المناطق الصحراوية كالواحات وغيرها ويمكن تنظيم مسابقات مارثون ورالي بها، مشيرا إلى أهمية تأهيل العاملين في مجال السياحة على التعامل الجيد مع السياح المصريين بشكل متحضر مثلما يتم مع السياح الأجانب، فضلاً عن أهمية أن يكونوا من المتخصصين والدارسين لمجال السياحة أو التاريخ والآثار.

وفي السياق ذاته، أكد حسين حافظ ،مرشد سياحي، أن السياحة الداخلية لا تقل أهمية عن الخارجية بل هي من أهم ركائز دعم السياحة في مصر، فهي من ساهمت في استمرار عمل الكثير من الفنادق والمنشأت السياحية خلال فترة ركود السياحة الخارجية ومنع الكثير من الدول مواطنيها للسفر في مصر، موضحا أن أهم أسباب ركود السياحة الداخلية من وجهة نظره هي قلة وعي المصريين بحضارتهم وأهميتها فضلاً عن تركيزهم على زيارة أماكن معينة قريبة منهم لصعوبة السفر وارتفاع تكاليف الانتقال والإقامة في المدن والمحافظات الأخرى فارتفاع أسعار الخدمات السياحية المقدمة للمصريين يجعل الكثير منهم يعزف عن فكرة زيارة الأماكن السياحية سواء كانت أماكن للاستجمام كالمنتجعات والفنادق الفاخرة أو أماكن أثرية كالمتاحف والمعابد وغيرها.

وأشار "حافظ" إلى أن أهم وسائل ترويج السياحية الداخلية يعتمد على تكثيف حملات التوعية بكنوز مصر الأثرية والسياحية وتشجيع المصريين على زيارة أماكن مختلفة من خلال التعاقد مع النقابات المهنية والشركات الخاصة والوطنية على زيارات للأماكن السياحية بأسعار معينة مثلما يحدث مع حجز المصايف السنوية، فضلاً عن تنشيط الرحلات المدرسية والجامعية للطلبة المصريين، والأهم هو دعم هذه الرحلات وتخفيض أسعارها حتى تكون في متناول جميع الفئات الاجتماعية وتنويع العروض السياحية المقدمة من خلال الشركات المختلفة وتسهيل طرق السداد.

واتفق معه في الرأي الطيب عبدالله، المرشد السياحي، الذي أكد على أهمية السياحة الداخلية، فهي تعد صمام الأمان للتغلب على حالة الركود التي تصيب السياحة في مصر في بعض الأوقات، وبالتالي فإن رواجها ضمان لاستمرار واستقرار السياحة، مشيرا إلى أنها تساعد أيضا في زيادة الانتماء من خلال تنمية ثقافة ووعي المصريين بحضارتهم وتاريخهم خاصة وأن أغلب المصريين معرفتهم محدودة بالأماكن الاثرية والتاريخية فهم يعرفون الاهرامات والمتحف المصري وبعض المعابد المشهورة فقط ويغيب عن بالهم الكثير والكثير من المعالم الأخرى سواء التارخية أو المحميات الطبيعية أو المنتجعات السياحية، كما أنهم ينظرون للأماكن الأثرية على أنها مجرد حجارة.

وأشار "عبدالله" إلى أهمية دعم السياحة الداخلية من خلال التركيز على الدعاية والترويج لها من خلال مبادرات التعريف بالأثار والحضارة ، وكذلك زيادة رحلات اليوم الواحد والرحلات الأسبوعية والموسمية لبعض المناطق وخاصة لطلبة المدارس والجامعات، وكذلك الاتفاق على رحلات خاصة بأعضاء النوادي الاجتماعية والنقابات المهنية ودعم أسعارها، مشددا على ضرورة التوسع في إنشاء شركات خاصة مهتمة بالسياحة الداخلية وتقديم الدعم المالي لها مثلما حدث بعد ثورة يناير حينما تم دعم الكثير من رحلات المصريين للمناطق السياحية لسد العجز الناتج عن انخفاض أعداد السياح الأجانب.